معلومات عن صاحب أفضل رواية في القرن العشرين

صاحب أفضل رواية في القرن العشرين الاديب الطيب صالح اديب سودانى كتب رواية موسم الهجرة إلى الشمال ترجمت الى 30 لغة اطلق عليه عبقرى الرواية العربية

الطفولة والنشأة

اسمه بالكامل/ الطيب أحمد محمد صالح، وُلد في قرية “كرمكول” التابعة لإقليم “مروي” شمال السودان، في الثاني عشر من شهر يوليو لعام 1929، ولد الطيب صالح لأسرة بسيطة الحال، ومن مجتمع ريفي فقير الحال، وعاش بهذه القرية طفولته، وقد ذهب إلى مدرسة لتعليم القرآن، مما جعل له نصيبًا من النشأة الدينية التي ساهمت بشكل كبير في إرساء دعائم معتقداته وأفكاره، وأنارت له دربه خلال رحلته في الحياة، ثم انتقل إلى جامعة الخرطوم لاستكمال دراسته، فحصل على بكالريوس العلوم من جامعة الخرطوم.
دفعه شغفه بالعلم إلى السفر إلى بريطانيا لاستكمال دراسته، فغيَّر مجال دراسته في لندن وتخصص في العلوم السياسية.
أثَّرت البيئة الريفية التي نشأ فيها الطيب صالح، تأثيرًا بدا واضحًا في أعماله الأدبية، والتي سرعان ما لاقت القبول والتشجيع؛ ولعل الخلفية الدينية البسيطة التي نشأ في ظلها الطيب صالح، من أهم الأسباب التي ساهمت في ارتكاز معتقداته وأفكاره الإبداعية الجميلة.
حياته المهنية
عمِلَ الطيب صالح بعد تخرّجه لإذاعة لندن العربية “BBC” واستمرَّ في التدرج الوظيفي من منصب رئيس الأدب المسرحي للإذاعة البريطانية، إلى أن وصل إلى منصب مدير قسم الدراما، ثم استقال من الإذاعة البريطانية متجهًا إلى مسقط رأسه.
عمل الطيب صالح في الإذاعة السودانية، ثم انتقل إلى قطر، ليشغل منصباً في وزارة الإعلام القطرية، ومشرفاً على أجهزة الإعلام.
انتقل بعد ذلك إلى باريس ليشغل منصب المدير الإقليمي بمنظمة اليونسكو، واستمر عمله في منظمة اليونسكو حوالي عشرة أعوام.
وكثرة الانتقال فيما بين البلاد ساهمت في إثراء الخبرة الوافرة للأديب والروائي السوداني، وقد استطاع أن يحسن استغلال هذه الخبرة الكبيرة في مؤلفاته الأدبية، لاسيَّما في رائعته “موسم الهجرة إلى الشمال”

موسم الهجرة إلى الشمال

تعتبر هذه الرواية هي السبب الرئيسي في شهرة “الطيب صالح”، وقد نشرها في عام 1966 في مجلة “حوار”، ثم تبنت “دار العودة” للنشر والتوزيع في لبنان نشر هذه الرواية في نفس العام.
تعتبر رواية “موسم الهجرة إلى الشمال” من أفضل مائة رواية كتبت في القرن العشرين، وذلك على مستوى الوطن العربي، مما ساهم في تصويرها فيلما سينمائيا، فهذه الرواية من الروايات التي عنت بفكرة “التقاء الثقافات” والحرص على تصوير الثقافات بعيون الآخر، مما جعلها من أكثر الروايات شهرةً، وقد تُرجمت هذه الرواية إلى أكثر من ثلاثين لغة.
ولعل أشهر الاقتباسات من رواية “موسم الهجرة إلى الشمال” هي قول الطيب صالح:
“إنني أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة، أريد أن أعطي بسخاء، أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر، ثمة آفاق كثيرة لابد أن تُزَار، ثمَّةَ ثمارٌ يجب أن تُقطَف، كتبٌ كثيرةٌ تُقرَأ، وصفحاتٌ بيضاء في سجل العمر، سأكتبُ فيها جُمَلًا واضحةً بخطٍّ جريء”
وقد تكلَّم الكثيرون عن هذه الرواية، وقد نالت استحسان كل من قرأها، وقدَّم لها الكثير من النقاد قراءات متعددة، وأجريت الدراسات حول مؤلفات الكاتب نفسه.
ولم تكن هذه الرواية هي المؤلَّف الوحيد للطيب صالح، فقد صدر له عدة روايات ومجموعات قصصية.

قائمة بأعمال الطيب صالح

  • موسم الهجرة إلى الشمال.
  • ضو البيت بندر شاه.
  • دومة ود حامد.
  • عرس الزين.
  • مريود.
  • نخلة على الجدول.
  • منسي إنسان نادر على طريقته.
  • المضيئون كالنجوم من أعلام العرب والفرنجة.
  • للمدن تفرد وحديث (الشرق)
  • للمدن تفرد وحديث (الغرب)
  • في رحاب الجنادرية وأصيلة.
  • وطني السودان.
  • ذكريات المواسم.
  • خواطر الترحال.
  • مقدمات.

في عام 1969 أصدر الكاتب الطيب صالح مجموعة قصصية تحمل عنوان “عرس الزين”، وتلاها رواية “ضو البيت” في عام 1971، ورواية “مريود” في عام 1976، والرجل القبرصي في عام 1978، ودومة ود حامد في عام 198.
كما قام الطيب صالح بكتابة عمود أسبوعي في صحيفة إنجليزية تصدر باللغة العربية وتحمل اسم “المجلَّة” وتكلم في عموده الخاص في مواضيع أدبية مختلفة.
وتخليدًا لجهود الطيب صالح، تم إطلاق جائزة تحمل اسمه “جائزة الطيب صالح” بشكل سنوي في “أم درمان” بالسودان عام 1998، وتم منح الجائزة لأول مرة عام 2003.
كما تم الإعلان عن رواية “موسم الهجرة إلى الشمال” على أنها الرواية الأهم في القرن العشرين من بين مائة عمل أدبي لمختلف الكتاب العرب، وذلك عام 2002 في دمشق، من الأكاديمية العربية للآداب.
وفي عام 2008 قام مركز “عبدالكريم ميرغني” بتقديم جائزة “الطيب صالح” للقصة القصيرة للشباب، تخليدًا لجهوده واسمه.
وتم تسليم جائزة باسمه أيضًا للموهوبين من طلاب المدارس بالخرطوم.

حياته الشخصية

في العام الذي سبق نشره لرواية “موسم الهجرة إلى الشمال” تزوَّج الطيب صالح من مواطنة إسكتلندية، تُدعى “جوليا ماكلين” ورزقهما الله بثلاث فتيات سمَّاهن (سارة، سميرة، زينب).

وفاته

عانى الطيب صالح من الفشل الكلوي مما دفعه للذهاب إلى لندن لتلقي العلاج، ولكنه للأسف مات أثناء العلاج في لندن، وتم نقله إلى وطنه “السودان” لدفن جثمانه في مدينة أم درمان؛ وتوُفِّي في الثامن عشر من شهر فبراير لعام 2009؛ وحضر تشييع جنازته العديد من محبِّيه، والذين فاق عددهم 1500 شخص، من أجل توديع الطيب صالح، الأديب والروائي العربي، صاحب أفضل رواية في القرن العشرين.