قصائد جديده عن الحزن

اروع ابيات شعريه حزينه قصيدة: بكيتُ ولكن بالدموع السخينة

قال الشاعر إيليا أبو ماضي:[١]

بَكيت وَلَكِن بِالدُموعِ السَخينَةِ

وَما نَفَذَت حَتّى بَكَيتُ بِمُهجَتي

عَلى الكامِلِ الأَخلاق وَالنَدبِ مُصطَفى

فَقَد كانَ زَينَ العَقلِ الفُتُوَّةِ

نَعاهُ لَنا الناعي فَكادَت بِنا الدُنى

تَميدُ لِهَولِ الخَطبِ خَطبِ المُروءةِ

وَذابَت قُلوبُ العالَمينَ تَلَهُّفًا

وَسالَت دُموعُ الحُزنِ مِن كُلِّ مُقلَةِ

أَجَل قَد قَضى في مِصرَ أَعظَمُ كاتِبٍ

فَخَلَّفَ في الأَكبادِ أَعظَمَ حَسرَةِ

فَتى وَأَبي لَوَ اَنَّ في الناسِ مِثلَهُ

لَهانَ عَلَينا وَقعُ هَذي الرَزيأَةِ

وَلَو كانَ يُفدى بِالنُفوسِ مِنَ الرَدى

جَعَلنا فَداهُ كُلَّ نَفسٍ أَبِيَّةِ

فَتىً ماتَ غَضَّ العُمرِ لَم يَعرِفِ الخَنا

وَلَم يَنطَوي في نَفسِهِ حُبُّ رَيبَةِ

وَقَد كانَ مِقدامًا جَريئًا وَلَم يَكُن

لِيَبغي الرَدى غَيرَ النُفوسِ الجَريأَةِ

وَكانَ جَوادًا لا يَضُنُّ بِحاجَةٍ

لِذَلِكَ أَعطى روحَهُ لِلمَنِيَّةِ

سَلامٌ عَلى مِصرَ الأَسيفَةَ بَعدَهُ

فَقَد أَودَعَت آمالَهُ جَوفَ حُفرَةِ

خَطيبُ بِلادِ النيلِ مالَك ساكِنًا

وَقَد كُنتَ تُلقي خُطبَةً إِثرَ خُطبَةِ

تَطاوَلَتِ الأَعناقُ حَتّى اِشرَأَبَّتِ

فَهَل أَنتَ مُسديها وَلَو بَعضَ لَفظَةِ

نَعَم كُنتَ لَولا المَوتِ فارِجَ كَربِها

فَيا لِلرَدى مِن غاشِمٍ مُتَعَنِّتِ

تَفَطَّرَتِ الأَكبادُ حُزنًا كَأَنَّما

مَماتَكَ سَهمٌ حَلَّ في كُلِّ مُهجَةِ

وَما حَزِنَت أُمٌّ لِفَقدِ وَحيدِها

بِأَعظَمَ مِن حُزني عَلَيك وَلَوعَتي

تُناديكَ مِصرُ الآنَ يا خَيرَ راحِلٍ

وَيا خَيرَ مَن يُرجى لِدَفعِ المُلِمَّةِ

عَهَدتُكَ تَأبى دَعوَةً غَيرَ دَعوَتي

فَمالَكَ تَأبى مُصطَفى كُلَّ دَعَوَةِ

فَقَد تَكُ رَيّانًا فَيا طولَ لَهفَتي

لَقَد كُنتَ سَيفي في الخُطوب وَجَنَّتي

أَجَل طالَما دافَعتَ عَن مِصرَ مِثلَما

يُدافِعُ عَن مَأواهُ نَحلُ الخَلِيَّةِ

فَأَيقَظَتها مِن رَقدَةٍ بَعدَ رَقدَةٍ

وَأَنهَضَتها مِن كَبوَةٍ تِلوَ كَبوَةِ

وَقَوَّيتَ في أَبنائِها الحُبَّ نَحوَها

وَكُنتَ لَهُم في ذاكَ أَفضَلَ قُدوَةِ

رَفَعتَ لِواءَ الحَقِّ فَوقَ رُبوعِها

فَضَمَّ إِلَيهِ كُلَّ ذي وَطَنِيَّةِ

لَئِن تَكُ أَترَعتَ القُلوبَ مَحبَّةً

فَإِنَّكَ لَم تُخلَق لِغَيرِ المَحَبَّةِ

فَنَم آمِنًا وَفَيتَ قَومَكَ قِسطَهُم

فَيا طالَما ناموا وَأَنتَ بِيَقظَةِ

سَيُبقي لَكَ التاريخُ ذِكرًا مُخَلَّدًا

فَقَد كُنتَ خَيرَ الناسِ في خَيرِ أُمَّةِ

عَلَيكَ مِنَ الرَحَمَنِ أَلفُ تَحِيَّةٍ

وَمِن أَرضِ مِصرَ أَلفُ أَلفِ تَحِيَّةِ

قصيدة: بكيتُ فما أجدى

قال الشاعر ابن سناء الملك:[٢]

بكيْتُ فما أَجْدى حَزِنْتُ فما أَغْنَى

ولا بدَّ لي أَنْ أُجْهِدَ الدَّمع والحُزنَا

قَبِيحٌ قبِيحٌ أَنْ أَرَى الدَّمْع لاَ يَفي

وأَقبحُ مِنْهُ أَنْ أَرَى القَلْبَ لاَ يَفْنىَ

مضى الجَوْهَرُ الأَعْلَى وأَيُّ مُروءَة

إِذا ما ادَّخرْنا بعدَه العَرَضَ الأَدْنَى

ثكِلتْ خليلًا صِرْتُ من بَعْدِ ثُكْله

فُرَادَى وجاءَ الهمُّ من بَعدِه مَثْنَى

وقد كَانَ مَثْوىَ القَلبِ مَغْنى سرورِه

فقد خَرِبَ المثْوى وقد أَقْفَر المَغْنَى

قصيدة: هاج حزن القلب منها طائف

قال الشاعر عمر بن أبي ربيعة:

هاجَ حُزنَ القَلبِ مِنها طائِفٌ

وَهُمومٌ حاضِراتٌ وَذِكَر

وَمَقالُ الخَودِ لَمّا واجَهَت

جِهَةَ الرَكبِ وَعَيناها دِرَر

يا أَبا الخَطّابِ ما جَشَّمتَنا

حِجَّةً فيها عَناءٌ وَسَهَر

بَعدَ بِرِّ الله إِلّا نَظرَةً

مِنكُمُ لَيسَ لَها عِندي خَطَر

قُلتُ ما جَشَّمتِنا مِن حُبِّكُم

يا اِبنَةَ الخَيرَينِ أَدهى وَأَمَر

وَلَقَد زادَ فُؤادي حَزَنًا

قَولُها لي إِرعَ سِرّي يا عُمَر

قُلتُ أَنتِ الشَيءُ يُرعى سِرُّهُ

وَيُؤاتى في هَواهُ وَيُسَرق

قصيدة: مزجت دموع العين

قال الشاعر محمود بن شاهك:

مُزِجت دموعُ العَيْن مِنّ

ي يَوْم بَانُوا بالدِّماءِ

فَكَأنّما مُزِجتْ لِخَدْ

دِي مُقلَتي خَمْرًا بِمَاءِ

ذَهَبَ البُكاءُ بعَبْرَتِي

حتّى بَكَيتُ عَلى البُكاءِ

قصيدة: حزن القلوب على الغريب غريب

قال الشاعر ناصيف اليازجيّ:

حَزَنُ القلوبِ على الغريبِ غريبُ

حتى تكادَ لهُ القلوبُ تذوبُ

والموتُ في نفسِ الحقيقةِ واحدٌ

لكن يُفرِّقُ بينهُ الأُسلوبُ

كلٌّ نراهُ على الطَّريقِ مسافرًا

أبدًا وما أحدٌ نراهُ يأُوبُ

يا سَفرةً بَعُدتْ مَسافةُ دارِها

عنَّا وأمَّا يومُها فقريبُ

عَجَبًا لِمن يُمسي ويُصبحُ خائفًا

من مَوتهِ ولهُ الحياةُ تَطيبُ

طَفَحَت على بَصَرِ القلوبِ غِشاوةٌ

حتى تَساوى أحمقٌ ولبيبُ

قصيدة: أودى بي الحزنُ واغتال الجوى جلدي

قال الأديب المنفلوطي:

أودى بي الحزنُ واغتال الجوى جلدي

وفرقَ الشجوُ بينَ الروحِ والجَسَدِ

واستهدَفَتني صُروفُ الدهر راميةً

تُصوبُ النبلَ نحوَ القلبِ والكبدِ

ما لِلَّيالي إذا سلت صوارِمَها

بين الخلائِق لا تبقى على أحدِ

أبيتَ يا دهرُ سيرًا للرشادِ وأَن

تجرى أموركَ في الدنيا على سَدَدِ

أليسَ يُرضِيكَ أن الناسَ راضيةٌ

بِما رضيتَ لهم من عيشك النكِد

مُستَسلِمونَ لما لو حَلَّ من أُحُدٍ

في شُعبتَيه لَهُدَّت شُعبتا أُحُدِ

رُحماكَ يا دَهرُ بعضَ الارتفاق بنا

أَسرفت في ظُلمنا رُحمَاكَ فاقتصِد

يا فاتِكاتِ المنايا هل لكم تِرةٌ

لديَّ أم لا فهل للفتك من قودِ؟

روعتِ مني جريئًا غيرَ ذي فَرَقٍ

واقتدتِ مني عزيزًا غيرَ مُضطهد

ما كان عهدُكَ يا قلبي الضعيفَ إذا

نَبا بكَ الخطبُ أن تبقى على كَمدِ

أكلَّما تبتغي عزمًا ترى شَططًا

وكيفما رُمتَ صَبرًا لم تكد تَجِد

لطالما كنت قِرنًا للنوائِبِ تل

قاها اعتسافًا كلقيا الأسدِ للنقدِ

ما فل غربك إلا حادِثٌ جَللٌ

ثَنى جماحك قَسرًا غيرَ مُتئِدِ

هل مر ناعٍ لإبراهيمَ فاشتعلَت

نيرانُ حُزنٍ على أحشاك مُتقدِ

فقدتُ لُبى لما أن نأى ودنا

فيا لكَ الله من ناءٍ ومُبتَعِدِ

فالحُزنُ مُضطرِمٌ في قَلبِ مضطربٍ

والقلبُ مُرتَعِبٌ في جسمِ مُرتَعِدِ

قصيدة: أثر الحزن بقلبي أثرا

قال الشاعر ابن الورديّ:

أثَّرَ الحزنُ بقلبي أثرًا

يومَ غيبتُ الثريَّا في الثرى

إنْ تألَّمْتُ فقلبي موجعٌ

أَوْ تصبَّرْتُ فمثلي صَبَرا

دُرَّةٌ يا طالما حجَّبْتُها

وبرغمي نبذوها بالعَرا

رحَلَتْ راضيةً مَرْضِيَّةً

عن أبيها نِعْمَ ذخرٌ ذخرا

عنَّفَ العاذلُ في حزني ومِنْ

حقِّه تمهيد عذري لو درى

قال هذي عورةٌ قد سُترتْ

قلت لا بل ذاكَ بعضي قُبِرا

فلذة الكبْدِ التي لَما نأتْ

نثْرتُ منظومَ دمعي دررا

كنتُ أبكي من تشكِّيها فمذْ

بَعُدَتْ صارَ بكائي أكثرا

فجرى مِنْ دمعِ عيني ما كفى

وكفى منْ رَوْعِ بيني ما جرى

أبلغَ الله تعالى روحَها

من سلامي نشْرَ مسْكٍ أذفرا

وجزاها الله عنْ آلامها

مِنْ قرى جنتِهِ خيرَ قرى

قصيدة: ومملوء من الحزن

قال الشاعر عبد السلام الكلبي:

وَمَمْلُوءٍ مِنَ الحَزَنِ

يعالجُ سَوْرَةَ الأَرَقِ

تكادُ غُروبُ مُقْلَتِهِ

تَعُمُّ الأَرْضَ بالغَرَقِ

ويَسْتَوْلي تَزَفُّرُهُ

على الجُلاَّسِ بالحُرَقِ

كأنَّ فُؤَادَهُ قَلِقًا

لِسَانُ الحَيّةِ الفَرِقِ

وَأَضْلُعَه لِقَضْقَضةٍ

صَيَارِفُ حاسِبُو وَرِقِ

قصيدة: هم ألم به مع الظلماء

قال الشاعر إيليا أبو ماضي:

هَمٌّ أَلَمَّ بِهِ مَعَ الظَلماءِ

فَنَأى بِمُقلَتِهِ عَنِ الإِغفاءِ

نَفسٌ أَقامَ الحُزنُ بَينَ ضُلوعِهِ

وَالحُزنُ نارٌ غَيرَ ذاتِ ضِياءِ

يَرعى نُجومَ اللَيلِ لَيسَ بِهِ هَوى

وَيَخالُهُ كَلِفًا بِهِنَّ الرائي

في قَلبِهِ نارُ الخَليلِ وَإِنَّما

في وَجنَتَيهِ أَدمُعُ الخَنساءِ

قَد عَضَّهُ اليَأسُ الشَديدُ بِنابِهِ

في نَفسِهِ وَالجوعُ في الأَحشاءِ

يَبكي بُكاءَ الطِفلِ فارَقَ أُمِّهِ

ما حيلَةُ المَحزونِ غَيرُ بُكاءِ

فَأَقامَ حِلسَ الدارِ وَهوَ كَأَنَّهُ

لِخُلُوِّ تِلكَ الدارِ في بَيداءِ

حَيرانُ لا يَدري أَيَقتُلُ نَفسَهُ

عَمدًا فَيَخلُصَ مِن أَذى الدُنياءِ

أَم يَستَمِرَّ عَلى الغَضاضَةِ وَالقَذى

وَالعَيشُ لا يَحلو مَعَ الضَرّاءِ

طَرَدَ الكَرى وَأَقامَ يَشكو لَيلَهُ

يا لَيلُ طُلتَ وَطالَ فيكَ عَنائي

يا لَيلُ قَد أَغرَيتَ جِسمي بِالضَنا

حَتّى لَيُؤلِمَ فَقدُهُ أَعضائي

وَرَمَيتَني يا لَيلُ بِالهَمِّ الَّذي

يَفري الحَشا وَالهَمُّ أَعسَرُ داءِ

يا لَيلُ ما لَكَ لا تَرِقُّ لِحالَتي

أَتُراكَ وَالأَيّامُ مِن أَعدائي

يا لَيلُ حَسبِيَ ما لَقيتُ مِنَ الشَقا

رُحماكَ لَستُ بِصَخرَةٍ صَمّاءِ

بِن يا ظَلامُ عَنِ العُيونِ فَرُبَّما

طَلَعَ الصَباحُ وَكانَ فيهِ عَزائي

وارَحمَتا لِلبائِسينَ فَإِنَّهُم

مَوتى وَتَحسَبُهُم مِنَ الأَحياءِ

قصيدة: دموع أجابت داعي الحزن همع

قال الشاعر أبو تمّام:

دُموعٌ أَجابَت داعِيَ الحُزنِ هُمَّعُ

تَوَصَّلُ مِنّا عَن قُلوبٍ تَقَطَّعُ

عَفاءٌ عَلى الدُنيا طَويلٌ فَإِنَّها

تُفَرِّقُ مِن حَيثُ اِبتَدَت تَتَجَمَّعُ

تَبَدَّلَتِ الأَشياءُ حَتّى لَخِلتُها

سَتَثني غُروبَ الشَمسِ مِن حَيثُ تَطلَعُ

لَها صَيحَةٌ في كُلِّ روحٍ وَمُهجَةٍ

وَلَيسَت بِشَيءٍ ما خَلا القَلبَ تُسمِعُ

أَإِدريسُ ضاعَ المَجدُ بَعدَكَ كُلُّهُ

وَرَأيُ الَّذي يَرجوهُ بَعدَكَ أَضيَعُ

وَغودِرَ وَجهُ العُرفِ أَسوَدَ بَعدَما

يُرى وَكَأَنَّهُ كَعابٌ تَصَنَّعُ

وَأَصبَحَتِ الأَحزانُ لا لِمَبَرَّةٍ

تُسَلِّمُ شَزرًا وَالمَعالي تُوَدِّعُ

وَضَلَّ بِكَ المُرتادُ مِن حَيثُ يَهتَدي

وَضَرَّت بِكَ الأَيّامُ مِن حَيثُ تَنفَعُ

وَأَضحَت قَريحاتُ القُلوبِ مِنَ الجَوى

تُقاظُ وَلَكِنَّ المَدامِعَ تُربَعُ

عُيونٌ حَفِظنَ اللَيلَ فيكَ مُجَرَّمًا

وَأَعطَينَهُ الدَمعَ الَّذي كانَ يُمنَعُ

وَقَد كانَ يُدعى لابِسُ الصَبرِ حازِمًا

فَقَد صارَ يُدعى حازِمًا حينَ يَجزَعُ

وَقالَت عَزاءً لَيسَ لِلمَوتِ مَدفَعٌ

فَقُلتُ وَلا لِلحُزنِ لِلمَوتِ مَدفَعُ

لِإِدريسَ يَومٌ ما تَزالُ لِذِكرِهِ

دُموعٌ وَإِن سَكَّنتَها تَتَفَرَّعُ

وَلَمّا نَضا ثَوبَ الحَياةِ وَأَوقَعَت

بِهِ نائِباتُ الدَهرِ ما يُتَوَقَّعُ

غَدا لَيسَ يَدري كَيفَ يَصنَعُ مُعدِمٌ

دَرى دَمعُهُ في خَدِّهِ كَيفَ يَصنَعُ

وَماتَت نُفوسُ الغالِبِيّينَ كُلِّهِم

وَإِلّا فَصَبرُ الغالِبِيّينَ أَجمَعُ

غَدَوا في زَوايا نَعشِهِ وَكَأَنَّما

قُرَيشٌ قُرَيشٌ يَومَ ماتَ المُجَمِّعُ

وَلَم أَنسَ سَعيَ الجودِ خَلفَ سَريرِهِ

بِأَكسَفِ بالٍ يَستَقيمُ وَيَظلَعُ

وَتَكبيرُهُ خَمسًا عَلَيهِ مُعالِنًا

وَإِن كانَ تَكبيرَ المُصَلّينَ أَربَعُ

وَما كُنتُ أَدري يَعلَمُ الله قَبلَها

بِأَنَّ النَدى في أَهلِهِ يَتَشَيَّعُ

وَقُمنا فَقُلنا بَعدَ أَن أُفرِدَ الثَرى

بِهِ ما يُقالُ في السَحابَةِ تُقلِعُ

أَلَم تَكُ تَرعانا مِنَ الدَهرِ إِن سَطا

وَتَحفَظُ مِن آمالِنا ما يُضَيَّعُ

وَتَلبَسُ أَخلاقًا كِرامًا كَأَنَّها

عَلى العِرضِ مِن فَرطِ الحَصانَةِ أَدرُعُ

وَتَبسُطُ كَفًّا في الحُقوقِ كَأَنَّما

أَنامِلُها في البَأسِ وَالجودِ أَذرُعُ

قصيدة: أبى الحزن أن أنسى مصائب أوجعت

قال الشاعر الفرزدق:

أَبى الحُزنُ أَن أَنسى مَصائِبَ أَوجَعَت

صَميمَ فُؤادٍ كانَ غَيرَ مَهينِ

وَما أَنا إِلّا مِثلُ قَومٍ تَتابَعوا

عَلى قَدَرٍ مِن حادِثاتِ مَنونِ

وَلَو كانَتِ الأَحداثُ يَدفَعُها اِمرُؤٌ

بِعِزٍّ لَما نالَت يَدي وَعَريني

قصيدة: خامرت قلبه هموم تلظت

قال الشاعر ابن دريد الأزدي:

خامَرَت قَلبَهُ هُمومٌ تَلَظَّت

نارُها في الحشا فَلَيسَت تَبوخُ

خَفِيَت في الفُؤادِ ثُمَّ أَذاعَت

لِدُموعٍ تَجيشُ ثُمَّ تَسوخُ

خافَ نَأيَ الحَبيبِ فَاِستَخرَخَ الدَم

عَ وَماءُ الجُفونِ نعمَ الصَريخُ

خُنتَ مَن لَو دَعَوتَهُ وَهوَ مَيتٌ

ظَلَّ يُصغي مُسارِعًا وَيُصيخُ

قصيدة: بكاء وكأس كيف يتفقان

قال الشاعر صريع الغواني:

بُكاءٌ وَكَأسٌ كَيفَ يَتَّفِقانِ

سَبيلُهُما في القَلبِ مُختَلِفانِ

دَعاني وَإِفراطَ البُكاءِ فَإِنَّني

أَرى اليَومَ فيهِ غَيرَ ما تَرَيانِ

غَدَت وَالثَرى أَولى بِها مِن وَلِيِّها

إِلى مَنزِلٍ ناءٍ لِعَينِكِ دانِ

فَلا وَجدَ حَتّى تَنزُفَ العَينُ ماءَها

وَتَعتَرِفَ الأَحشاءُ بِالخَفَقانِ

وَكَيفَ بِدَفعِ اليَأسِ وَالوَجدِ بَعدَها

وَسَهماهُما في القَلبِ يَعتَلِجانِ

قصيدة: كتاب حياة البائسين فصول

قال الشاعر إلياس فرحات:

كِتابُ حَياةِ البائسينَ فصولُ

تَلِيها حَواشٍ للأسى وذيولُ
وَمَا العمرُ إِلا دَمْعَةٌ وابْتِسَامةٌ
وَمَا زَادَ عَن هذي وتِلكَ فضولُ
ولولا يدُ الإِنسانِ ما كَانَ للأسَى
إِلى شاعرِ الطيرِ البريءِ وُصُولُ

قصيدة: لندبك أحزان وسابق عبرة

قال الشاعر مروان بن أبي حفصة:

لَنَدبِكَ أَحزانٌ وَسابِقُ عَبرَةٍ

أَثَرنَ دَمًا مِن داخِلِ الجَوفِ مُنقَعا

تَجَرَّعتُها مِن بِعدِ مَعنٍ بِمَوتِهِ

لَأَعظَم مِنها ما اِحتَسى وَتَجَرَّعا

وَمِن عَجَبٍ أَن بِتَّ بِالرُزءِ ثاوِيًا

وَبِتُّ بِما خَوَّلتَني متَمَتِّعا

وَلَو أَنَّني أَنصَفتُكَ الوُدَّ لَم أَبِت

خِلافَكَ حَتّى نَنطَوي في الرَدى مَعا

أَلِمّا بِمَعنٍ ثُمَّ قولا لِقَبرِهِ

سَقَتكَ الغَوادي مَربَعًا بعدَ مَربَعا

قصيدة: وكذبت أحزاني

قال الشاعر فاروق جويدة:

أَحزَانِي تكْذِبُ يا قَلبِي

ما عُدْتُ أُصَدّق أَحْزَاني

قَالَتْ: سَتَسيرُ وتتْرُكني

وأعُودُ لشِعرِي عُصْفورا

بالحُبّ يُسَافِر وجْدَانِي

وَالدَّمْعُ الحائِرُ يترُكُني

والزّمَنُ الظَّالِم يَنْسَاني

والحُبّ يعُودُ يظَلّلُني

يَرْعَى الأَحلَام ويَرْعَانِي

لكِنّ الحُزْنَ يطَارِدُني

غَيّرتُ كثيرًا عُنوانِي

وبطَاقَةُ أسفَارِي شَاخَتْ

مَزَّقَها لَيلُ الحِرمَانِ

يَعرِفُني حُزْنِي يَعرِفُنِي

مَا أثْقَل حُزنِ الإِنْسانِ

ما أقسَى أنْ يُولَدَ أمَلٌ

ويَموتُ بيأْسِ الأحْزَان

مَا أصْعَب أنْ نرْضَع حُلُمًا

يَومًا مِنْ ثدي البُركَانِ

فالنّارُ تُطَارِد أحْلَامِي

مَنْ يَخْنُقُ صَوْت النيرانِ؟

مَن يَأخُذ مِن حُزني عَهدًا

أنْ يتْرُك يَومًا شَطآنِي؟

أحزانِي تكذِبُ يا قَلبِي

مَا عُدتُ أُصدّق أَحزَانِي

فَوُجِد لَديهَا عُنوَانِي

قصيدة: أليس عجيبا بأن الفتى

قال الشاعر محمود الوراق:

أَلَيسَ عَجيبًا بِأَنَّ الفَتى

يُصابُ بِبَعضِ الَّذي في يَدَيهِ

فَمِن بَينِ باكٍ لَهُ موجعٍ

وَبَينَ مُعَزٍّ مُغِذٍّ إِلَيهِ

وَيَسلُبُهُ الشَيبُ شَرخَ الشَبابِ

فَلَيسَ يُعزّيهِ خَلقٌ عَلَيهِ

قصيدة: شيعت أحلامي بقلب باكٍ

قال الشاعر أحمد شوقي:

شَيَّعتُ أَحلامي بِقَلبٍ باكٍ

وَلَمَحتُ مِن طُرُقِ المِلاحِ شِباكي

وَرَجَعتُ أَدراجَ الشَبابِ وَوَردِهِ

أَمشي مَكانَهُما عَلى الأَشواكِ

وَبِجانِبي واهٍ كَأنَّ خُفوقَهُ

لَمّا تَلَفَّتَ جَهشَةُ المُتَباكي

شاكي السِلاحِ إِذا خَلا بِضُلوعِهِ

فَإِذا أُهيبَ بِهِ فَلَيسَ بِشاكِ

قَد راعَهُ أَنّي طَوَيتُ حَبائِلي

مِن بَعدِ طولِ تَناوُلٍ وَفِكاكِ

وَيحَ اِبنِ جَنبي كُلُّ غايَةِ لَذَّةٍ

بَعدَ الشَبابِ عَزيزَةُ الإِدراكِ

لَم تُبقِ مِنّا يا فُؤادُ بَقِيَّةً

لِفُتُوَّةٍ أَو فَضلَةٌ لِعِراكِ

كُنّا إِذا صَفَّقتَ نَستَبِقُ الهَوى

وَنَشُدُّ شَدَّ العُصبَةِ الفُتّاكِ

وَاليَومَ تَبعَثُ فِيَّ حينَ تَهَزُّني

ما يَبعَثُ الناقوسُ في النُسّاكِ