تلخيص رواية الحرب والسلم

اهم اقتباسات من رواية الحرب والسلم يُشير مصطلح الأدب الواقعي إلى الأدب الذي يعمل على تصوير حوادث الحياة كما هي دون تجميلها بالمثاليات وغيرها، ودون إغراقها بالخيالات، ولم تصبح الواقعية حركة أدبية وواعية إلّا في فرنسا في القرن التاسع عشر، وهي معارضة للحركة الرومانسية السابقة لها، وقد حاول بعض الكتاب تصوير الوضيع والتافه إلى جانب تصوير النبيل والرفيع في الواقع، كما في رواية مدام بوفاري لفلوبير، وقد عمل العديد من الروائيين في العصر الحديث أن يعارضوا تصوير الواقع بشكل مفرط، حيثُ وجهوا اهتماماتهم إلى المعاني العميقة الذي يحملها الواقع نفسه، ومن أهم أدباء الأدب الواقعي الأديب الروسي ليو تولستوي صاحب رواية الحرب والسلم التي سيدور الحديث حولها في هذا المقال.[١]

ليو تولستوي

أديب وكاتب وروائي روسي شهير، يعدُّ الأديب ليو تولستوي من أعظم الأدباء الروس والكتاب العالميين على الإطلاق، ولدَ في عام 1828م، ويشيرُ إليه العديد من النقاد على اعتباره أعظم الروائيين على الإطلاق، فقد كان تولستوي مفكِّرًا كبيرًا وروائيًّا بارزًا ومصلحًا اجتماعيًا يدعو إلى السلام، وينبذُ العنف بكل أشكاله، وقد تبلورت أفكار هتلك في كتاب مملكة الرب بداخلك، دخل إلى جامعة كازان في عام 1844م، لكنه لم يُعجَب بطريقة التدريس فيها فغادرها مقررًا أن يكمل تثقيفَ نفسه بنفسه، ويعدُّ كل من كتاب الطفولة وكتاب الصبا وكتاب الشباب من أوائل الكتب التي كتبها، وبعد التحاقه بالجيش كتبَ عن تجربته تلك وما يحيط بها من أحداث ونشرها في كتاب خاص بعنوان القوقاز 1863م، بعد هذه المرحلة زارَ تولستوي مدن أوروبا، أعجبته طُرق التدريس فيها، فرجع إلى روسيا وحاول أن يطبق هذا النظام، أنشأ مدرسةً لأبناء الفلاحين كما أنشأ مجلةً خاصةً به لينشر أفكاره ويوصلها إلى الناس، ومن أشهر رواياته: رواية الحرب والسلم عام 1969م، رواية آنا كارنينا، رواية قصة العبث عام 1899م، قصة الشيطان عام 1889م وغيرها، توفي في عام 1910م.[٢]

رواية الحرب والسلم

هي إحدى أهم روايات ليو تولستوي إلى جانب رواية آنا كارنينا، نُشرت لأول مرة منذ عام 1865م في مجلة المراسل الروسي على شكل أجزاء، واستمرَّ النشر فيها حتى عام 1869م لتكمل الرواية بعد خمس سنوات تقريبًا من العمل والإبداع، وتعدُّ الرواية من أعظم الروايات العالمية على الإطلاق، فهي ملحمة أدبية عظيمة خلقَ فيها تولستوي عدد كبير من الشخصيات منها ما هو رئيس ومنها ما هو ثانوي، ومنها شخصيات تاريخية ومنها شخصيات خيالية، وتناول فيها حياة المجتمع الروسي في فترة حكم نابليون في فرنسا ومحاولته احتلال روسيا، وقد قدمت هذه الرواية العظيمة نوعًا مبتكرًا من الأدب القصصي الخيالي، من خلال عدد الشخصيات الكبير الذين سقطوا في الحبكة الروائية المتقنة، بالإضافة إلى تناولها مواضيع عظيمة منها: الحروب والسلم والزواج والموت والشباب والعمر وغيرها، وعلى الرغم من أنَّها تعدُّ من الروايات العظيمة إلا أنها لم تكن تعدُّ روايةً لأنها تجاوزت عددًا من التقاليد في شكل الرواية في ذلك الوقت.[٣]

تلخيص رواية الحرب والسلم

تدور أحداث رواية الحرب والسلم للأديب الروسي الكبير ليو تولستوي في بدايات القرن التاسع عشر، تحديدًا مع الاجتياح الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت للأراضي الروسية في ذلك العصر، ودخوله إلى مدينة موسكو، لكنَّه يفشل في مواجهة الشتاء المخيف في روسيا ويضطر للانسحاب بعد رفض القيصر ألكسندر الأول أن يستسلم، وهي أحداث خمس عائلات أرستقراطية وهي: آل بولكونسكي، آل بزوخوف، آل كوارجين، آل دروبيتسكوي، آل روستوف، وإلى ما يدور حولهم من أحداث تاريخية كبيرة أهمها حملة نابليون على روسيا عام 1812م، ويعمل تولستوي في الرواية على حرمان الشخصيات من حرية الاختيار الحقيقية في حياتهم، مؤكدًا أن التاريخ هو الذي يحدد سعادة المرء أو تعاسته على حدٍّ سواء، وقد استند عدد من شخصيات الرواية إلى أشخاص حقيقيين يعرفهم تولستوي بنفسه، وحتى أن بعض النقاد أشار إلى شخصية بيير والأمير أندريه هما شخصية تولستوي نفسه في وجوهها المختلفة، وبعض الشخصيات هي شخصيات تاريخية أيضًا كنابليون وكوتوزوف اللذين لَعِبا دورًا عسكريًّا كبيرًا في الحرب.[٤]

ففي تتابُع أحداث الرواية التي شغلت مساحة زمنية تقارب سبع سنوات من عام 1805م وحتى عام 1812م يبحر الكاتب في شوارع روسيا القيصرية في فترة حكم ألكسندر الأول، فيقوم بوصف القصور الفخمة والمنازل المنمقة والأنيقة وقاعات الأوبرا الفارهة، ولا ينسى توصيف مدينة موسكو العظيمة بساحاتها وكنائسها وطرازها الجميل، ويغوص في تفاصيل حياة النبلاء والأمراء في صالوناتهم وحفلاتهم، لكنه بعد ذلك ينتقل إلى ساحات الحروب، ليغوص في تفاصيل الحرب وجروحها وأمواتها وويلاتها، وبين انتقال الكاتب بين الحرب والسلم والحياة المختلفة في الحالتين يصوِّر تولستوي حياة المجتمع الروسي في مرحلة مهمة من تاريخه متناولًا العديد من المظاهر سواءً الاجتماعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وغيرها.[٥]

اقتباسات من رواية الحرب والسلم

تعدُّ هذه الرواية من أكثر الروايات قراءةً على مر العصور والأزمان، وبما أنها تناولت مواضيع ذات قيمة كبيرة عند الناس، وعالجت مواضيع مثل الحرب والسلم والحب والموت فقد كانت قريبة جدًّا من القراء، تأخذهم في عوالم تولستوي نفسه، الذي يصور فيها التعارض بين حبِّ الحياة ومأساة الحرب اللعينة، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من الرواية:[٦]

  • إنني أكره حياتي، فإذا كنت تكرهها فبدلها، طهر نفسك، وعلى قدر تطهيرك نفسك ستعرف الحكمة.
  • أنا أعرف آراءك، وما هي بالآراء الشخصية كما تظن، وإنما هي ثمرة الزهو والجهل وكسل الفكر.
  • سوف تموت في ذات يوم، فينتهي كل شيء، سوف تموت فتعلم كل شيء، أو تكف عن إلقاء أسئلة على نفسك.
  • لا شيء في العالم يجعلها أو يجعلني أقل خضوعًا للشر وللموت.
  • الإنسان بطبعه بربري دموي، ولو أردت تحقيق السلام في الأرض، فعليك أن تُغيِّر دماء الناس إلى ماء، وهذا لن يتم.
  • عشت من أجل الآخرين، فحطمت حياتي كلها نهائيًا، إنَّني منذ أن بدأت أعيش من أجل نفسي شعرت على العكس بأعظم قسط من الراحة والهدوء.
  • يا للعزاء لو عرف المرء أين يجد العون في هذه الحياة وما كان ينتظره فيما وراء القبر.
  • يا للسرور ويا للهدوء الذي سأشعر به لو استطعت القول مولاي رحمةً بي، لكن لمن أتقدم بهذا الابتهال؟ هل إلى تلك القوة الغير محدودة الغير ملموسة التي لا أستطيع توجيه الكلام إليها ولا التعبير عن أفكاري في وصفها؟ وهل هي العدم أم كل شيء؟ لا يوجد شيء ثابت سوى أن ما أعلمه قليل وأن ما أجهله كثير، وأن ذلك الجزء الغير مفهوم مني بالرغم من ذلك فهو عظيم الأهمية.