شعر راقي عن الصداقة

المحتويات

أبيات شعر عن الصداقة شعر أحمد شوقي عن الصداقة

قال أحمد شوقي:

هجرت بعض أحبتي طوعًا لأنني

رأيت قلوبهم تهوى فراقي

نعم أشتاق، ولكن

وضعت كرامتي فوق أشتياقي

أرغب في وصلهم دومًا، ولكن

طريق الذل لا تهواه ساقي

شعر علي بن أبي طالب في الصديق

قال علي ابن أبي طالب:

وإِذا الصديقُ رأيتَهُ متملّقًا

فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنّبُ

لا خيرَ في امرئٍ متملّقٍ

حلوِ اللسانِ وقلبُهُ يَتَلهَّبُ

يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ

وإِذا تَوارى عنك فهو العَقْرَبُ

يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً

ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ

واخترْ قرينَكَ واْطفيه تفاخرًا

إِنّ القرينَ إِلى المقارنِ يُنْسَبُ

وقال أيضا:

كن ما استطعت عن الأنام بمعزل

إن الكثير من الورى لا يصحبُ

واجعل جليسك سيدًا تحظى به

حَبر لبيب عاقل متأدبُ

شعر خالد بن فيصل عن الصديق

قال خالد بن فيصل:

يا صاحبي هانت عليك المحبة

لا واحسايف عقب هاك المواثيق

جمر الغضا في وسط قلبي تشبه

نار حطبها يابسات المعاليــق

كاس مليته بالوفا لا تكبه

خله يبلل بالوصل يابس الريق

صبّه بقلبي ثم ملّه وصبّه

وان كان ودك غرق القلب تغريق

دام الهوى راسي وراسك يهبه

خذ سجّةٍ ترى زمانك توافيق

ترى حلاة العمر مع من تحبه

شخصن تريد من جميع المخاليق

شعر أبو العتاهية في الصديق

قال أبو العتاهية:

لا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ

ولا خيرَ في ودِّ الصديقِ المُماذِقِ

لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَ العَيشِ كلّهِ

أقرُّ لعيني من صديقٍ موافقِ

وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِ ودُّهُ

فإنّي بهِ، في وُدّهِ، غَيرُ وَاثِقِ

أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّ دينُهُ

وَأُفْرِشُهُ ما يَشتَهي مِنْ خَلائِقِ

وَأرْغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّ دَنِيّةٍ

وَأعْلَمُ أنّ اللّهَ، ما عِشتُ، رَازِقي

صَفيٌّ منَ الإخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ

صبورٍ على ما نابَهُ من بوائِقِ

شعر ابن الرومي عن الصديق

قال ابن الرومي:

لي صديقٌ صامتيٌّ

قُحْطُبيٌّ باحتيالِه

أكرمُ الجِنّة والإنْـ

سِ على قلةِ مالِه

لا أُسمّيه عَسا

هُـ لا يُراءى بفعالِه

وقال أيضًا:

حبذا حشمة الصديق إذا ما

حجزت بينه وبين العقوقِ

حين لا حبذا انبساطٌ يؤدي

ه إلى بخس واجبات الحقوقِ

وكلت حاجتي إليك فأضحت

وهي مني بموضع العَيّوق

وجعلت الصديق أولى بأن يل

غى ويرضى بخُلَّبات البروق

أحمد الله ما وردت من الإخ

وان غير المكَدَّر المطروق

وإلى الله أشتكي أن ودي

ليس ممن وددتُ بالمرزوق

مِقَتِي غير وامق تقرع القل

ب فطوبى لوامق موموق

كم ترى لي ذخيرة عند خل

سقطت من جرابه المخروق

أيها المعشر الهداة إلى الرش

د أبينوا لنا بيان الصدوق

أين منتجاتنا إذا ما لقينا

من مسيغ الشجا شجاً في الحلوق

 وقال أيضًا: 

لي صديقٌ إذا رأت

وجهَهُ العينُ سرَّها

قلت يوماً وخلتهُ

مطلَقَ الكفّ ثَرَّها

يا جواداً إذا حمتْ

لِقَحُ المزن دَرَّها

فرَّطتْ منك دعوةٌ

تأملُ النفس كرَّها

قال كانت فُليتةً

فوَقَى اللَّه شرَّها

قلتُ واهاً بجُرعةٍ

ذقتُها ما أمرَّها

أنت مذ ذقتها تشكْ

كى إلى الله حرَّها

قال إي والذي قضى

حلّ كفي وصرَّها

قلت تب توبة امرئٍ

عَقَّ نفساً وبرَّها

كلَّف النفس خطة

لم تطقها وغرَّها

ثم قفَّى بتوبةٍ

مطّ فيها وجرَّها

ولقد تُنفَع النفو

سُ بما كان ضرَّها

وقال أيضًا:

لي صاحبٌ قد كنتُ آمُلُ نفعَهُ

سَبقتْ صواعقُهُ إليَّ صبيبَهُ

رجَّيْتُهُ للنائبات فساءني

حتى جعلتُ النائباتِ حسيبَهُ

ولَما سألتُ زمانَهُ إعناتَهُ

لكن سألتُ زمانه تأديبَهُ

وعسى معوِّجُهُ يكونُ ثِقَافَهُ

ولعلَّ مُمرضَهُ يكونُ طبيبَهُ

يا من بذلتُ له المحبةَ مخلصاً

في كلّ أحوالي وكنتُ حبيبَهُ

ورعيتُ ما يرعى ومِلتُ إلى الذي

وردَتْهُ همَّتُهُ فكنتُ شَريبَهُ

شاركتُهُ في جِدِّهِ ورأيتُهُ

في هزله كُفْئي فكنتُ لعيبَهُ

أيامَ نسرحُ في مَرَادٍ واحدٍ

للعلم تنتجعُ القلوبُ غريبَهُ

وكذاك نشرع في غديرٍ واحدٍ

يصف الصفاءُ لوارديهِ طِيبَهُ

أيسوؤُني مَنْ لم أكنْ لأسوءَهُ

ويُريبني من لم أكن لأُريبَهُ

ما هكذا يرعى الصديقُ صديقَهُ

ورفيقَهُ وشقيقَهُ ونسيبَهُ

أأقولُ شعراً لا يُعابُ شبِيهُهُ

فتكونَ أوّلَ عائبٍ تشبيبَهُ

ما كلُّ من يُعطَى نصيبَ بلاغةٍ

يُنسيهِ من رَعْيِ الصديقِ نصيبَهُ

شعر حسان بن ثابت في الصداقة

قال حسان بن ثابت:

أَخِلّاءُ الرَخاءِ هُمُ كَثيرٌ

وَلَكِن في البَلاءِ هُمُ قَليلُ

فَلا يَغرُركَ خُلَّةُ مَن تُؤاخي

فَما لَكَ عِندَ نائِبَةٍ خَليلُ

وَكُلُّ أَخٍ يَقولُ أَنا وَفِيٌّ

وَلَكِن لَيسَ يَفعَلُ ما يَقولُ

سِوى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدينٌ

فَذاكَ لِما يَقولُ هُوَ الفَعولُ[١]

شعر محمد الواسطي عن الصديق

قال محمد الواسطي:

تعارفُ أرواح الرجال إذا التقوا

فمنهم عدوٌّ يتّقى وخليلُ

كذاك أمورُ الناسِ والناسُ منهم

خفيفٌ إذا صاحبتَه وثقيلُ

شعر بشامة بن عمرو في الصديق

قال بشامة بن عمرو:

خِزيُ الحياةِ وحَربُ الصديقِ

وكلا أراه طعامًا وبيلا

فإن لم يكنْ غير إحداهما

فسيروا إلى الموتِ سيرًا جميلا

ولا تقعدوا وبِكُمُ مِنّةٌ

كفى بالحوادث للمرءِ غولا

شعر ابن الكيزاني عن الصديق

قال ابن الكيزاني:

تخيّرْ لنفسك مَن تصطفيه

ولا تَدنين إليك اللئاما

فليس الصديقُ صديقَ الرخاءِ

ولكنْ إذا قعدَ الدهرُ قاما

تنامُ وهمّته في الذي

يهمّك لا يستقل المنام

وكم ضاحكٍ لك أحشاؤه

تمنّاك أنْ لو لقيتَ الحِماما

الشاعر الجاهلي عديُّ بن زيد

قال عدي بن زيد:

إذا كنتَ في قومٍ فصاحبْ خيارَهم

ولا تصحبِ الأردى فتَردى من الردي

وبالعدلِ فانطقْ إن نطقتَ ولا تلمْ

وذا الذمِّ فاذمُمْه وذا الحمدِ فاحْمدِ

ولا تلحُ إلا من ألامَ ولا تلمْ

وبالبذل من شكوى صديقِكَ فامْدُدِ

شعر أبو فراس الحمداني في الصديق

قال أبو فراس الحمداني:

ما كنتُ مُذ كنتُ إلّا طوع خِلّاني

ليستْ مؤاخذةُ الإخوانِ من شاني

يَجني الخليلُ فأستحْلي جنايتَه

حتّى أدل على عفوي وإحساني
لا شيء أحسن من حانٍ على جانِ

وقال أيضًا: 

لي صَديقٌ عَلى الزَمانِ صَديقي

وَرَفيقٌ مَعَ الخُطوبِ رَفيقي

لَو تَراني إِذا اِستَهَلَّت دُموعي

في صَبوحٍ ذَكَرتُهُ أَو غَبوقِ

أَشرَبُ الدَمعَ مَع نَديمي بِكَأسي

وَأُحَلّي عِقيانَها بِعَقيقِ

شعر بشار بن برد عن الصديق

قال بشار بن برد:

إذا كنتَ في كلِّ الأمورِ معاتبًا

صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبُه

فعشْ واحداً أو صِلْ أخاكَ فإنَّه

مُقارفُ ذَنْبٍ مَرَّةً ومُجَانِبُهْ

إِذَا أنْتَ لَمْ تشْربْ مِراراً علَى الْقذى

ظمئتَ وأي الناسِ تصفو مشاربُهْ

شعر أبي الفتح البستي عن الصديق

قال أبو الفتح البستي:

إذا اصطفيتَ امرأً فليكنْ

شريفَ النِّجار زكيَّ الحَسَبِ

فنذل الرجالِ كنذلِ النَّباتِ

فلا للثمارِ ولا للحطبِ

وقال أيضًا:

نصحتُكَ لا تصحَبْ سِوى كُلِّ فاضِل

خَليقِ السّجايا بالتَّعفُّف والظَّرفِ

ولا تَعتمِدْ غيرَ الكِرامِ فواحِدٌ

 منَ النّاسِ إنْ حصَّلْتَ خَيرٌ منَ الألفِ

وأشفِقْ على هَذا الزَّمانِ ومرِّه

فإنَّ زمانَ المَرءِ أضلَعُ من خَلْفِ

شعر المتنبي عن الصديق

قال المتنبي:

شرُّ البلاد بلادٌ لا صديقَ بها

وشرُّ ما يكسبُ الإنسانُ ما يصمُ

وقال أيضًا:

أُصَادِقُ نَفسَ المرْءِ من قبلِ جسمِهِ

وَأعْرِفُهَا في فِعْلِهِ وَالتّكَلّمِ

وَأحْلُمُ عَنْ خِلّي وَأعْلَمُ أنّهُ

متى أجزِهِ حِلْما على الجَهْلِ يَندَمِ

شعر الشاعر القروي في الصديق

قال الشاعر القروي:

لا شيءَ في الدّنيا أحبّ لناظِري

من منظرِ الخِلّان والأصحابِ

وألذّ موسيقى تسرُّ مَسامعي

صوتُ البشير بعودةِ الأحبابِ

شعر أبي العلاء المعري في الصديق

قال أبو العلاء المعري:

إِذا صاحبْتَ في أيامِ بؤسٍ

فلا تنسَ المودةَ في الرَّخاءِ

ومَن يُعْدِمْ أخوه على غناهُ

فما أدَّى الحقيقةَ في الإِخاءِ

ومَن جعلَ السخاءَ لأقْرَبيهِ

فليسَ بعارفٍ طُرقَ السّخاءِ

شعر عن منصور الكريزي عن الصديق

قال منصور الكريزي:

أغمضُ عيني عن صديقي كأنّني

لديه بما يأتي من القُبحِ جاهلُ

وما بي جهلٌ غيرَ أنّ خليقَتي

تطيقُ احتمالَ الكُرهِ فيما أحاولُ

وقال أيضًا:

واستبقِ ودِّك للصديقِ ولا تكنْ

قتباً يَعَضُّ بغاربٍ مِلْحاحا

فالرفقُ يمنٌ والآناةُ سعادةٌ

فتأنَّ في رِفْقٍ تنالُ نجاحا

واليأسُ مما فاتَ يعقبُ راحةً

ولرب مطعمةٍ تعودُ ذُباحا

شعر النابغة الذبياني عنه الصديق

قال النابغة الذبياني:

واستبقِ ودِّك للصديقِ ولا تكنْ

قتبًا يَعَضُّ بغاربٍ مِلْحاحا

فالرفقُ يُمنٌ والأناةُ سعادةٌ

فتأنَّ في رِفْقٍ تنالُ نجاحا

واليأسُ ممّا فاتَ يعقبُ راحةً

ولَرُبّ مطعمةٍ تعودُ ذُباحا

وقال أيضًا:

قد كنت دومًا حين يجمعنا الندى

خلا وفيا .. والجوانح شاكـره

واليـوم أشعر فى قرارة خاطري

أن الذي قد كان .. أصبح نادره

لا تحسبوا أن الصداقة لقْيـَــة

بـين الأحـبة أو ولائم عامره

إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى

كالقلب للرئتين .. ينبض هادره

استلهـم الإيمـان من عتباتها

ويظلني كـرم الإله ونائــره

يا أيها الخــل الوفيُّ .. تلطفـا

قد كانت الألفاظ عنك .. لقاصره

شعر الشيخ عبد الله السابوري عن الصديق

قال عبدالله السابوري:

من فاتَه ودُّ أخٍ مصافِ

فعيشُه ليس بصافِ

صاحبْ إِذا صاحبْتَ كُلَّ ماجدٍ

سهلِ المحيّا طلقٍ مُساعدِ

ليس من الإِخوانِ في الحقيقَهْ

مَن لم يناصحْ جاهدًا صَديقَهْ

من فاتَه ودُّ أخٍ مصافِ

فعيشُه ليس بصافِ

إِنّ المرءَ يوهنُ الودادا

وينشئُ الأضغانَ والأحقادا

ولا تكنْ لصاحبٍ مُغتابا

ومُغْرقًا في ثَلبِه إِنْ غابا

شعر أبو العلاء المعرّي في الصديق

قال أبو العلاء المعري:

فاهجرْ صديقَكَ إِن خِفْتَ الفسادَ به

إِن الهجاءَ لَمبوءٌ بتشبيبِ

والكفُّ تُقطعُ إِن خِيفَ الهلاكُ بها

على الذراعِ بتقديرٍ وتَسبيبِ

شعر مسكين الدارمي عن الصديق

قال الدارمي:

أصحبِ الأخيارَ وارغبْ فيهم

رُبَّ من صاحبَهُ مثلُ الجربْ

شعر إيليا أبو ماضي عن الصديق

قال إيليا أبو ماضي:

يا صاحبي، وهواك يجذبُني

حتّى لأحسب بيننا رحما ما ضرّنا

والودّ ملتئمٌ ألّا يكونَ الشّملُ ملتئما

النّاس تقرأ ما تسطّره

حبرًا، ويقرأه أخوكَ دما

فاستبقْ نفسًا غير مرجعها

عضّ الأناسلِ بعدَما ندما

ما أنت مُبدلُهم خلائقَهم

حتّى تكونَ الأرضُ وهيَ سَما

زارتْكَ لم تهتك مَعانيها

غرّاء يهتك نورُها الظّلَما

وقال أيضًا:

يا مَن قَربتَ من الفؤا

دِ وأنتَ عن عيني بعيدْ

شوقي إليكَ أشدُّ مِن

شوقِ السليمِ إلى الهُجودْ

أهوى لقاءَكَ مثلَما

يَهوى أخو الظمأِ الورودْ

شعر البحتري عن الصديق

قال البحتري:

إذا ما صديقيْ رابَني سوءُ فعلِهِ

ولم يكُ عمّا رابَني بمُفيقِ

صبرتُ على أشياءَ منهُ تُريبني

مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ 

كَمْ صَدِيقٍ عرَّفْتُهُ بِصَديقِ

صَارَ أَحْظَى مِنَ الصَّدِيقِ العتِيقِ

وَرَفِيقٍ رَافَقْتُهُ في طَرِيقٍ

صَارَ بَعْدَ الطَّريقِ خَيْرَ رَفِيق

شعر محمود سامي البارودي عن الصديق

قال البارودي:

ليْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ

بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ

إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ

أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ

يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ

وَ لاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ

لا كالذي يدعى وُدًّا وباطنهُ

من جمر أحقادهِ تغلى مراجلهُ

يذمُّ فعلَ أخيهِ مُظهرًا أسفًا

لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّالْحُزْنَ شَامِلُهُ

وَذاكَ منهُ عداءٌ في مجاملةٍ

فَاحْذَرْهُ، وَاعْلَمْ بَأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ

وقال أيضًا:

دارِ الصديقَ ولاَ تأمنْ بوادرهْ

:::فَرُبَّمَا عادَ بعد الصِّدْقِ خَوَّانَا

يُفْضِي بِسِرِّكَ أَوْ يَسْعَى بِأَمْرِكَ أَوْ

يَقُولُ عَنْكَ حَدِيثَ السُّوءِ بُهْتَانَا

فإنْ تنصلتَ قالوا فيكَ معرفةً

تَنْفِي الْمِرَاءَ مَعَ الْوُدِّ الَّذِي كَانَا

وَأَكْثَرُ الْخَلْقِ مَطْبُوعٌ عَلَى ظِنَنٍ

تقضي عليهِ بلبسِ الحقِّ أحيانا

و قلَّ في الناس منْ جربتهُ، فرأى

بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالْبُهْتَانِ فُرْقَانَا

شعر الشافعي عن الصديق

قال الشافعي:

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفا

فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا

فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة

وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا

فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ

وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة

فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا

ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ

ويلقاهُ من بعدِ المودَّة بالجفا

وَيُنْكِرُ عَيْشا قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ

وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا

سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا

صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا

شعر أدونيس عن الصديق

قال أدونيس:

في العامِ الألفيْنِ

أعني الآنَ، عنيتُ غدًا، أو بعدَ غدِ، أدعوكَ إلى مائدتي

وتكونُ الشمسُ، يكونُ الماءُ، يكون العشبُ ضيوفًا نتخاصمُ، أيَّ رؤانا أعصفُ

أيُّ خُطانا أنأى

نتصالحُ تحتَ سماءِ الشعر

ونعلنُ مملكةَ الخصميْنْ

ووَحدةَ هذينِ الخصميْن

شعر ابن المعتزّ عن الصديق

قال ابن المعتز:

تَشاغَلَ عَنّا صَديقٌ لَنا

:::وَصارَت مَوَدَّتُهُ كَزَّه

وَصَرَ إِذا جاءَنا بِالسَلا

:::مِ في مَشيِهِ عاجِلَ القَفزَه

وَكانَت مَوَدَّتُهُ حُلوَةً

:::فَصارَت مَوَدَّتُهُ مُزَّه

وَيَستُرُ مِن خَجَلٍ وَجهَهُ

:::وَيَمشي فَيَعثُرُ في الرُزَّه

شعر مهيار الديلمي عن الصديق

قال الديلمي:

صديقٌ يداري الحزنَ عنك مماذقُ

ودمعٌ يُغبُّ العينَ فيك منافقُ

وقلبٌ إذا عانى الأسى طلبَ الأسى

لراحته من رقّ ودّك آبقُ

بكى القاطنون الظاعنون وقوَّضَ ال

حُلولُ وصاحت بالفراق النواعقُ

ولكنني بالأمس لم تسر ناقةٌ

بمختلَس مني ولم يحدُ سائقُ

سلا عنه في أيّ المفاوز فاتني

وطرفي له راعٍ وطِرفِيَ سابقُ

تباغضنا الدنيا على حبّنا وإن

رأت مللاً ظلّت خِداعاً تُوامقُ

سوى أننا نغترُّ يا يومَ وبلها

بعاجلةٍ والآجلاتُ الصواعقُ

تصدّت بزور الحسن تقنصنا وما

زخارفها إلا رُبىً وخنادقُ

تبسَّمُ والثغرُ المقبِّل ناهشٌ

وتحسرُ والكفّ المصافح حابقُ

أتأمل منها حظوةً وهي عانس

ولم يحظ أقوام بها وهي عاتقُ

أمات أخي في الودّ أم غاض زاخرٌ

من العيش عني أم تقوّضَ شاهقُ

أظلَّ غمامٌ ثم طلَّ حِمامُهُ

وقد كنتُ في عمياءَ وهي بوارقُ

أعُدُّ له الأيّامَ أرجو شفاءَه

ولا علمَ لي أنّ المنونَ تسابقُ

وأعدِلُ بالخوف الشكوكَ تعلُّلاً

فيا سوءَ ما جرّت عليّ الحقائقُ

شعر سبط ابن التعاويذي في الصديق

قال التعاويذي:

صَديقٌ أَفادَتني الحَداثَةُ وُدَّهُ

فَأَصبَحتُ سَهلاً في يَدَيَّ قِيادُهُ

يَميلُ مَعي حَتّى كَأَنَّ فُوادَهُ

نجِيُّ فُؤادي أَو مُرادي مُرادُهُ

فَلَمّا أَحالَ الدَهرُ صِبغَةَ رَأسِهِ

وَأَحنا عَلَيهِ حالِ في اِعتِقادُهُ

وَما كُنتُ قَبلَ اليَومِ أَحسِبُ أَنَّهُ

إِذا شابَ رَأسُ المَرءِ شابَ وِدادُهُ

شعر عمر اليافي في الصداقة

قال اليافي:

لا تطمعنّ من الصديق مودّةً

لو جاء من عهد الوفا بوثيقِ

واحذر وحاذره ومنه فاحتفظ

حتّى تجرّبه وأنت بضيق

ليس الصداقة باللسان وإنّما

بالوفق والتأليف والتوفيق

فإذا يكون له الوفا لا سيّما

شعر الخبز أرزي عن الصديق

قال الخبز أرزي:

كان الصديق يزور الصديقَ

لشرب المدام وعزف القيانِ

فصار الصديق يزور الصديقَ

لبثِّ الهموم وشكوى الزمانِ

شعر قاسم حداد في الصداقة

قال قاسم حداد:

كلما أفتقدتك في غيابٍ
وجدتك في كتابْ
صديقٌ مثلك لا أحدَ مثله
يكتبني حين يمحوني الآخرون

شعر كثير عزة عن الصداقة

قال كثير عزة:

وَمَن لا يُغَمِّض عَينَه عَن صَديقِهِ

وَعَن بَعضِ ما فيهِ يَمُت وَهوَ عَاتِبُ

وَمَن يَتَتَبَّع جاهِداً كُلَّ عَثرَةٍ

يَجِدها وَلا يَسلَم له الَّهرَ صَاحِبُ

شعر ابن خالويه عن الصديق

قال ابن خالويه:

إذا ما كنت متخذا خليلا

فلا تثقن بكل أخي إخاء

فإن خيرت بينهم فألصق

بأهل العقل منهم والحياء

شعر أسامة بن منقذ عن الصديق

قال بن المنقذ:

عش واحدا أو فالتمس لك صاحبا

في محتدى ورع وطيب نجار

واحذر مصاحبة السفيه فشر ما

جلب الندامة صحبة الأشرار

والناس كالأشجار هذي يجتنى

منها الثمار وذي وقود النار

شعر جميل صدقي عن الصداقة

قال صدقي:

عاشر أناسا بالذكاء تميزوا

واختر صديقك من ذوي الأخلاق

شعر سليم خوري عن الصديق

قال سليم خوري:

لا شيء في الدنيا أحب لناظري

من منظر الخلان والأصحاب

وألذ موسيقى تسر مسامعي

صوت البشير بعودة الأحباب

شعر أبو تمام عن الصداقة

قال أبو تمام:

في فرقة الأحباب شغل شاغل

والثُّكل صرفا فرقة الإخوان

وقال أيضًا:

من لي بإنسان إذا أغضبته

وجهلت ، كان الحلم رد جوابه

واذا طربت إلى المدام شربت من

أخلاقه ، وسكرت من آدابه

وتراه يصغي للحديث بطرفه

وبقلبه ، ولعله أدرى به

وقال أيضًا:

هيَ فُرْقَة من صَاحبٍ لكَ ماجِدِ

فغدا إذابة ُ كلَّ دمعًٍ جامدِ

فافْزَعْ إلى ذخْر الشُّؤونِ وغَرْبِه

فالدَّمْعُ يُذْهبُ بَعْضَ جَهْد الجَاهدِ

وإذا فَقَدْتَ أخاً ولَمْ تَفْقِدْ لَهُ

دَمْعا ولاصَبْراً فَلَسْتَ بفاقد

أعليَّ يا بنَ الجهمْ إنكَ دفتَ لي

سما وخمرا في الزلالِ الباردِ

لاتَبْعَدَنْ أَبَدا ولا تَبْعُدْ فما

أخلاقك الخضرُ الربا بأباعدِ

إنْ يكدِ مطرفُ الإخاءَ فإننا

نغْدُو وَنَسْري في إِخَاءٍ تَالدِ

أوْ يختلفْ ماءُ الوصالِ فماؤنا

عذبٌ تحدرَ من غمامٍ واحدِ

أو يفْتَرقْ نَسَبٌ يُؤَلف بَيْننا

أدبٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ

وقال أيضًا:

وقلتُ أخي ، قالوا أخٌ ذو قرابة ؟

فقلتُ ولكنَّ الشُّكولَ أقارِبُ

نسيبي في عزمٍ ورأي ومذهب

وإنْ باعدتْنا في الأصولِ المناسبُ

كأَنْ لَمْ يَقُلْ يَوْما كأَنَّ فَتَنْثَنِي

إلى قولِهِ الأسماعُ وهي رواغبُ

ولم يصدعِ النادي بلفظة فيصل

سِنَانَيّة في صَفْحَتَيْها التَّجارِبُ

ولَمْ أَتَسقَّطْ رَيْبَ دَهْرِي بِرَأيِهِ

فَلَمْ يَجتِمعْ لي رأيُهُ والنَّوائِبُ

مضى صاحبي واستخلفَ البثَّ والأسى

عليّ فلا من ذا وهذاك صاحب

عبجتُ لصبري بعده وهوَ ميت

وقد كنت أبكيه دما وهو غائِبُ

على أنَّها الأيامُ قد صرنَ كلَّها

عجائبَ حتى ليسَ فيها عجائبُ !

شعر ابن الخيمي عن الصديق

قال ابن الخيمي:

إذا رضيَّ الصَّديقُ مِن الصَّديقِ

بمتفقِ السلامِ على الطريقِ

فما يتزاوران بغير عذرٍ

ولا يتعاتبانِ على العقوقِ

فقد جعلا سلامهما عزاءً

على موتِ الصداقة والخفوقِ

شعر نزار قباني عن الصديقة

قال نزار قباني:

وَدَّعتُكِ الأمس، وعدتُ وحدي
مفكِّراً ببَوْحكِ الأخيرِ
كتبتُ عن عينيكِ ألفَ شيءٍ
كتبتُ بالضوءِ وبالعبيرِ
كتبتُ أشياءَ بدون معنى
جميعُها مكتوبة ٌ بنورِ
مَنْ أنتِ، مَنْ رماكِ في طريقي ؟
مَنْ حرَّكَ المياهَ في جذوري ؟
وكانَ قلبي قبل أن تلوحي
مقبرةً ميِّتَةَ الزُّهورِ
مُشْكلتي أنّي لستُ أدري
حدّاً لأفكاري ولا شعوري
أضَعْتُ تاريخي، و أنتِ مثلي
بغير تاريخٍ ولا مصيرِ
محبَّتي نارٌ فلا تُجَنِّي
لا تفتحي نوافذ َ السّعيرِ
أريدُ أن أقيكِ من ضلالي
من عالمي المسمَّم العطورِ
هذا أنا بكلِّ سيئاتي
بكلِّ ما في الأرضِ من غرورِ
كشفتُ أوراقي فلا تُراعي
لن تجدي أطهرَ من ما عندي من شرور
للحسن ثوراتٌ فلا تهابي
و جرِّبي أختاهُ أن تثوري
و لتْثقي مهما يكنْ بحُبِّي
فإنَّه أكبرُ من كبيرِ.

قال أيضا: من آسيا

عليك يا صديقتي السّلام
فبعد عينيك أنا
لا أعرف السّلام
قطعت في تشردي الطّويل
يا قمري
يا أرنبي الجميل
يا رغوة الحليب والرّخام
قطعت ألف عام
بدون عينيك، بلا خبز ولا طعام
تصّوري أنّي بلا عينيك ألف عام
بدون مصباحين أخضرين
بدون شمعتين
بينهما أنام