معلومات عن شاعر المعلقات الأشهر امرؤ القيس

امرؤ القيس هو شاعر من العصر الجاهلى وهو احد شعراء المعلقات السبع

من هو امرؤ القيس؟

يُعد امرؤ القيس من أكثر الشعراء العرب الذي ذاع صيتهم في فترة الجاهلية قبل الإسلام، وكانت شهرته نتيجة تصنيفه من شعراء المُعلقات السبعة، وهؤلاء هم من تباهي بهم أهل مكة بسبب فصاحتهم؛ فوضعوا قصائدهم حول الكعبة، وكانت أشهر مُعلقات “امرؤ القيس” هي مُعلقة “قفا نبكِ”، والتي تصنيفها أنها من أجمل القصائد العربية في تاريخ الأدب. وكان له العديد من الألقاب التي اشتُهر بها في الجزيرة العربية؛ وكان منها منها “ذو القروح”، و”حندج”، و”الملك الضليل”، وكان “امرؤ القيس” موضع بحث الكثير من الأدباء والباحثين في الأدب العربي، وقد حيّر الكثير من اللغويين أيضاً، فقد وجدوا أن قصائده تُخفي العديد من الأسرار ومواضع التورية والجماليات؛ وتلك المدرسة الشعرية استمرت إلى عدة قرون في الجزيرة العربية.

نبذة عن حياته

وُلد “امرؤ القيس” في منطقة “نجد” بالجزيرة العربية، وبالتحديد في منطقة “بطن عاقل”، وكانت حياته ماجنة، وذلك بسبب أصوله العريقة، وماله الوفير، فكان يعيش حياة الملوك، وكان يتميز بالجرأة في شعر الغزل؛ حتى وصل به الأمر للفُحش فيه، وكانت قصائده الغرامية مع النساء هو محور أشعاره لفترات طويلة، مما يعتبر ثورة أدبية للبيئة البدوية المُحافظة؛ حتى دغدغت قصائده مسامع النساء، ووصل به الأمر إلى اللهو مع الصبية من الصعاليك في الجزيرة العربية، وعُرِف عنه حُبه للخمر، وطفح كيل أبوه من أفعاله؛ فقام بطرده، ليلجأ “امرؤ القيس” بعد ذلك إلى أعمامه بعد أمرٍ من أبيه، وذلك كان أملاً في إصلاحه، ولكن لم يفلح الأمر، واستمر في انسياقه مع الصعاليك، وتغزله في الفُحش المُخالف لأعراف العرب.

وفاة امرئ القيس

كانت حياة امرئ القيس قصيرة، ومن الممكن أن يكون السبب في ذلك إدمانه لحياة المجون، وعقر الخمر، وكانت حياته مليئة بالقصص والمغامرات على الرغم من قِصرها، وقد كانت في حياته نقطة تحول من حياة المجون إلى حياة الفروسية؛ حينما أراد أن يثأر لمقتل والده، وكان ذلك الأمر سبباً وجيهاً في تطور شخصيته، وإثقال موهبته، وتوسع مداركه. فسافر إلى عدة أرجاء في الجزيرة العربية، وما حولها إلى أن وصل إلى أنقرة؛ والتي كانت المحطة الأخيرة في حياته نتيجة مره بمرضٍ عِضال؛ وهو “الجدريّ”، وتم دفنه في أنقرة وقتها في منطقة “تلة هيدريلك” الموجودة إلى يومنا هذا، وكان ذلك في عام 540 ميلادية كما رجّح بعض المؤرخين.

من شعر امرىء القيس

تأثر الشاعر الكبير بالطبيعة من حوله، ويتضّح في شعره عاطفته الجياشة، ورقته في اختيار الألفاظ، وتوريتها، وكان ذلك غريباً على الشعراء في منطقة الجزيرة العربية؛ وجمعت أشعاره بين العفوية، وجمال الألفاظ مع الحفاظ على وضوحها، وتعددت المواضيع التي أشعر فيها قصائده؛ فهي تنوعت بين الفخر، والرثاء، والغزل. ونذكر من أشعاره القصيدة التالية.

 

 

أَلا عِمْ صَباحًا أَيُّها الطَلَلُ البالِي وَهَلْ يَعِمَن مَنْ كانَ فِي العُصُرِ الخَالي؟
وَهَل يَعِمَنْ إِلّا سَعيدٌ مُخَلَّدٌ قَليلُ الهُمومِ ما يَبيتُ بِأَوجالِ؟
وَهَل يَعِمَن مَنْ كانَ أَحدَثُ عَهدِهِ ثَلاثينَ شَهرًا في ثَلاثَةِ أَحوالِ؟
دِيارٌ لِسَلمَى عافِياتٌ بِذي خالِ أَلَحَّ عَلَيها كُلُّ أَسحَمَ هَطّالِ
وَتَحسِبُ سَلمى لا نَزالُ كَعَهدِنا بِوادي الخُزامى أَو عَلى رَسِ أَوعالِ
لَيالِيَ سَلمى إِذ تُريكَ مُنَصَّبًا وَجِيدًا كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِمِعطالِ
أَلا زَعَمَتْ بَسباسَةُ اليَومَ أَنَّني كَبِرتُ وَأَنْ لا يُحسِنَ اللَهوَ أَمثالي
كَذَبتِ لَقَد أَصبى عَلى المَرءِ عِرسُهُ وَأَمنَعُ عِرسي أَن يُزَنَّ بِها الخالي
وَيا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ وَلَيلَةٍ بِآنِسَةٍ كَأَنَّها خَطُّ تِمثالِ
يُضيءُ الفِراشُ وَجهَها لِضَجيعِهِ كَمِصباحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذَبّالِ