قصة الببغاء

 

قصة اليوم من القصص التى بها عبرة وحدثت قديما وهى قصة الببغاء

 

كان في القرية إمام يدرس العقيدة لتلاميذه. كان يعلمهم ويشرح لهم شهادة “لا إله إلا الله”، كما كان محمد صلى الله عليه وسلم يعلمه لأصحابه ويزرع في قلوبهم بذرة الإيمان.

وذات يوم أراد أحد تلاميذه أن يكافأه على اجتهاده في تعليمهم، فأهداه ببغاء جميلا ذا ريش ناعم. فالإمام كان يحب كثيرا الطيور والقطط، ويحب تربيتها. أحب الإمام الببغاء، وكان دائما ما يصطحبه معه إلى الدرس حتى تعلم الببغاء نطق لا إله إلا الله. وكان يرددها صباحا ومساء.

مازال الأمر على ذلك الحال حتى جاء التلاميذ الدرس فوجدوا إمامهم يبكي وقد غمرت الدموع عينيه. رأى التلاميذ عندها الببغاء وما بقي من جسده الشيء الكثير. عرفوا أن أحد قطط الإمام أكله.

فقالوا له :

“ألهذا تبكي وتنتحب؟ إن أردت أتيناك بغيره، بل بأجمل منه.”

قال لهم الإمام :

“لا والله، ما لهذا أبكي. وإنما ما رأيت عندما انقض القط على الببغاء. فرغم أنه كان يردد دائما “لا إله إلا الله”، إلا أنه عندما هاجمه القط ضل يصرخ ويصرخ، ولم ينطق بها مرة. بقي يصرخ ونسي “لا إله إلا الله” التي كان يرددها بلسانه فقط ولم يستشعرها قلبه.”

سكت الإمام قليلا، ثم قال:

“إني أخاف أن نكون مثل هذا الببغاء، نردد “لا إله إلا الله” بألسنتنا ولما يأتينا الموت نغفل عنها وننساها لأنها لم تسكن قلوبنا.”

فهم تلاميذه الدرس. وتعهدوا أن يستشعروا -لا إله إلا الله- بقلوبهم لا بألسنتهم.

هل فهمنا نحن الدرس، وتعلمنا -لا إله إلا الله- بقلوبنا…

نسأل الله أي يحيينا على -لا إله إلا الله- ويميتنا عليها.

إن -لا إله إلا الله- هي منهجما وعقيدتنا ورسالتنا.
و -لا إله إلا الله- من أجلها نحيا ونموت.
و -لا إله إلا الله- من أجلها خلق الله الخلق.
-لا إله إلا الله- صراع بين الحق والباطل، بين الخير والشر.
فلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.