مؤلف كتاب لسان العرب

معلومات هامه عن كتاب لسان العرب مع تطور علوم اللغة العربية في القرنين الثاني والثالث الهجريين ذهب عدد من العلماء إلى جمع مفردات اللغة، وقد مرّ هذا الجمع بثلاث مراحل بدأت بتدوين المفردات من أهل اللغة في البوادي، ثم جمع المفردات المتشابهة والمترادفات، حتى وصل علماء اللغة إلى وضع معاجم تشمل كل كلمات اللغة العربية، وقد تمّ ذلك على عدّة أنماط يتّبعها المؤلف في جمعه للمفردات، يمكن من خلالها للباحث عن المفردات أن يصل إلى المفردة بسرعة، وأخذت هذه الأنماط شكل المدارس المعجمية التي تعتمد على مخارج الحروف أو ترتيب أحرف جذور الكلمات، واشتهر في العصور اللاحقة عدد من المعاجم نال أصحابها الشهرة أيضًا، ومن أبرزهم مؤلف كتاب لسان العرب.[١]

من هو مؤلف كتاب لسان العرب

يعدّ مؤلف كتاب لسان العرب من أشهر العلماء الذين جمعوا مفردات اللغة العربية، وهو أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي، المشهور بجمال الدين بن منظور الأنصاري، والمعروف اختصارًا باسم ابن منظور، ولد في محرم سنة 630هـ، واختلف المؤرخون في مكان ولادته، فقيل في مصر، وقيل في تونس، وقيل في ليبيا، وقد تتلمذ في شبابه على يد عدد من علماء عصره بينهم عبد الرحمن بن طفيل والعالم الصابوني، وعمل بعد ذلك في ديوان الإنشاء في القاهرة، ثم عيّن قاضيًا في طرابلس ليعود إلى مصر في أواخر حياته بعد أن فقد بصره؛ حيث مات فيها سنة 711هـ.[٢]

ترك ابن منظور مؤلف كتاب لسان العرب عددًا كبيرًا من المؤلفات، وقد جاء أكثرها على شكل اختصارٍ لمؤلفاتِ وكتب علماء سابقين، وروي عنه أنّه كان مولعًا بقراءة الكتب وباختصارها، حتى كوّن من هذه الكتب ثقافة كبيرة جعلته من كبار علماء عصره، كما نسج عددًا من المقطّعات الشعرية التي تميزت برقّتها ولطافة ألفاظها، ومن أهم مؤلفات ابن منظور:[٣]

  • مختصر الأغاني في الأخبار والتهاني.
  • مختصر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.
  • مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر.
  • مختصر كتاب الحيوان للجاحظ.
  • مختصر العقد الفريد لابن عبد ربه.

معجم لسان العرب

بعد معرفة مؤلف كتاب لسان العرب لا بد من الحديث عن هذا المعجم الضخم الذي يقع في عشرين مجلدًا، ويضمّ نحو ثمانين ألف مادة لغوية عدّ من خلالها أكبر معجم من معاجم اللغة العربية، ويتسم هذا المعجم بموسوعيته، وكثرة أمثلته من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وأبيات الشعر والنصوص الأدبية والقصص والآثار، يضاف إلى ذلك الآلاف من آراء علماء اللغة والنحو، وقد اعتمد ابن منظور في كتابه على عددٍ من كتب المعاجم السابقة، وهي تهذيب اللغة للأزهري، والصحاح للجوهري، والمحكم لابن سيده الأندلسي، والنهاية لابن الأثير، وحاشية الصحاح لابن برّي، ويأخذ بعض العلماء على ابن منظور اقتصاره على هذه الكتب الخمسة وتركه لباقي المصادر، كما يُؤخذ عليه أيضًا تركه لعدد من الصيغ والمعاني.[٤]

كان هدف مؤلف كتاب لسان العرب من تأليف هذا المعجم تجاوز أخطاء وسلبيات من سبقوه، لسدّ أي ثغرة وجدها في معاجم اللغة العربية، وقد رتّب كلمات اللغة العربية على نظام الأبواب والفصول؛ حيث يضمّ كل باب حرفًا من حروف الهجاء تبعًا لآخر حرف من جذر الكلمة، ثم يأتي الفصل لأول حرف من جذر الكلمة، وقد طُبع لسان العرب عدّة طبعات كان من أفضلها الطبعة التي حققها محمد أحمد حسب الله وعبد الله علي الكبير وهاشم محمد الشاذلي، وقد أعاد الثلاثة ترتيب المفردات في الكتاب معتمدين على نظام الأخذ بأوائل الكلمات، وهو المتبع في جميع المعاجم الحديثة.[٤]