قصة دعاء الكروان

تعرف على احداث قصة دعاء الكروان يعدُّ الكاتب والأديب المصري طه حسين من أشهر الأدباء العرب في القرن العشرين، ولدَ عام 1889م في صعيد مصر، درس في الكتَّاب ثمَّ انتقل إلى الأزهر لدراسة الأدب العربي والشريعة، فقد بصره في الثالثة من عمره ما سبب له معاناة طيلة حياته، لم يكن يعحبه التعليم التقليديّ فسافر إلى فرنسا ودرس في جامعة مونيلييه والتقى بسوزان برسو وأصبحت زوجته ومعلمته؛ لأنَّها صارت تقرأ له وتساعده على تحسين لغته، بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين كتابًا في الأدب والقصة والفلسفة والتاريخ منها: الأيام، في الشعر الجاهلي، دعاء الكروان، حديث الأربعاء، الفتنة الكبرى علي وبنوه وغيرها، ، توفي عام 1973م، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول تلخيص قصة دعاء الكروان ومقتبسات منها.

تلخيص قصة دعاء الكروان

في بداية الحديث عن تلخيص قصة دعاء الكروان سيُشار إلى مؤلفات طه حسين، حيثُ تركَ طه حسين الكثير من المؤلفات التي تشهدُ له بنبوغه في العديد من المجالات، فقد زادت كتبه على خمسين كتابًا ومن أشهر الروايات التي كتبها هي قصة دعاء الكروان التي نشرها عام 1942م، ينتقد فيها المجتمع المحافظ المتزمِّت الذي ينظر إلى المرأة على أنها عورة فقط ويجب أن تُحجَب عن العالم، ويتناول أيضًا ما يوليه هذا المجتمع من انتقاص وظلم للمرأة وحقوقها، حيثُ يحكي تلخيص قصة دعاء الكروان معاناة النساء بدايةً مع الأم التي يتركها زوجها هي وأبناءها ساعيًا وراء أهوائه وشهواته تتقاذفهم أمواج البؤس والضياع والفقر، فالأم زهرة وابنتها الكبرى هنادي والصغرى آمنة هي العائلة التي تدور حولها أحداث القصة، وبسبب فساد الأب يتعرَّض للقتل. وتتعرّض العائلة بسبب ذلك لفضيحة تضطر على إثرها أن تغادر القرية بضغوط من الناس هناك، فتغادر الأم وابنتيها القرية دون أن يكون هناك وجهة محددة تقصدها، إلى أن تستقر في المدينة مع إظهار الفرق بين القرية والمدينة من حيث الثقافة والحضارة وغيرها، وبسبب الفقر والحالة المزرية التي تعيشها العائلة تضطر هنادي وآمنة أن تعملا خدمًا في البيوت، حيثُ تعمل هنادي في بيت مهندس شاب وهو ناظر الري، ويخدعها هذا المهندس بأنه يحبها حتى تقع في حبه وتسلمه جسدها، وتخبرُ الأم شقيقها بما حصل مع هنادي وهي تعلم أنه سيقتلها ليغسل العار الذي ألحقته بالعائلة، فجاء الخال وأخذ هنادي وقتلها في مكان بعيد على صوت الكروان الحزين، وطلب من أمها وأختها نسيانها إلى الأبد، بعد هذه الحادثة تتمرَّد آمنة على خالها وعادات قريتها أو عادات القبيلة كما تُدعى، وتقرر آمنة أن تنتقم لأختها وقد كانت تعمل لدى عائلة المأمور التي كانت تعاملها كأنها أحد أفراد العائلة، وصارت صديقة لابنة المأمور خديجة، واستطاعت خديجة أن تعلم آمنة حب الثقافة والقراءة. ولكن تحدثُ المفارقة عندما يخطبُ المهندس ناظر الري ابنة المأمور وتقع آمنة في حيرة أن تخبر عائلة المأمور أم لا عما صدر عن ناظر الري، لأن ابنة المأمور قد أحبت المهندس لكن آمنة في النهاية تخبرهم وتلغي هذا الزواج، بعد ذلك تغادر عائلة المأمور المدينة فتعمل آمنة خادمة عند المهندس ناظر الري وتريد أن تنتقم منه، لكنَّها تقع في حبه ويقرِّر أن يتزوجها، وهذا الأمر ما لا تقبله العائلة، وعندما يصل الخبر إلى القرية ينطلق الخال ليغسل العار مرةً أخرى، ويَختمُ طه حسين روايته بانهيار آمنة وانسحابها من هذه الدوامة التي لم تعد تطيقها دون أن يكون هناك نهاية واضحة لأحداث القصة.

اقتباسات من قصة دعاء الكروان

بعد الحديث عن تلخيص قصة دعاء الكروان لا بدَّ من ذكر بعض الاقتباسات التي أثْرَت هذه القصّة بأسلوب طه حسين الذي وجه فيه انتقادًا لعادات وتقاليد المجتمع المحافظ، والذي ينظر إلى المرأة نظرةَ احتقارٍ وانتقاص على أنها دون مستوى الرجل، وفيما يأتي بعض اقتباسات في تلخيص قصة دعاء الكروان:

 

  • ولكن المرأة لا تُغْلَب إلا إذا أحبّت، ولا تُقهر إلا إذا أرادت، ولا تُذعِن إلا إذا رغبتْ في الإذعان.
  • فإذا ابتسم الصبح وأشرق الضحى واستيقظت الحياة ذابت كل المروعات.
  • ما أسهل المكر حين تتهيأ له النفس! وما أيسر الكيد حين يطمئن إليهِ الضمير.
  • هذا الحبّ الذي اختصمنا فيه وقتًا طويلًا وسكتنا عنه وقتًا طويلًا، و لكنَّه لم يسكت عنا فما أظنه قد أمهلك يومًا كما أنه لم يمهلني ساعة، أم ينبغي أن تنتهي هذه الحياة الغامضة إلى ما يجب لها من الصراحة والوضوح؟.
  • يا لها من قوة هائلة تسيطر على النفوس فتمحوها حظها من الشخصية والإرادة محوًا، هذه القوة التي يسمونها الحياء ورعاية العرف وما له من حرمات.