من هو مؤلف رواية البؤساء

نبذه عن ملخص رواية البؤساء يعدُّ الأدب الفرنسي من الآداب العالمية الثريّة، حيثُ يحتوي على أعمال عظيمة في شتَّى مجالات الأدب من شعر غنائي ومسرحية وقصة ورواية وغير ذلك، وله تأثيرٌ كبيرٌ على بقية الآداب، فقد أثرت حركات الفكر والأدب الفرنسية مثل الكلاسيكية والرمزية والواقعية في الأدب البريطاني إضافةً إلى بقية الآداب الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، ويولي الأدباء الفرنسيّون أهمية بالغة للغة والشكل والأسلوب، ويتقيدون بالنماذج والقواعد الأدبية أكثر من غيرهم، ويعتبرون العقل هو القوة التي تتحكم بسلوك البشر، لذلك تعدُّ العقلانية عنصرًا أساسيًّا في كتاباتهم، وهذا المقال سيتحدث عن مؤلف رواية البؤساء والتي تعدُّ من أهم أعمال الأدب الفرنسي على الإطلاق.[١]

مؤلف رواية البؤساء

رغمَ أنَّ مؤلف رواية البؤساء اشتُهر في فرنسا في المقام الأول على أنَّه شاعر كبير ثمَّ راوٍ، إلا أنَّه خارج فرنسا اشتُهر بكونه راوٍ وكاتب أكثر من أي شيءٍ آخر، هو الأديب الشهير فيكتور هوجو، ولدَ الأديب الفرنسي الشهير فيكتور ماري هوجو في عام 1802م في بيزنسون، وكان شاعرًا وأديبًا وروائيًّا كبيرًا، ويعدُّ من أعظم أدباء الحركة الرومانسية، فقد ترجمت أعماله جميعها إلى معظم لغات العالم، له العديد من الدواوين الشعرية الشهيرة مثل: ديوان تأملات وديوان أسطورة العصور وغيرها، وأمَّا أهم أعماله الروائية فهي رواية البؤساء ورواية أحدب نوتردام، وهو أحد الناشطين الاجتماعيين في عصره، فقد دعا إلى إلغاء عقوبة الإعدام وكان من مؤيدي نظام الحكم الجمهوري، وكانت أعماله في الغالب تمسُّ القضايا السياسية والاجتماعية في ذلك العصر، توفي فيكتور هوجو في عام 1885م ودفنَ في مقبرة العظماء، وحاز على شهرة عالمية وتمَّ تكريمه بأكثر من طريقة، حيثُ وضِعت صورته على الفرنك الفرنسي، واقتُبست رواية البؤساء في العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية والغنائية والأعمال التلفزيونية.[٢]

ملخص رواية البؤساء

رواية البؤساء من أشهر الأعمال الروائية في القرن التاسع عشر، وهي إحدى الروايات العالمية التي ترجمت إلى معظم لغات العالم تقريبًا ولا تخلو لغة من عدة ترجمات لها، نُشرَت الرواية في عام 1862م، يتناول مؤلف رواية البؤساء في هذه الرواية الظلم الاجتماعي الذي كان سائدًا في ذلك العصر، وتحديدًا في الفترة الممتدة من سقوط نابليون عام 1815م وصولًا إلى الثورة التي باءت بالفشل ضد الملك لويس فيليب عام 1832م، فتعرض الرواية طبيعة الخير والشر والأخلاق في نفوس البشر إضافةً إلى المسائل الأخرى الشائكة مثل العدالة والدين والفلسفة والقانون وغيرها، وتشيرُ كلمة البؤساء في اللغة الفرنسية إلى الأشخاص الذين يعيشون في حالة مزرية من الفقر والبؤس معًا خارج إطار المجتمع.[٣]

تتناول الرواية حياة عدة شخصيات فرنسية في تلك الحقبة مع التركيز على شخصية سجين سابق يُدعى جان فالجان عارضةً معاناته بعد خروجه من السجن، ومن أهم شخصيات الرواية أيضًا: الفتاة كوزيت، تينيارديه، فانتين، ماريوس، جافير، إيبونين، الأسقف ميريل وغيرها، يحاول مؤلف رواية البؤساء أن يسرد تاريخ فرنسا من خلال حياة بعض الفقراء والمهمشين مشيرًا إلى آثار الثورة الفرنسية على الشعب، ويؤكد على أنَّ الشعب ورغم انكسار الثورة ورغم الأوجاع التي عانى منها بقيَ محافظَا على مبادئ الأخوة والحرية والمساواة، فيظهر كل ذلك من خلال معاناة الأم فانتين التي تكافح وتناضل من أجل أن تسعد ابنتها كوزيت، بعد أن هجرها زوجها وتركها فريسةً بين أنياب الفقر والجوع، فتضعُ ابنتها عند صاحب نزُل وضيع حقير يعاملها بشكل سيء، وأيضًا من خلال معاناة السجين السابق جان الذي يخرج من السجن بعد 19 عامًا قضاها في الأعمال الشاقة شابًّا تفيضُ نفسه بالخير والحب، ويصبح بعدها عمدة البلدة ويساعد كوزيت وماريوس وهو جار لصاحب النزل، ويُظهر ذلك أيضًا من خلال معاناة ماريوس وكوزيت اللذين أصبحا نموذجًا مثاليًّا في الحب، وفي ظروف سيئة مضطربة من تاريخ فرنسا.[٤]

اقتباسات من رواية البؤساء

بعد الحديث عن مؤلف رواية البؤساء وتلخيصها، لا بدَّ من ذكر بعض الاقتباسات من هذه الرواية الشهيرة التي غزت كل لغات العالم، وأصبحت أسطورة روائية بامتياز، فقد لامست الرواية قضايا اجتماعية حساسة من صميم معاناة الناس وأوجاعهم، لذلك كانت قريبةً من عامة الناس وفقرائهم، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج بعض أهم الاقتباسات من رواية البؤساء:[٥]

  • البؤساء لا ينظرون وراءهم، فهم يعلمونَ أنَّ النحس يلازمهم وأن الشقاءَ يطاردهم.
  • رغم أنني أملكُ المال إلا أنني واحدٌ من الفقراء.
  • ليس في الموت شيءٌ رهيب، ولكنَّ الرهبة في أن لا يعود المرء قادرًا على الحياة.
  • أودُّ أن أنسى الحياة، فالحياة اختراعٌ فظيع، وهي لا تدوم ولا جدوى منها، إنَّنا نكافح في سبيل الحياة، بينما هي مسرحٌ لا يوجد فيه إلا النزرُ اليسيرُ من الأمور الملموسةِ الحقيقيّة.
  • لأمور الوسطُ لا يعرفها الحبُّ، فهو إمَّا أن ينقذَ وإمَّا أنْ يحطم، الحبُّ حياةٌ إن لم يكُن حتفًا.
  • أنت الذي تتألم لأنك تحب: كن مسرفًا في هواك، فإن مت بسبب الحب، حييت به، فهو الخلود، هو السرمد.

مؤلفات فيكتور هوجو

في الحديث عن مؤلف رواية البؤساء فيكتور هوجو لا بدَّ من الإشارة إلى مؤلفات ذلك الكاتب الكبير والذي يعدُّ أحد أشهر الكتاب العالميين، فقد ترك مؤلف رواية البؤساء خلفه ميراثًا أدبيًّا كبيرًا انتشر في أصقاع الأرض وجاب العالم شرقُا وغربًا مخلدًا صاحبه في أمهات الكتب العالمية، ومن أهم مؤلفاته ما يأتي:

  • رواية أحدب نوتردام: وهي إحدى روايات فيكتور هوجو الشهيرة إلى جانب رواية البؤساء، تقع الرواية في عشرة أجزاء، وتدور أحداثها حول فتى أصم أحدب وقبيح الهيئة يدعة كوازيمودو المنبوذ، لكنَّه رغم ذلك طيب القلب، ينشأ كوازيمودو عند كاهن يدعى كلود يقع في حب فتاة ولكن الفتاة تحبُّ شابًا قائدًا، وهذا الحب هو الذي سينجيها من جميع المصائب التي تمر بها.[٦]
  • ثلاثة وتسعون: وهي رواية لفكتور هوجو تتحدث عن ثورة فيندي وشوانري عام 1793م وهي إحدى الثورات المضادة في فرنسا، مؤلفة من أجزاء ثلاثة غير متصلة، فكل جزء يروي الأحداث من وجهة نظر مختلفة.[٧]
  • التأملات: هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من القصائد الشعرية، ويعدُّ ديوان التأملات لفيكتور هوجو من أهم دواوين الكاتب التي اشتهرت في فرنسا بشكل خاص، تمَّ نشر هذا الديوان في عام 1856م.[٢]
  • آخر يوم لمحكوم عليه بالإعدام: تمثل هذه الرواية خطاب لسجين موجه إلى إدارة السجون، ويوضح فيه أن عقوبة الإعدام ليست الحل الأمثل للمجرمين، لأنَّه في ذلك لا يعطى فرصة لتصحيح أخطائه وعودته إلى الحياة الطبيعية كأي إنسان.[٨]

ومن أعماله أيضًا: هانز الأيسلندي عام 1823م، قصائد وأغنيات أوديس عام 1826م، الشرقيون ديوان شعر عام 1829م، ماريون دو لورم عام 1831م، مسرحية كرومويل عام 1827م، إيرناني عام 1830م، أوراق شجر الخريف عام 1831م، مأساة الملك يلهو عام 1823م، ماري تيودور عام 1833م، أغاني الشفق عام 1835م، الأصوات الداخلية عام 1837م، الأشعة والظلال عام 1840م، نهر الراين عام 1842م، نابليون الصغير 1852م وغيرها كثير.[٢]