قصيدة من الغزل العذري

شعر الغزل ماهو وما انواعه وماهى امثلة لقصيدة من الغزل العذري

تعريف بالشاعر

هو إمام العاشقين العباس بن الأحنف بن الأسود الحنفي وكنيته أبو الفضل كانت نشأته في بغداد وذاع صيته فيها واشتهر بالشعر الرقيق العذري فقال عنه البحتري أنّه أغزل الناس، لم يحتوِ شعره على المديح والهجاء وإنّما اقتصر فيه على الغزل والنَّسيب والوصف وبذلك فإنّه قد خالف الشُّعراء فلم يستعمل شعره للكسب وإنّما لزم فنًّا واحدًا في الشعر وأبدع فيه؛ وفي هذا المقال نعرض شرح قصيدة من الغزل العذري.

شرح قصيدة من الغزل العذري

أزين نساء العالمين أجيبي..دعاء مشوق بالعراق غريب

ينادي الشاعر في هذا البيت محبوبته التي يصفها بأجمل نساء العالمين ويطلب منها أن تلبي نداء من قد أنهكه الشوق وعذّبه وهو بالعراق غريب.

كتبت كتابي ما أقيم حروفه..لشدة إعوالي وطول نحيبي

من شدّة بكاء الشاعر ونحيبه الذي تسبب بهما شوقه لم يستطع الشاعر يكتب كلمات رسالته بشكل واضح وذلك لارتجاف يديه أثناء كتابته.

أخطُّ وأمحو ما خططت بعبرة..تسحُّ على القرطاس سحَّ غروب

غروب: المطر الكثير تسح: تنهمر

لشدّة بكاء الشاعر وكثرته فقد شبَّهه بالمطر الكثير الذي ينهمر على ما كتبه على رسالته فلا يلبث أن يُمحى ما خطّه.

أيا فوزُ لو أبصرتني ما عرفتني..لطول شجوني بعدكم وشحوبي

يذكر الشاعر في هذا البيت ما خلَّفه الشوق في جسده فقد شحُب لونه وصارت الهموم ملازمةً له للحدِّ الذي لن تعرفه محبوبته إن هي رأته.

وأنت من الدنيا نصيبي فإن أمت .. فليتك من حور الجنان نصيبي

يتمنّى الشاعر أن تكون محبوبته نصيبه في الجنة بعد مماته، كما كانت في حياته من الدنيا نصيبه.

سأحفظ ما قد كان بيني وبينكم .. وأرعاكم في مشهدي ومغيبي

يعد الشّاعر حبيبته بأن يكون وفيًّا لها بكلِّ ما كان بينهما من الحب والود في حضوره وغيابه عنها.

وكنتم تزينون العراق فشانه .. ترحلكم عنه وذاك مذيبي

يقول الشاعر بأنَّ محبوبته هي من كانت تزيّن العراق ومن ثمَّ حينما رحلت عنه شوَّه هذا الرحيل الذي هو ذاته الذي أهلك الشّاعر وأذابه، ولقد استخدم أسلوب الجمع للتّعظيم.

وكنتم وكنا في جوار بغبطة .. نخالس لحظ العين كلّ رقيب

غبطة: الرضاء التام وحسن الحال، نخالس لحظ العين: استراق النظر

يتذكّر الشاعر وقت وجود محبوبته في العراق وعندما كانوا قريبين من بعضهما وفي أحسن حال وكانوا يسترقون النظر لبعضهما بالرغم من الرقباء عليهما.

فإن يك حال الناس بيني وبينكم .. فإن الهوى والود غير مشوب

بالرغم من الرقباء الذين يحاولون أن يحولوا بين الشاعر ومحبوبته إلّا أنّ الحب والود الذي في قلبه لن يلوثه شيء ولن يمحوه واشٍ أو رقيب.

فلا ضحك الواشون يا فوز بعدكم .. ولا جمدت عين جرت بسكوب

يدعو الشاعر في هذا البيت على الواشين الذين فرّقوا بينه وبين محبوبته ووشوا بهم بأن يحزنهم الله وألّا يروا السعادة والسرور أبدًا بعد هذا الفراق وأن تصبح أعينهم دائمة البكاء وسكب الدموع كما جعلت عينيهما تسكب الدّموع.

وإنّي لأستهدي الرياح سلامكم.. إذا أقبلت من نحوكم بهبوب

من شدَّة شوق الشاعر وألمه لغربته عن محبوبته فإنّه يسأل كل ريح تهب من جهة محبوبته إن كانت تحمل سلامًا من هذه الحبيبة له.

وأسألها حمل السلام اليكم .. فإنّ هي يومًا بلغت فأجيبي

بعد سؤال الشّاعر لهذه الرياح التي تهب من عند حبيبته إن كانت تحمل سلامًا له فإنّه يبعث سلامه مع هذه الرّياح للمحبوبة فيطلب من فوز أن تخبره إن وصل هذا السلام لها.

أرى البين يشكوه المحبون كلهم.. فيارب قرب دار كل حبيب

البين: الفراق

يعود الشّاعر هنا إلى أسلوب الدّعاء فيدعو الله أن يقرّب بين كل المحبين فهو يرى حال المحبين وأنّ جميعهم يشكّون من الفراق الذي حال بينهم.

ألا أيُّها الباكون من ألم الهوى .. أظنكم أدركتم بذنوب

يظنّ الشاعر هنا بأنَّ ما أصاب المحبّين من آلام الشوق والحب ما هو إلّا نتيجة لذنوب اقترفوها فعاقبهم الله عليها بالفراق الذي حلَّ بهم.

تعالوا ندافع جهدنا عن قلوبنا .. فنوشك أن نبقى بغير قلوب

يدعو الشاعر المحبّين أن يزيلوا هذا الثقل الذي على قلوبهم فيوشكوا حينها أن يصبحوا بغير قلب فقد امتلأ هذا القلب بالألم ولم يغدو هناك متسع للفرح..