مؤلفات ميلان كونديرا

تعرف على اهم اعمال ميلان كونديرا هو أديبٌ وروائيّ فرنسي من أشهر الروائيين اليساريين في العالم، ولد عام 1929م لوالدين من التشيك، تعلم العزف على البيانو من والده الذي كان عالمًا في الموسيقى ورئيسًا لجامعة جانكيك، درس كونديرا الأدب والسينما والموسيقى وتخرج عام 1952م وعيِّن أستاذًا في كلية السينما في مدينة براغ، انضمَّ إلى الحزب الشيوعي في عام 1948م لكنَّه فصل منه بعد سنتين بسبب توجهاته الفردية، ورجع إليه في عام 1956م ليفصل مرة أخرى في عام 1970م، عمل كونديرا خلال حياته في قسم التحرير في كثير من المجلات الأدبية، يقيم في فرنسا منذ عام 1975م، حصل على الجنسية الفرنسية في عام 1981م، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول أهم مؤلفات ميلان كونديرا.[١]

أهم مؤلفات ميلان كونديرا

يعدُّ الأديب والروائي الفرنسي التشيكي ميلان كونديرا من أهم الروائيين في القرن العشرين، بدأ كونديرا الكتابة خلال فترة دراسته ونشر في تلك الفترة عدد من المقالات والأشعار والمسرحيّات، نشرَ في عام 1953م أول ديوان شعر إلا أنه لم يلاقِ أيَّ اهتمام يذكر، ولم يتمّ تسليط الأضواء على براعته في الكتابة وإعطائه أهمية خاصة ككاتب متمكِّن إلّا بعد أن نشرَ المجموعة القصصية الأولى الخاصة به والتي كانت تحت عنوان غراميات مضحكة، وما إن نشرَ كتابه الشهير كائن لا تحتمل خفته الذي يعدُّ من أهم مؤلفات ميلان كونديرا حتى بلغ صيته الآفاق وأصبح بعدها من أشهر الكتاب العالميين، حصد العديد من الجوائز العالمية خلال مسيرته الأدبية من أهمها: جائزة الإندبندنت في عام 1991م لأدب الخيال الأجنبي، جائزة الدولة النمساوية في الأدب الأوربي، جائزة القدس، جائزة التشيك في الأدب، جائزة هيردر الدولية وغيرها.[٢]

تميَّزت أعماله بميولها اليسارية وخوضها في السياسة في البداية، لكنه صار يبتعد عن السياسة في كتاباته فيما بعد، وتركزت معظم أعماله حول الفلسفة بمختلف أبعادها، وخرجت عن نمط الأدب المألوف، تأثر في أسلوبه القصصيّ بروبرت موسل وفي فلسفته بمؤلفات الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، وتأثر كونديرا أيضًا بالعديد من الكتاب مثل: فرانز كافكا ومارتن هايديغر وغيرهما، وجمع بين الضحك والسخرية والتهكم والمرح في كتاباته، وبالرغم من بحثه العميق في الفلسفة والسياسة والفكر عمومًا لكنه آثر أسلوب السخرية والخفة، ولم يقلق من استخدام مصطلحات المرح للتعبير عن الأوجاع والآلام، لذلك طغت التهكمية على معظم كتاباته.[٣]

غراميات مضحكة

كتاب غراميات مضحكة من أهم مؤلفات ميلان كونديرا، حيث حصل ميلان كونديرا بعد نشر هذا الكتاب على اعتراف في الأوساط الأدبية ببراعته ونبوغه الأدبي، نُشر هذا الكتاب في عام 1963م، والكتاب عبارة عن مجموعة قصصية يجمع بين صفحاته عددًا من القصص القصيرة التي تدور حول غراميات فكاهية طرحها كونديرا بأسلوبه الأدبي الساخر، تناول فيها ميلان كونديرا الحديث حول العديد من المشاكل التي يواجهها الشباب والفتيات في مرحلة المراهقة في المجتمعات الغربية على وجه الخصوص، وكان هدفه من ورائها إعطاء صورة عامة عن الطموحات والآلام التي تعيشها هذه الفئة من المجتمع.[٤]

كتاب الضحك والنسيان

كتاب الضحك والنسيان هو رابع رواية يكتبها ميلان كونديرا، ويعدُّ من أهم مؤلفات ميلان كونديرا وقد أثارت الرواية جدلًا كبيرًا بعد أن نُشرت في عام 1978م وقد سُحبَت الجنسية التشيكوسلوفاكية من كونديرا بسبب نشر هذه الرواية، تتكون الرواية من سبع حكايات تتداخل وتنسجم مع بعضها بشكل ساحر، يحلق فيها الكاتب في عالمه السحري وأسلوبه المتميِّز، وينقل القارئ بأصابعه البارعة بين آفاق متعددة، إذ تدور الرواية في فلك فلسفي بعمق وذكاء من ناحية، ومن ناحية أخرى في فلك الفكاهة والمرح الذي تتميَّز به معظم مؤلفات ميلان كونديرا، تدور أحداث الرواية حول فتاة تدعى تامينا وهي بطلة الرواية، وبعد اختفائها تصبح الرواية من أجلها هي، فالرواية كما يتضح من عنوانها تتحدث عن النسيان والضحك وحول مدينة براغ عاصمة التشيك والملائكة وغير ذلك.[٥]

حفلة التفاهة

حفلة التفاهة آخر رواية للكاتب اليساري ميلان كونديرا، لذلك تعدُّ من أهم مؤلفات ميلان كونديرا، إذ تُعبِّر عن خلاصة أفكاره ومذهبه وزبدة ما توصَّل إليه من فلسفة، يحاول أن يؤكد فيها أنَّ العبثية هي الصورة الحقيقية لكل شيء، وقد يكون هذا ما بثَّه كونديرا في معظم مؤلفاته تقريبًا، فلا يوجد ما هو جدي في الحياة كما وردَ في الرواية، لا الخادم الذي ابتكرَ لغةً باكستانية بسيطة، ولا صياد الحجل ستالين، ولا المؤلف ولا أقواله ولا أي شيء، وقد عبَّر كونديرا عن ذلك بقوله: “أدركنا منذ زمن طويل أنَّه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام، لم يكن ثمَّة سوى مقاومة وحيدة ممكنة: ألا نأخذه على محمل الجد”، فلخَّص بهذه العبارة ما أراد أن يعبر عنه في رواية حفلة التفاهة، فلا شيء يتبقى من حياة الإنسان إلا التفاهة بذاتها، لتتيح له الشعور بأنه أقل أهمية مما يظن، وبأنه أكثر حرية والتصاقًا بالأدب والخيال من الواقع المحيط به، ومثل معظم أعماله تدور الرواية حول الفلسفة والتاريخ والهزل، في قصة التقاء ستالين مع رجال عظماء من عصور سابقة حيث يعيشون في حفلة تفاهة بأسلوب كونديرا الفكاهي والطريف.[٦]

كائن لا تحتمل خفته

من روايات ميلان كونديرا التي تمَّ نشرها في عام 1984م، وعلى الرغم من أن الرواية كتبت في عام 1982م لكنها لم تُنشر إلا بعد عامين، وهي من أهم مؤلفات ميلان كونديرا على الإطلاق، فقد ذاع صيته بعد نشر هذه الرواية ولمعَ نجمه في سماء الأدب العالمي إلى الأبد، حيث تدور أحداث الرواية حول امرأتين ورجل خلال الستينيات من القرن الماضي وتحديدًا في ربيع عام 1968م من تاريخ تشيكوسلوفاكيا، وفيها أربع شخصيات رئيسية تتمحور حولها الأحداث، البطل الرئيسي توماس المتزوج من تيريزا الثقيلة بعكس زوجها ولكن توماس زير نساء، يقوم بعلاقات جنسية عديدة، ويقع أخيرًا في حب سابينا ويتخلى عن زوجته من أجلها وكان مستعدًّا أن يضحي بكل شيء من أجلها، وتوزعت شخصيات الرواية بين الثقل والخفة، وفي أحداث تاريخية سياسية ثقيلة نوعًا ما خلال الاجتياح الروسي للتشيك في الحرب العالمية الثانية وانتشار الحزب الشيوعي الثقيل أيضًا حسب كونديرا، وقد برع كونديرا في تصوير الشخص الخائن بصورة الشخص الذي يتحلى بالخفة على الرغم من أنَّ أخطاء الإنسان وخياناته هي أكثر ما يثقله.[٧]

الخلود

رواية الخلود سادس رواية من روايات الأديب الشهير ميلان كونديرا، نُشرت في عام 1988م، تبدو الرواية بنظرة خارجية أنَّها مؤلفة من عدة حكايات لا ترابط فيما بينها، لكنَّها في حقيقة الأمر متشابكة ومترابطة بشكل مذهل وذي تأثير كبير على جميع فصول الرواية، تدور أحداث الرواية الرئيسية حول موت مفاجئ لفتاة تدعى أنييس، لكنَّ أختها لورا تأخذ مكانها فورًا بعد موتها في حياة زوجها بول، وعلى هامش الحدث الرئيسي يسرد كونديرا العديد من القصص الثانوية مثل: قصة همنغواي وغوته وقصة ميلان كونديرا نفسه بالإضافة لشخصيات أخرى مختلفة، في محاولة منه للحديث عن خلود الكائن البشري ووظيفته، ويعالج كونديرا في هذه القصص عدد من المواضيع العميقة والهامة والتي يحبُّ الخوض فيها كثيرًا مثل: الحب والخلود والجمال والزمن والمتعة والهوية والصورة، وكغيرها من رواياته تتسم بالفكاهة والعمق والذكاء، وتصوِّر فنَّ وأسلوب كونديرا في أبهى وأروع صورة.[٨]

الهوية

من روايات الكاتب الفرنسي التشيكي الشهير ميلان كونديرا، تتحدث الرواية عن الهوية لكن خارج الإطار المعروف الذي يخصُّ القومية كما اعتاد الناس عليه، إنما عن هوية المرء أمام ذاته وأمام الآخرين من حوله، وتوضِّح كيف يمكن للشخص أن يرى نفسه وكيف يمكن أن يعرِّفها وكيف يمكن أن يراه الناس من حوله أيضًا، بالإضافة إلى إظهار من هو بالنسبة للآخرين ومن هو بالنسبة لنفسه وإظهار ماذا يمثِّل الآخرون بالنسبة للشخص ذاته، حيثُ تدورأحداث الرواية حول خيط رفيع تنتظم فيه الرواية هو العشق المتخفي بين جان مارك وفتاة تدعى شانتال وهي أكبر منه سنًّا، ويروي كونديرا صورًا عديدة من حياة العشيقين، وكل ذلك يدور في إطار فلسفي عميق يبثُّ فيه كونديرا من أسلوبه وخبرته.[٩]

الجهل

واحدة من أهم مؤلفات ميلان كونديرا، إذ يتناول فيها الحديث عن صعوبة العودة بشكل حقيقي إلى أي مكان يغادره الإنسان، والمنفى هو محور الرواية الرّئيس والتي تدور حوله الأحداث، وبأسلوب رقيق تارةً وفظ تارة أخرى تجاه شخصيات روايته يتناول ميلان كونديرا مواضيع عميقة مثل: المنفى وانسلاخ الإنسان عن جذوره والحنين الذي يسري في دواخل الإنسان والوحشة والغربة التي يلاقيها بعودته إلى موطنه الأصلي ممزوجة بخيبة كبيرة، بطلا الرواية جوزيف وإيرينا يلتقيان خارج موطنهما ويقرران العودة لبلدهما الأصلي، ويجربان ذلك الشعور لكن الأحداث تجري على غير توقعاتهما، وتظهر المشاعر متناقضة لتشوّه الصورة السابقة للعودة إلى البلاد، ويحاول كونديرا في النهاية أن يبين حقائقه المحتومة والمتشائمة والحالمة، في حديثه حول الشيوعية والعلاقة الزوجية وسوء الفهم في العلاقات الغرامية وغير لك من المواضيع المهمة.[١٠]

البطء

رواية البطء هي الرواية السابعة في مسيرة مؤلفات ميلان كونديرا، يتحدث فيها عن قصتَي حبٍّ بشكل متوازي، الأولى تدور أحداثها في القرن الثامن عشر الذي كانت أجواؤه تشهد الانفتاح والتحرّر، وتتسم تلك الأجواء بالبطء والعلاقة بنكهة مميزة، أما قصة الحب الثانية تدور أحداثها في الوقت الحاضر حيث وسمَها الكاتب بالسخرية وسرعة عجلة الأحداث فيها، ويحاول كونديرا في هذه الرواية أن يمجِّد البطء والعلاقة السرية التي تربط بين الذاكرة والبطء، وتربط النسيان بالسرعة، وسط هذا العالم الذي تزداد فيه سرعة الأشياء بشكل رهيب، حيثُ رآى أن البشر أضاعوا ذاكرتهم التي توصلهم إلى اللذة وتمكنهم من الإحساس بالمتعة في الحاضر، ويرى أيضًا أنَّ علاقات الحب في الوقت الحاضر مجرد استعراض مصطنع أمام البقية، ولم تعُد شعورًا حميميًّا يربط بين ذاتين كما كان سابقًا، ويحمل كونديرا القارئَ على العيش في جو من الهزل والخفة والغرابة، وهي محاوره الثلاثة في أسلوبه، وتحتوي الرواية أيضًا على آرائه حول السياسة والعالم ووسائل الإعلام والمثقفين والتحرر الجنسي.[١١]

الستارة

يقدم ميلان كونديرا في كتاب الستارة هدية رفيعة المستوى للأدب، فقد كرَّس هذا البحث العميق للرواية وما يتعلق بها، وهذا البحث غني بالذكاء وعظمة الإبداع، فيقوم كونديرا بتمزيق ستارة كانت تحجب حقيقة الأدب وحقيقة العالم وحقيقة وجود البشر أنفسهم، ويقوم هنا بمتابعة أبحاثه في فن الرواية وما يدور حوله، ويلقي نظرة فاحصة على روائيين وأعمال لهم من الأدب القديم ويحاول أن يكتشف أسرار طبيعة الإنسان، حيثُ يمثِّل الكتاب مجموعة من التأملات والتساؤلات والقراءات واللقاءات والحكايات والذكريات، نابعة كلها من حب كبير للحياة، وتغذي أبحاث كونديرا لمعرفة الطبيعة البشرية وروح العالم، ويختم كونديرا الكتاب بقوله: “الأمر الوحيد الذي يبقى لنا إزاء هذه الهزيمة المحتومة التي ندعوها الحياة هو محاولة فهمها، وهنا يكمن سبب وجود فن الرواية”.[١٢]

أقوال ميلان كونديرا

في مقال يتحدث عن أهم مؤلفات ميلان كونديرا وهو الكاتب التشيكي الفرنسي واليساري المعروف، لا بدَّ من إدراج بعض أقواله المميزة والتي بقيت في ذاكرة التاريخ لتُروى إلى جانب بقية الأقوال العظيمة لكثير من الأدباء والمشاهير ويرددها الناس فيما بينهم، وسيتمُّ إدراج بعض أهم أقوال ميلان كونديرا فيما يأتي:[١٣]

  • الحُب إن لم يُجرّدك من كل ثِقل فهو ثِقل إضافي في حياتك لا يعول عليه.
  • ثمَّة حدود أنثروبولوجية لا يجب تجاوزها كحدود الذاكرة على سبيل المثال، إذ يتوجب أن تكون في نهاية قراءاتك قادرًا على تذكر البداية.
  • لكي نتحاشى العذاب نلجأ في أكثر الأحيان إلى المستقبل فنتصور أنَّ ثمة فاصلًا ما على حلبة الزمن يتوقف بعده العذاب الحالي أن يكون موجودًا.
  • النوم بالنسبة لي ليس نقيض الحياة بل هو الحياة، والحياة حلم، فأنا أمرُّ من حلم إلى آخر كما لو أنني أنتقل من حياة إلى أخرى.
  • نجتازُ الحاضر بعيون معصوبة، وأقصى ما نستطيعهُ هو أن نستشعر وِنخمِّن ما نعيشه، ونحن لا ندرك ما عشناهُ ونفهم معناه إلا لاحقًا، عندما تَزول العصابة عن أعيننا، ونعيد تفحُّص الماضي.
  • حريتنا الوحيدة تكمن في الاختيار بين المرارة واللذة، إن تفاهة الوجود هي قدرنا، لذلك لا ينبغي أن نعيشها كإعاقة، بل ينبغي أن نعرف كيف نلتذ بها.
  • وحدها الصدفة يمكن أن تكون ذات مغزى، فما يحدث بالضرورة وما هو متوقع ويتكرر يوميًا يبقى شيئًا أبكمًا، وحدها الصدفة ناطقة.
  • إنَّها تشبه الخلاصة أو التجلي، التجلي الأخير الذي يختصر كل شيء في العدم واللامعنى، عبقرية الرواية تتجلى في أنها تطرح أكثر المواضيع الإنسانية أهمية لكنها في نفس الوقت لا تجيب على أي شيء بجدية أو بواقعية، وربما أن هذا في حد ذاته هو أفضل جواب.