معلومات متنوعة عن المتنبي

ابو الطيب المتنبى من شعراء العرب من شعراء العصر العباسى عراقى الجنسية

أبو الطيب المتنبي

أبو الطيب المتنبي هو واحد من أهم الشعراء العرب وقد أثرى الشعر العربي بالكثير من القصائد التي أوضحت قدرته على التعبير وعلى استخدام مفردات اللغة العربية بطريقة مبدعة.

تنوعت قصائد أبو الطيب المتنبي بين العديد من المواضيع، فلقد كتب قصائد المدح والهجاء والفخر والحماس والغزل وغيرها، أما أهم ما يميز أشعار أبو الطيب المتنبي فضلاً عن أسلوبها الأدبي الرائع هو الحكمة التي دائماً ما تكتنف قصائده وهي تنم على أنه شاعر من الصعب أن يجود الزمان بمثله، فهو القائل “وَإنِّي لنَجْمٌ تَهْتَدي صُحبَتي بِهِ .. إذا حالَ مِنْ دونِ النّجومِ سَحَابُ”.

وفي النقاط التالية سوف نبحر أكثر في عالم المتنبي ونعرف الكثير من التفاصيل عن حياته وأشعاره.

من هو أبو الطيب المتنبي؟

ولد أبو الحبيب أحمد بن حسين بن الحسن ابن مره بن عبد الجبار في مدينة الكوفة بالعراق عام 915م، وهي مرحلة مر بها العصر العباسي بأوج مراحل توجهه وقوته.

ولد المتنبي لأب تعود أصوله لواحدة من أكثر القبائل العربية نبلاً وعراقة، وهي قبيلة كندة، وقد عرف عن هذه القبيلة فصاحتها وحبها للشعر، وقيل أن المتنبي ورث هذه الميزة منها، وقد لاحظ والده حب ابنه للبلاغة منذ صغره، وبدأت تظهر عليه علامات الموهبة فأصر والده على إكمال تعليمه، وكان والده حينها يعمل حامل للخزانات المائية.

ظهرت موهبة المتنبي الشعرية في سن مبكرة للغاية، وبدأ في كتابة القصائد عندما وصل إلى عامه التاسع، وقد كتب قصائد تتميز بمناقشة مجموعة من الموضوعات المختلفة، مثل المواضيع الخاصة بالشجاعة والفلسفة والحكمة والحياة، فضلاً عن حبة لقصائد المعارك والحماسة.

عرف المتنبي بعلاقته الوطيدة بسيف الدولة الحمداني وقام بكتابة العديد من القصائد التي تمدحه وتمدح حكمه، وقد كانت أهم القصائد التي كتبها المتنبي في مدح سيف الدولة بعد المعارك التي قام بها في سوريا، وكانت هذه القصائد من أكبر عوامل توطيد الصلة بينهم.

كان المتنبي ينتمي إلى القرامطة وهم أحد الفصائل الشيعية في العراق، وبعد العديد من الأحداث تم طرد القرامطة من الكوفة، فذهب عائلة المتنبي للحياة في الصحراء مع البدو.

بالرغم أن المتنبي قد كتب في مديح العديد من الملوك وبالرغم أنه كان قريب الصلة بالبلاط الحاكم للعديد من الملوك، إلا أنه عاش فترة طويلة شاعراً متجولاً يلقي أشعاره بين العامة.

توفي المتنبي بعد قيامه بكتابة قصيدة هجاء في أحد الأشخاص مما أثار الشجار بينهما فقام الآخر بقتله انتقاماً منه على هذه القصيدة.

أبو الطيب المتنبي والحكام العرب

أبو الطيب المتنبي وسيف الدولة الحمداني

كان سيف الدولة الحمداني هو أكثر الملك التي قام المتنبي بمديحهم، وكتب في حكمه وحكمته الكثير، لكن بعد حدوث العديد من المؤامرات ضده وبعد تدخل العديد من الأشخاص الذين قاموا بتعكير صفو العلاقة بين الاثنين اضطر المتنبي إلى السفر إلى مصر، ل1ا نجد أن قصائد المتنبي لسيف الدولة تتنوع دائماً بين مدح وذكر أمجاده، وبين عتابه على استماعه لأقوال الشامتين الذين حاولوا الإيقاع بينهم، أما أجمل القصائد التي كتبها المتنبي يمدح فيها سيف الدولة فهي:-

أبيات المتنبي في مدح سيف الدولة

عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ

 

وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلّفُ سيفُ الدّوْلَةِ الجيشَ هَمّهُ
وَقد عَجِزَتْ عنهُ الجيوشُ الخضارمُ

وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه
وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ

هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لوْنَها
وَتَعْلَمُ أيُّ السّاقِيَيْنِ الغَمَائِمُ

سَقَتْها الغَمَامُ الغُرُّ قَبْلَ نُزُولِهِ
فَلَمّا دَنَا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

أبيات المتنبي في عتاب سيف الدولة

واحـرَّ قلبـاهُ مِمَّـنْ قلبُـهُ شَبـِــمُ
ومـنْ بجسمـي وحالـي عنـده سَقـَمُ

ما لي أكتمُ حبـاً قـد بـرى جسـدي
وتدعـي حُـبَّ سيـفِ الدولـة الأمـمُ

إن كـان يجمعنـا حــبٌ لغرتــه
فليـتَ أنـَّا بقـدرِ الحـب نقتسـِـمُ

قـد زُرتـُهُ وسيـوفُ الهنـْدِ مُغْمَـدَةٌ
وقـد نظـرتُ إليـهِ والسيـــوفُ دمُ

فكـان أحســنَ خلـقِ اللهِ كلَّهـِــمِ
وكـان أحسنَ مـا في الأحسـنِ الشيـمُ

فـَوْتُ العَـدُوِّ الـذي يَمّمتـُه ظفـَـرٌ
فـي َطيِّـهِ أَسَـفٌ فـي َطيِّـهِ نِعَــمُ

قد نابَ عنكَ شديـدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ
لك المهـابة ُ مـا لا تصْنـعُ البُهَــمُ

المتنبي وكافور الإخشيدي

في مصر توطدت علاقة المتنبي بكافور الإخشيدي كثيراً، وقد كتب فيه العديد من قصائد المدح، وجدير بالذكر أن أول القصائد التي كتبها المتنبي في مدح الإخشيدي تطرق فيها إلى سيف الدولة، وقام بهجائه ووصفه بالغدار، أما قصيدته فكانت:-

حببتك قلبى قبل حبك مــن نأى
وقد كان غدارا فكن أنت وافيا

فإن دمــوع العين غـدر بربها
إذا كن إثر الغادرين جواريا

ولكن بالفسطاط بحـر أزرته
حياتى ونصحى والهوى والقوافيا

كذلك أسرف المتنبي في مدح كافور بشدة، ووصفه بأنه شمس الملوك، وأن الحياة لم تأت بملك مثله فقال فيه:-

ومن مثل كافور إذا الخيل أحجمت
وكان قليلا من يقول لها أقدمى

شديد ثبات الطرف والنقع واصــل
إلى لهوات الفـــــارس المتلثم

فلو لم تكن فى مصر ما سرت نحوها
بقلب المشـوق المستهام المتيم

رضيت بما ترضى لـى محبة
وقدت إليك النفس قود المـسلم

ومثلك من كان الوسيط فؤاده
فكلمة عنى ولــــم أتكلم

خروج المتنبي من مصر

بالرغم من أن المتنبي كان شاعراً مقرباً للبلاط الحاكم في مصر، إلا أن اعتياد لسانه على شعر الهجاء كان هو السبب في العديد من المصائب التي أحلت به، وفي مصر قابل المتنبي شخص يدعى كافور وقام بهجائه بسبب سواد بشرته، غضب الرجل من المتنبي وأقسم على قتله، مما أضطر المتنبي للهروب خوفاً من القتل.

أهمية الأعمال الشعرية للمتنبي

يعتبر المتنبي واحد من أهم الشعراء العرب، فبعيداً عن أشعار الهجاء والمدح فإن المتنبي قدم للشعر العربي تراثاً لا يستهان به، وقد تميزت أشعار المتنبي بأنه استخدم اللغة التي تجمع بين الأسلوب القديم في الشعر العربي، وأدخل عليها بعض التعديلات الخاصة بمدرسته في الشعر فأضفى على القصيدة العربية سحراًَ من نوع مختلف، وقد كان للمتنبي باع كبير في قصائد الغزل أيضاً ومنها:-

أبيات من شعر الغزل للمتنبي

وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصر جفونك يعشق

أغرك مني أن حبك قاتلي
وإنك مهما تأمري القلب يفعل

يهواك ما عشت فان امت
يتبع صداي صداك في الاقبر