احداث كتاب البداية والنهاية

من هو مؤلف كتاب البداية والنهاية عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضَوْ بن درع، وُلد سنة سبعمائة للهجرة، في قرية من قرى مدينة بصرى في بلاد الشام، نشأ ابن كثير في بيئة متديّنة وكان أبوه خطيبًا، لكنّه توفي وهو في الرابعة من عمره وقيل في السابعة، ثم انتقلت أسرته للعيش في دمشق، وقام أخوه بتربيته وتفقيهه، كما تلقّى العلوم على يد عدد من تقاة العلماء أمثال: عيسى المطعم وأحمد بن الشيخة، والقاسم بن عساكر، وابن الشيرازي، وَإِسْحَاق الْآمِدِيّ، وقيل أنه قرأ ابن تيمية. من مؤلفاته: تفسير القرآن، طبقات الفقهاء، البداية والنهاية، مناقب الشافعي. توفي سنة سبعمائة وأربعة وسبعين وكان فاقدًا بصره، ودفن بجانب شيخه ابن تيمية في دمشق.[١]

كتاب البداية والنهاية

كتاب البداية والنهاية هو عبارة عن موسوعة تاريخية ضخمة بُنيت وفق معتقدات الديانة الإسلامي واحتوت على واحد وعشرين جزء، ويُمكن القول بأنه كتاب يعرض نشأة الحياة منذ بدء الخلق إلى نهايته، حيث يبدأ من خلق السموات والأرض والملائكة إلى خلق سيدنا آدم، ثم يتطرق كتاب البداية والنهاية للحديث عن قصص الأنبياء لكن بشكل مختصر من ثم يبدأ بذكر الأحداث التاريخية بشكل مُفصّل وذلك منذ بعث سيد الخلق محمد -صل الله عليه وسلم-، وحتى سنة 676، وذلك بطريقة التبويب على السنوات بحيث يُعنون الباب في كتاب البداية والنهاية باسم السنة، من ثم يذكر ما احتوته هذه السنة من أحداث تاريخية مهمة وأبرز مَن توفّوا بها، أما الجزء الأخير من كتاب فأنه يذكُر فيه علامات الساعة إلى يوم الحساب بالتفصيل.[٢]

رأي العلماء في كتاب البداية والنهاية

معظم العلماء أجمعوا على أن كتاب البداية والنهاية كتاب بَذل ابن الكثير فيه جهدا كبيرًا وبالأخص عندما عَمِل ابن كثير على إبعاد الإسرائيليات والأساطير الخرافية والحكايات الشعبية عنه مع العلم بأنها وجدت في كتب المؤرخين الإسلاميين الآخرين؛ حيث عمل على عرض المادة التاريخية التي تتحدث عن عصور ما قبل الإسلام على القرآن والسنة وعليه أقرّ ما وجد منها متوافقًا مع الإسلام ودحض ما وجده مخالفًا له مع توضيح سبب الرفض وذلك ببيان أنها ضعيفة أو غريبة أو شاذة، وقد لاحظ العلماء بأنّ ابن كثير قوي الملاحظة دقيق الربط بين الأحداث المختلفة حتى مع تباعد أيامها بالإضافة إلى أنه كان كثير الصدق بتحري الأخبار بعيد كلّ البعد عن التحيز والميل مع الهوى.[٣]

وقد كان للعالم اابن عثيمين رأي خاص في كتاب البداية والنهاية فقال عنه: “الرسول -صل الله عليه وسلم- الدليل على أن الله أرسله ما أيّده به من معجزات التي أعظمها القرآن ومن أراد المزيد فعليه بما ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله، في البداية والنهاية في آخر سيرة النبي -صل الله عليه وسلم-.”[٤]