شعر عن الأب جامد

ابيات شعريه تحفه عن الاب قصيدة: أطع الإله كما أمر

يقول الإمام الشافعي:[١]

أطعْ الإلهَ كما أمرْ

واملأ فؤادَك بالحذرْ

الدينُ حقٌّ واجبٌ

نور البصيرةِ والبصرْ

حافظ عليه فإنَّه

نعمَ السعادة تدَّخرْ

وأطع أباكَ فإنَّه

ربَّاك من عهدِ الصغرْ

قصيدة: طوى بعض نفسي

يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:[٢]

طَوى بَعضَ نَفسي إِذ طَواكَ الثَرى عَنِّي

وَذا بَعضُها الثاني يَفيضُ بِهِ جَفني

أَبي خانَني فيكَ الرَدى فَتَقَوَّضَت

مَقاصيرُ أَحلامي جَبَيتٍ مِنَ التِبنِ

وَكانَت رِياضي حالِياتٍ ضَواحِكًا

فَأَقوَت وَعَفَّ زَهرَها الجَزَعُ المُضني

وَكانَت دِنانِيَ بِالسُرورِ مَليئةً

فَطاحَت يَدٌ عَمياءُ بِالخُمرِ وَالدَنِّ

فَلَيسَ سِوى طَعمِ المَنِيَّةِ في فَمي

وَلَيسَ سِوى صَوتِ النَوادِبِ في أُذُني

وَلا حَسَنٌ في ناظِرَيَّ وَقَلَّما

فَتَحتَهُما مِن قَبلُ إِلّا عَلى حُسنِ

وَما صُوَرُ الأَشياءِ بَعدَكَ غَيرَها

وَلَكِنَّما قَد شَوَّهَتها يَدُ الحُزنِ

عَلى مَنكبي تِبرُ الضُحى وَعَقيقُهُ

وَقَلبِيَ في نارٍ وَعَينايَ في دُجنِ

أَبَحتُ الأَسى دَمعي وَأَنهَبتُهُ دَمي

وَكُنتُ أُعِدُّ الحُزنَ ضَربًا مِنَ الجُبنِ

فَمُستَنكِرٌ كَيفَ اِستَحالَت بَشاشَتي

كَمُستَنكِرٍ في عاصِفِ رَعشَةِ الغُصنِ

يَقولُ المُعِزّي لَيسَ يُحدي البُكا الفَتى

وَقَولُ المُعِزّي لا يُفيدُ وَلا يُغني

شَخَصتُ بِروحي حائِرًا مُتَطَلِّعًا

إِلى ما وَراءِ البَحرِ أَدنو وَأَستَدني

كَذاتِ جَناحٍ أَدرَكَ السَيلُ عِشَّها

فَطارَت عَلى رَوعٍ تَحومُ عَلى الوَكنِ

فَواهًا لَو اِنِّيَ كُنتُ في القَومِ عِندَما

نَظَرتَ إِلى العَوّادِ تَسأَلُهُم عَنّي

وَيا لَيتَما الأَرضُ اِنطَوى لي بِساطُها

فَكُنتُ مَعَ الباكينَ في ساعَةِ الدَفنِ

لَعَلّي أَفي تِلكَ الأُبُوَّةَ حَقَّها

وَإِن كانَ لا يوفى بَِكَيلٍ وَلا وَزنِ

فَأَعظَمُ مَجدي كانَ أَنَّكَ لي أَبٌ

وَأَكبَرُ فَخري كانَ قَولُكَ ذا إِبني

قصيدة: أبي

في قصيدةٍ عن الأب لنزار قباني يقولُ فيها:[٣]

أماتَ أبوكَ؟
ضلالٌ! أنا لا يموتُ أبي
ففي البيتِ منهُ
روائح ربٍ وذكرَى نبي
هنا ركنُه، تلك أشياؤهُ
تفتّق عن ألف غصنٍ صبي
جريدته، تبغه، متكاه
كأنَّ أبي -بعدُ- لم يذهبِ
وصحنُ الرماد وفنجانه
على حاله، بعدُ لم يُشربِ
ونظارتاه، أيسلو الزجاج
عيونًا أشفَّ من المغرب؟
بقاياه في الحجرات الفساحِ
بقايا النور على الملعبِ
أجولُ الزوايا عليه، فحيث
أمرُّ، أمرُّ على معشبِ
أشدُّ يديه، أميلُ عليه
أصلِّي على صدرِه المتعب
أبي لم يزل بيننا، والحديث
حديثُ الكؤوس على المشرب
يسامرنا، فالدوالي الحبالى
توالد من ثغرِه الطيبِ
أبي خبرًا كان من جنةٍ
ومعنى من الأرحب الأرحبِ
وعينا أبي ملجأٌ للنجوم
فهل يذكر الشرقُ عيني أبي؟
بذاكرةِ الصيفِ من والدي
كرومٌ، وذاكرة الكوكبِ
أبي يا أبي، إنَّ تاريخ طيبٍ
وراءك يمشي، فلا تعتبِ
على اسمكَ نمضي، فمن طيبٍ
شهيِّ المجاني، إلى أطيبِ
حملتكَ في صحوِ عينيَ حتَّى
تهيأ للناس أنِّي أبي
أشيلكَ حتى بنبرةِ صوتي
فكيفَ ذهبتَ ولا زلتَ بي؟
إذا فلَّةُ الدارِ أعطَت لدينا
ففي البيت ألفُ فمٍ مذهبِ
فتحنا لتموزَ أبوابنا
ففي الصيفِ لا بدَّ يأتي أبي

قصيدة: سألوني لم لم أرث أبي

يقول الشاعر أحمد شوقي:[٤]

سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي

وَرِثاءُ الأَبِ دَينٌ أَيُّ دَينْ

أَيُّها اللُوّامُ ما أَظلَمَكُم

أَينَ لي العَقلُ الَّذي يُسعِدُ أَينْ؟

يا أَبي ما أَنتَ في ذا أَوَّلٌ

كُلُّ نَفسٍ لِلمَنايا فَرضُ عَينْ

هَلَكَت قَبلَكَ ناسٌ وَقُرى

وَنَعى الناعونَ خَيرَ الثِقَلَينْ

غايَةُ المَرءِ وَإِن طالَ المَدى

آخِذٌ يَأخُذُهُ بِالأَصغَرَينْ

وَطَبيبٌ يَتَوَلّى عاجِزًا

نافِضًا مِن طِبَّهُ خُفَّي حُنَينْ

إِنَّ لِلمَوتِ يَدًا إِن ضَرَبَت

أَوشَكَت تَصدَعُ شَملَ الفَرقَدَينْ

تَنفُذُ الجَوَّ عَلى عِقبانِهِ

وَتُلاقي اللَيثَ بَينَ الجَبَلَينْ

وَتَحُطُّ الفَرخَ مِن أَيكَتِهِ

وَتَنالُ البَبَّغا في المِئَتَينْ

أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنا

لَقِيَ المَوتَ كِلانا مَرَّتَينْ

نَحنُ كُنّا مُهجَةً في بَدَنٍ

ثُمَّ صِرنا مُهجَةً في بَدَنَينْ

ثُمَّ عُدنا مُهجَةً في بَدَنٍ

ثُمَّ نُلقى جُثَّةً في كَفَنَينْ

ثُمَّ نَحيا في عَلِيٍّ بَعدَنا

وَبِهِ نُبعَثُ أولى البِعثَتَينْ

اِنظُرِ الكَونَ وَقُل في وَصفِهِ

كُلُّ هَذا أَصلُهُ مِن أَبَوَينْ

فَإِذا ما قيلَ ما أَصلُهُما

قُل هُما الرَحمَةُ في مَرحَمَتَينْ

فَقَدا الجَنَّةَ في إيجادِنا

وَنَعِمنا مِنهُما في جَنَّتَينْ

وَهُما العُذرُ إِذا ما أُغضِبا

وَهُما الصَفحُ لَنا مُستَرضِيَينْ

لَيتَ شِعري أَيُّ حَيٍّ لَم يَدِن

بِالَّذي دانا بِهِ مُبتَدِأَينْ

وَقَفَ اللَهُ بِنا حَيثُ هُما

وَأَماتَ الرُسلَ إِلّا الوالِدَينْ

ما أَبي إِلّا أَخٌ فارَقتُهُ

وُدُّهُ الصِدقُ وَوُدُّ الناسِ مَينْ

طالَما قُمنا إِلى مائِدَةٍ

كانَتِ الكِسرَةُ فيها كِسرَتَينْ

وَشَرِبنا مِن إِناءٍ واحِدٍ

وَغَسَلنا بَعدَ ذا فيهِ اليَدَينْ

وَتَمَشَّينا يَدي في يَدِهِ

مَن رَآنا قالَ عَنّا أَخَوَينْ

نَظَرَ الدَهرُ إِلَينا نَظرَةً

سَوَّتِ الشَرَّ فَكانَت نَظرَتَينْ

يا أَبي وَالمَوتُ كَأسٌ مُرَّةٌ

لا تَذوقُ النَفسُ مِنها مَرَّتَينْ

كَيفَ كانَت ساعَةٌ قَضَّيتَها

كُلُّ شَيءٍ قَبلَها أَو بَعدُ هَينْ

أَشَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَةً

أَم شَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَتَينْ

لا تَخَف بَعدَكَ حُزنًا أَو بُكا

جَمَدَت مِنّي وَمِنكَ اليَومَ عَينْ

أَنتَ قَد عَلَّمتَني تَركَ الأَسى

كُلُّ زَينٍ مُنتَهاهُ المَوتُ شَينْ

لَيتَ شِعري هَل لَنا أَن نَلتَقي

مَرَّةً أَم ذا اِفتِراقُ المَلَوَينْ

وَإِذا مُتُّ وَأودِعتُ الثَرى

أَنَلقَّى حُفرَةً أَو حُفرَتَينْ

قصيدة: ما كنت أحسب بعد موتك يا أبي

يقول الشاعر أبو القاسم الشابي:[٥]

مَا كنتُ أَحْسَبُ بعدَ موتكَ يا أَبي

ومشاعري عمياءُ بالأَحزانِ

أَنِّي سأَظمأُ للحياةِ وأَحتسي

مِنْ نهْرِها المتوهِّجِ النَّشوانِ

وأَعودُ للدُّنيا بقلبٍ خافقٍ

للحبِّ والأَفراحِ والأَلحانِ

ولكلِّ مَا في الكونِ من صُوَرِ المنى

وغرائِبِ الأَهواءِ والأَشْجانِ

حتَّى تَحَرَّكَتِ السُّنونُ وأَقبلتْ

فِتَنُ الحَيَاةِ بسِحْرِها الفتَّانِ

فإذا أَنا مَا زلتُ طفلاً مُولَعًا

بتعقُّبِ الأَضواءِ والأَلوانِ

وإذا التَّشاؤُمُ بالحَيَاةِ ورفضُها

ضرْبٌ من البُهْتانِ والهَذَيانِ

إنَّ ابنَ آدمَ في قرارَةِ نفسِهِ

عبدُ الحَيَاةِ الصَّادقُ الإِيمانِ

قصيدة: أبي

يقول الشاعر محمود درويش:[٦]

غَضَّ طرفًا عن القمرْ
وانحنى يحضن الترابْ
وصلَّى
لسماءٍ بلا مطرْ
ونهاني عن السفرْ
أشعلَ البرقُ أوديةْ
كان فيها أبي
يربي الحجارا
من قديمٍ ويخلقُ الأشجارا
جلدُهُ يندفُ الندى
يدهُ تورقِ الشجرْ
فبكى الأفق أغنيةْ:
كان أوديسُ فارسًا
كان في البيتِ أرغفةْ
ونبيذٌ وأغطيةْ
وخيول , وأحذيةْ
وأبي قال مرة
حين صلَّى على حجرْ:
غُضَّ طرفًا عن القمرْ
واحذر البحر والسفرْ
يوم كان الإله يجلد عبدَهْ
قلت: يا ناس نكفُرُ؟
فروى لي أبي وطأطأَ زنده :
في حوار مع العذابِ
كان أيوب يشكرُ
خالق الجرحُ لي أنا
لا لميْتٍ ولا صنمْ
فدع الجرحَ والألمْ
وأعِنّي على النَّدمْ
مرَّ في الأفقِ كوكبُ
نازلًا نازلًا
وكان قميصي
بين نارٍ وبين ريحْ
وعيوني تفكِّرُ
برسومٍ على الترابْ
وأبي قال مرةً:
الذي ما له وطنْ
ماله في الثرى ضريحْ
ونهاني عن السفرْ

قصيدة: نَعاءِ عليه أيها الثقلان

يقول الشاعر محمود سامي البارودي:[٧]

وأنتَ ابنهُ، والفرعُ يتبعُ أصلهُ

ومَا مِنْكُمَا إِلّا جَوَادُ رِهَانِ

هوَ الأولُ السَّبَّاقُ في كُلَّ حلبةٍ

وأنتَ لهُ دونَ البريةِ ثاني

قصيدة: تحمل عن أبيك الثقل يوما

يقول الشاعر أبو العلاء المعري:[٨]

جَنى أبٌ ابنًا غرضًا

إن عقَّ فهو على جُرْمٍ يكافيهِ

تَحَمَّل عَن أَبيكَ الثِقلَ يَومًا

فَإِنَّ الشَيخَ قَد ضَعُفَت قِواهُ

أَتى بِكَ عَن قَضاءٍ لَم تُرِدهُ

وَآثَرَ أَن تَفوزَ بِما حَواهُ