تعرف علي فوائد الدراسة بالخارج

الدراسة بالخارج من أكثر الأشياء فائدة من حيث تطوير المهارات اللغوية والاستقلالية

تكون الأعصاب مشدودة في مرحلة الثانوية العامّة من قِبل الأهل أكثر من الطالب نفسه، فهي مرحلة حاسمة في حياته، ويتقرر عليها مستقبله العلمي والمهني، فيضاء الضوء الأحمر في المنزل وتفرض الطوارئ من أجل تهيئة الجو المناسب لدراسته وزيادة قدرته على التركيز، مع رفده بالطعام الصحّي الذي يساعده على زيادة الاستيعاب.

اختيار التخصص الجامعي

الخطوة التي تلي النجاح بشهادة الثانوية العامّة، هي البحث عن التخصّص الذي يتناسب وقدرات الطالب، والأهم هو مدى حاجة سوق العمل للتخصّص، وهي من أهم الحسابات التي يجب أن يأخذها الطالب بعين الاعتبار للحصول على وظيفة مناسبة يكون الطلب عليها أكثر من العرض، مع مراعاة الإمكانات المادية للتخصص، وقد يشكّل اختيار التخصص الجامعي نقطة صراع ما بين الآباء والطلبة، بحيث يرغب الوالدان بتخصص يتباهون بابنهم به أمام المجتمع، ولكن يجب أن يكون اختيار التخصص نابعًا من قناعة الطالب حتى يستطيع أن يحصل على الشهادة الجامعية به، وهنا يقتصر دور الآباء على التوجيه وإسداء النصح فقط.

الدراسة في الخارج وفوائدها

قد يكون خيار الدراسة في الخارج رغبة لدى البعض، بينما قد يكون إجباريًا على آخرين بحيث لا يتوفر التخصّص الذي يرغبون بدراسته في بلدانهم، أوّ أن معدّلاتهم في شهادة الثانوية العامة لا تؤهلهم لدخول التخصص المختار، أو أن تكون التكلفة الماديّة لدراسة التخصص عالية فلا يستطيع الأهل تحمّلها، بالتزامن مع وجود دول تقبل معدّلات أقل من تلك المشترطة في الدولة الأم، إلى جانب تدنّي التكلفة المادية والمعيشة اليوميّة فيها.

الغربة من أصعب الأمور التي يمكن أن تمر على الفرد، كيف والمغترب هو طالب أنهى حديثًا دراسته الثانوية العامّة ولا يتجاوز عمره التاسعة عشرة ربيعًا، ولكن إن نظرنا إلى الجزء الممتلئ من الكأس فإن الاغتراب للدراسة في الخارج له العديد من الفوائد والمزايا التي يمكن أن تضاف للطالب ولشخصيته من أبرزها:

  • تعلّم لغة جديدة: حيث ينهل الطالب المغترب لغة البلد التي يدرس فيه من سكّان البلاد الأصليين ومن خلال الممارسة، ما يكسبه مهارة التحدّث بلسان إضافي إلى لغته الأم.
  • الاعتماد على النفس: يضطر الطالب المغترب إلى أن يخدم نفسه بنفسه، وتنظيم وقته ما بين الدراسة والاهتمام بأموره الشخصية من خلال ترتيب فراشه، والاهتمام بنظافة ملابسه من غسلها وكيّها، وكذلك الاهتمام بتغذيته وطعامه، وتنظيم شؤونه المالية والتخطيط للميزانية يوميًا وأسبوعيًا وشهريًا، وهذه الأمور التي إن لم يفعلها بنفسه لن يجد من ينوب عنه بعملها ما يجعله معتمدًا على نفسه.
  • التعرّف على ثقافات جديدة: انخراط الطالب المغترب بمحيطه يكسبه التعرّف على أُناس جدد بطريقة حياة جديدة، بعاداتها وتقاليدها، وما يكتسبه من طريقة تفكير غير التقليدية، إلى جانب روح الانفتاح على الثقافات الأخرى، وإعطاء فكرة حسنة عن موطنه الأم ونشر عاداته وتقاليده وتعريف الآخرين عليها بكونه خير سفير بأخلاقه.
  • الحصول على فوائد السفر: انتقال الطالب إلى بلاد أخرى للدراسة فيها بحد ذاته مفيد في تغيير نفسيّته وإراحته من عناء اجتهاده ودراسته لامتحان الثانوية العامّة، فالاغتراب للدراسة له نفس فوائد السفر السياحيّة، من خلال زيارة المواقع الأثرية التي تشتهر بها البلد الذي يدرس فيه.
  • تطوير الشخصية: الطالب المغترب يصبح بلا رقابة مباشرة عليه من والديه، الأمر الذي يعطيه فرصة لاختبار نفسه ومدى تشبّعه لتعاليم والديه وتطبيقها، حيث يشعر بثقل المسؤولية التي وضعها فيه والداه وأنّه يجب أن يكون أهلًا لها، وأن الحرية التي يعيشها بالغربة إنّما هي التزام وليست تسيّبًا.
  • إضافة ميزة للسيرة الذاتية: بعض الشهادات الأكاديمية الخارجية تكون مرغوبة من قبل أرباب العمل أكثر من الشهادات المحلية، ما يضيف إلى سيرة الطالب نقطة إلى صالحه.