كيفية رعاية الطفل اليتيم في الاسلام

يعرف الطفل اليتيم بأنه الطفل الذي توفي والده أو أمه أو كلاهما  وفقدهما برعاية واهتمام  وقد أمرنا الدين الإسلامي برعاية الأيتام وذكر اليتيم في أكثر من آية وأمر اهتم به ماليا واجتماعيا

من هو الطفل اليتيم

 

– يعرف اليتيم في الشريعة الإسلامية على أنه من فقد والده قبل سن البلوغ، وقد أخذ هذا التعريف عن الرسول عليه السلام حيث قال عن اليتم: (لا يتم بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى الليل)، كما قيل عن ابن عباس رضي الله عنه : (إن الرجل لتنبت لحيته، وأنه لضعيف الأخذ لنفسه، ضعيف العطاء منها، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم)، وهذا يعني عندما يبلغ الطفل تذهب عنه صفة اليتم.

– وقد اهتم الإسلام برعاية اليتيم والاهتمام به، لأن اليتامى كان مهمشين في أيام الجاهلية لا يهتم بهم أحد، كما كانوا يسرقون أموالهم ولا يعيروهم أي اهتمام أو رعاية، مما حث الإسلام على اكرام ورعاية اليتم وعدم سرقة أموال اليتيم بل الاهتمام بها حتى يصبح رشيدا ويستلم امواله.

رعاية الطفل اليتيم في الإسلام:
– يعتبر الدين الإسلامي هو أول من قدم كل هذا الاهتمام والرعاية لليتيم، وطالب المجتمع الإسلامي بالحرص على توفير سبل المعيشة الكريمة للطفل اليتيم، ومعاملته بطريقة جيدة وألا يقوم أحد بإهانته حتى لا يشعر بالنقص، وقد قالى تعالى في سورة الماعون (أرأيت الذي يكذب بالدين* فذلك الذي يدع اليتيم).

– وقد تم ذكر كلمة اليتيم في القرآن الكريم ومشتقاتها في ثلاثة وعشرون آية، وقد اهتم القرآن الكريم في العديد من شؤون اليتيم مثل الاهتمام به مادية ورعاية ماله، والاهتمام بحالته النفسية ومراعاة حالة الحزن والألم لفقد والده ومحاولة تعويضه هذا الفقد، والإحسان إليه وابعاد عنه كل ما يتسبب في ضرر له، كما أمر الله تعالي أن ترد لليتيم أمواله عندما يصبح رشيدا بالغا ويستطيع الاعتماد على نفسه حيث قال تعالى (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ).

– أمر الله المسلمين بأن يهتموا بتقديم الزكاة والصدقة لليتامى الذين لا يمتلكون من يعولهم، ويعتبر أولى الناس برعاية الأيتام هم أقاربهم، واذا لم يستطيعوا فتكون الدولة هي المسئولة عن هؤلاء اليتامى، وقد ذكر تعالى ذلك في أكثر من موضع حيث قالي سبحانه وتعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ)، كما ذكر أيضا في سورة الإنسان (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).

– في سورة الضحى كان الله تعالى يتحدث عن النبي عليه الصلاة والسلام، حيث أنه ولد يتيما وتربى في كنف عمه أبو طالب، وقد ذكر تعالى من خلال حديث عن الرسول حاجة الطفل اليتيم في حتاجه إلى مسكن يأوي إليه، وشخص صالح يهتم بشئونه وبقوم بتربية تربية صالحة، كما ذكر احتياحه إلى مال ينفق به، حيث قال تعالى في كتابه (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى* وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى)، وتعتبر رعاية الطفل فرض كفاية فإن قام به بعض المسلمون سقط عن باقي الأفراد في المجتمع.

فضل رعاية وكفالة اليتيم

قد أمر الله بإكرام اليتيم وأن يتم معاملته كما يعامل الأب أبنائه، وألا يكفي المسئول عنه بعملية الإنفاق عليه فقط، بل يعمل على تقويم سلوكه، وتربيته تربية صالحة حتى يصبح فرداً صالحاً في المجتمع، ويصبح ثواب كافل اليتيم ثواب عظيما في الدنيا والآخرة، فيكفي أنه سوف يحظى برفقة النبي، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى) .