هل تعرف مكونات الشمع

 الشمع مكون من مواد دهنية مقاومة للماء ولها فوائد كبيرة

على مدار العصور التاريخية القديمة، استعمل الناس الشمع بصفته أداة للإنارة. ورغم وجود الشمع في معظم المنازل حتى وقتنا الحالي، فإن معظم الناس يجهلون المواد التي يتكون منها. فحتى القرن الثامن عشر، كان الشمع يصنع من عدة مواد خام أهمها التالو (أحد أنواع الدهون الحيوانية)، وشمع العسل، وثمرة القرفة المغلية، ومواد مستخلصة من أشجار المكسرات فضلًا عن مواد شمعية مستخلصة من حوت العنبر.

ولكن في أواسط القرن الثامن عشر، طرأت عدة تغيرات على صناعة الشمع في العالم، فدخلت مادتا الستيرين والبرافين في صناعته. فكان شمع الستيرين مصنوعًا من حمض الستياريك المشتق من الأحماض الدهنية للحيوانات. ولاقى رواجًا كبيرًا في القارة الأوروبية. أما شمع البرافين فكان مصنوعًا من المادة الشمعية الناجمة عن عملية تكرير النفط، وانتشر استخدامه في الولايات المتحدة الأمريكية.

وخلال الأعوام المئة والخمسين التالية، دخلت تطورات إضافية على صناعة الشمع، فرأينا مواد إضافية تدخل في تركيبه وصناعته. فعلى سبيل المثال، انتشرت أنواع مثل الشمع الصناعي وهلام الشمع، والشمع المصنوع من مواد مستخلصة من النباتات مثل زيت النخيل وزيت الصويا بالإضافة إلى الشمع المصنوع من مواد مختلفة.

ولكن بصرف النظر عن منشأ الشمع سواء أكان من النفط أو الحيوان أو الخضار، فإن جميع أنواعه تتمتع بخصائص مشتركة أبرزها أنها مصنوعة من الهيدروكربون، وهو مزيج من الهيدروجين والكربون. كما تحافظ أنواع الشمع على شكلها الصلب عند درجة حرارة الغرفة، بيد أنها تسيل عند تعرضها للحرارة (المقصود عند إشعال الشمع). ويتميز الشمع عمومًا برائحته الخفيفة وملمسه الناعم ومقاومته للماء، بالإضافة طبعًا إلى درجة السمية المنخفضة فيه.

شمع البرافين

يشكل شمع البرافين أكثر أنواع الشمع استعمالًا وانتشارًا، وهو يصنع من المواد الشمعية الناجمة عن تكرير النفط. وعلى الرغم من أن التركيب الكيميائي الدائم للشمع يتكون دائمًا من الكربون والهيدروجين، فإن عدد الذرات يختلف تبعًا لمصدر الشمع.

وبطبيعة الحال، تؤدي العملية الكيميائية المستخدمة في تكرير النفط إلى إنتاج ثلاثة أنواع مختلفة من الشمع ذي المنشأ النفطي. وطبعًا يحتوي كل نوع منها على تركيب كيميائي مختلف عن الآخر. فشمع البرافين عبارة عن سلسلة من الهيدروكرونات، وتتراوح درجة حرارة ذوبانه بين 120 إلى 160 درجة فهرنهايت. أما شمع الجريزوفولفين الذي يستخدم عادة بصفته مادة مضافة، فهو عبارة عن خليط من الهيدروكربونات المشبعة وكمية قليلة من النفط، وتكون درجة ذوبانه مرتفعة جدًا. وهناك شمع بيترولاتوم Petrolatum الذي يكون مصنوعًا من خليط شمع الجريزوفولفين والنفط.

أنواع أخرى

ثمة أنواع أخرى من الشموع يدخل في تركيبها المواد آنفة الذكر مثل شمع العسل والمواد المستخلصة من النباتات.

  • شمع العسل

يفضل كثير من الناس استخدام الشمع المصنوع من شمع العسل نظرًا إلى أنها أكثر طولًا وإضاءة من الأنواع المصنوعة من مواد ثانية. وتنبعث من شمع العسل رائحة خفيفة جدًا عند إشعاله.

  • الشمع المصنوع من مصادر نباتية

لعل الأنواع الأكثر شيوعًا من هذه الشموع هي تلك المصنوعة من مواد مستخلصة من زيت النخيل وفول الصويا. وتتميز هذه الشموع بكونها تحترق ببطء شديد، مما يجعلها مفضلة لدى الكثيرين.

  • هلام الشمع

يتميز هلام الشمع بكونه شفافًا ومصنوعًا من الهيدروكربون. وينتج هلام الشمع بكثافات متعددة، فقد يحتوي كميات من منخفضة أو متوسطة من البوليمر. بالإضافة إلى كل ما سبق، ثمة عوامل متعددة تؤثر تأثيرًا كبيرًا على التركيب الكيميائي النهائي للشمع، هي إضافة المواد المعطرة والمواد الملونة والأصباغ. فهي جميعًا تضطلع بدور مهم في عملية صناعة الشمع.

في الختام، يوجد الشمع بأشكال وأنواع مختلفة يتمتع كل واحد بمميزات مختلفة عن الآخر. وبالتالي من المستحسن أن ينظر الشخص إلى تركيب الشمع قبل استخدامه، وتبقى التجربة والاستخدام الحل المثالي لانتقاء نوع الشمع المناسب..