المحتويات
قصائد جميله من الشعر الجاهلي قصيدة: أمن أمّ أوفى دمنة لم تكلم
قال الشاعر زهير بن أبي سلمى:[١]
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
-
-
- بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ
-
وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
-
-
- مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ
-
بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
-
-
- وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ
-
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
-
-
- فَلَأيًا عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ
-
أَثافِيَّ سُفعًا في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
-
-
- وَنُؤيًا كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ
-
فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها
-
-
- أَلا عِم صَباحًا أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ
-
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
-
-
- تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ
-
عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ
-
-
- وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ
-
وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ
-
-
- أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ
-
بَكَرنَ بُكورًا وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ
-
-
- فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ
-
جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ
-
-
- وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ
-
ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ
-
-
- عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ
-
كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ
-
-
- نَزَلنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لَم يُحَطَّمِ
-
فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقًا جِمامُهُ
-
-
- وَضَعنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
-
سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما
-
-
- تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ
-
فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ
-
-
- رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ
-
يَمينًا لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما
-
-
- عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ
-
تَدارَكتُما عَبسًا وَذُبيانَ بَعدَما
-
-
- تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ
-
وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعًا
-
-
- بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ
-
فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ
-
-
- بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ
-
عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها
-
-
- وَمَن يَستَبِح كَنزًا مِنَ المَجدِ يَعظُمِ
-
فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم
-
-
- مَغانِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ
-
تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت
-
-
- يُنَجِّمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ
-
يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً
-
-
- وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ
-
فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً
-
-
- وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ
-
فَلا تَكتُمُنَّ الله ما في نُفوسِكُم
-
-
- لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ الله يَعلَمِ
-
يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر
-
-
- لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ
-
وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
-
-
- وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ
-
قصيدة: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
قال الشاعر امرؤ القيس:[٢]
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
-
-
- بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
-
فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه
-
-
- لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
-
تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه
-
-
- وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
-
كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا
-
-
- لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
-
وُقوفًا بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم
-
-
- يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ
-
وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ
-
-
- فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ
-
كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَه
-
-
- وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ
-
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً
-
-
- عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
-
أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ
-
-
- وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ
-
وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي
-
-
- فَيا عَجَبًا مِن كورِها المُتَحَمَّلِ
-
فَظَلَّ العَذارى يَرتَمينَ بِلَحمِه
-
-
- وَشَحمٍ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ
-
وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ
-
-
- فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي
-
تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيطُ بِنا مَع
-
-
- عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزُلِ
-
فَقُلتُ لَها سيري وَأَرخي زِمامَهُ
-
-
- وَلا تُبعِديني مِن جَناكِ المُعَلَّلِ
-
فَمِثلُكِ حُبلى قَد طَرَقتُ وَمُرضِعٍ
-
-
- فَأَلهَيتُها عَن ذي تَمائِمَ مُحوِلِ
-
إِذا ما بَكى مِن خَلفِها اِنصَرَفَت لَهُ
-
-
- بِشِقٍّ وَتَحتي شِقُّها لَم يُحَوَّلِ
-
وَيَومًا عَلى ظَهرِ الكَثيبِ تَعَذَّرَت
-
-
- عَلَيَّ وَآلَت حَلفَةً لَم تُخَلَّلِ
-
أَفاطِمَ مَهلًا بَعضَ هَذا التَدَلُّلِ
-
-
- وَإِن كُنتِ قَد أَزمَعتِ صَرمي فَأَجمِلي
-
وَإِن تَكُ قَد ساءَتكِ مِنّي خِلقَةٌ
-
-
- فَسُلّي ثِيابي مِن ثِيابِكِ تَنسُلِ
-
أَغَرَّكِ مِنّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلي
-
-
- وَأَنَّكِ مَهما تَأمُري القَلبَ يَفعَلِ
-
وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبي
-
-
- بِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
-
وَبَيضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ خِباؤُه
-
-
- تَمَتَّعتُ مِن لَهوٍ بِها غَيرَ مُعجَلِ
-
تَجاوَزتُ أَحراسًا إِلَيها وَمَعشَر
-
-
- عَلَيَّ حِراسًا لَو يُسِرّونَ مَقتَلي
-
إِذا ما الثُرَيّا في السَماءِ تَعَرَّضَت
-
-
- تَعَرُّضَ أَثناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ
-
فَجِئتُ وَقَد نَضَّت لِنَومٍ ثِيابَه
-
-
- لَدى السِترِ إِلّا لِبسَةَ المُتَفَضِّلِ
-
فَقالَت يَمينَ الله ما لَكَ حيلَةٌ
-
-
- وَما إِن أَرى عَنكَ الغِوايَةَ تَنجَلي
-
خَرَجتُ بِها أَمشي تَجُرُّ وَراءَن
-
-
- عَلى أَثَرَينا ذَيلَ مِرطٍ مُرَحَّلِ
-
فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ وَاِنتَحى
-
-
- بِنا بَطنُ خَبثٍ ذي حِقافٍ عَقَنقَلِ
-
هَصَرتُ بِفَودي رَأسِها فَتَمايَلَت
-
-
- عَلَيَّ هَضيمَ الكَشحِ رَيّا المُخَلخَلِ
-
إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُه
-
-
- نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ
-
مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ
-
-
- تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ
-
كَبِكرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُفرَةٍ
-
-
- غَذاها نَميرُ الماءِ غَيرُ المُحَلَّلِ
-
تَصُدُّ وَتُبدي عَن أَسيلٍ وَتَتَّقي
-
-
- بِناظِرَةٍ مِن وَحشِ وَجرَةَ مُطفِلِ
-
وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِفاحِشٍ
-
-
- إِذا هِيَ نَصَّتهُ وَلا بِمُعَطَّلِ
-
وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ
-
-
- أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ
-
غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُل
-
-
- تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ
-
وَكَشحٍ لَطيفٍ كَالجَديلِ مُخَصَّرٍ
-
-
- وَساقٍ كَأُنبوبِ السَقِيِّ المُذَلَّلِ
-
وَتَعطو بِرَخصٍ غَيرِ شَثنٍ كَأَنَّهُ
-
-
- أَساريعُ ظَبيٍ أَو مَساويكُ إِسحِلِ
-
تُضيءُ الظَلامَ بِالعِشاءِ كَأَنَّه
-
-
- مَنارَةُ مَمسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ
-
وَتُضحي فَتيتُ المِسكِ فَوقَ فِراشِه
-
-
- نَؤومُ الضُحى لَم تَنتَطِق عَن تَفَضُّلِ
-
إِلى مِثلِها يَرنو الحَليمُ صَبابَةً
-
-
- إِذا ما اِسبَكَرَّت بَينَ دِرعٍ وَمِجوَلِ
-
تَسَلَّت عِماياتُ الرِجالِ عَنِ الصِب
-
-
- وَلَيسَ فُؤادي عَن هَواكِ بِمُنسَلِ
-
أَلا رُبَّ خَصمٍ فيكِ أَلوى رَدَدتَهُ
-
-
- نَصيحٍ عَلى تَعذالِهِ غَيرَ مُؤتَلِ
-
وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُ
-
-
- عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي
-
فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِ
-
-
- وَأَردَفَ أَعجازًا وَناءَ بِكَلكَلِ
-
أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي
-
-
- بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِ
-
فَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ
-
-
- بِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ
-
قصيدة: سائلوا عنّا الذي يعرفنا
قال الشاعر طرفة بن العبد:[٣]
سائِلوا عَنّا الَّذي يَعرِفُنا
-
-
- بِقُوانا يَومَ تَحلاقِ اللِمَم
-
يَومَ تُبدي البيضُ عَن أَسوقِها
-
-
- وَتَلُفُّ الخَيلُ أَعراجَ النَعَم
-
أَجدَرُ الناسِ بِرَأسٍ صِلدِمٍ
-
-
- حازِمِ الأَمرِ شُجاعٍ في الوَغَم
-
كامِلٍ يَحمِلُ آلاءَ الفَتى
-
-
- نَبِهٍ سَيِّدِ ساداتٍ خِضَم
-
خَيرُ حَيٍّ مِن مَعَدٍّ عُلِموا
-
-
- لِكَفِيٍّ وَلِجارٍ وَاِبنِ عَم
-
يَجبُرُ المَحروبَ فينا مالَهُ
-
-
- بِبِناءٍ وَسَوامٍ وَخَدَم
-
نُقُلٌ لِلشَحمِ في مَشتاتِنا
-
-
- نُحُرٌ لِلنيبِ طُرّادُ القَرَم
-
نَزَعُ الجاهِلَ في مَجلِسِنا
-
-
- فَتَرى المَجلِسَ فينا كَالحَرَم
-
وَتَفَرَّعنا مِنِ اِبنَي وائِلٍ
-
-
- هامَةَ العِزِّ وَخُرطومَ الكَرَم
-
مِن بَني بَكرٍ إِذا ما نُسِبوا
-
-
- وَبَني تَغلِبَ ضَرّابي البُهَم
-
حينَ يَحمي الناسُ نَحمي سِربَنا
-
-
- واضِحي الأَوجُهِ مَعروفي الكَرَم
-
بِحُساماتٍ تَراها رُسَّبًا
-
-
- في الضَريباتِ مُتِرّاتِ العُصُم
-
وَفُحولٍ هَيكَلاتٍ وُقُحٍ
-
-
- أَعوَجِيّاتٍ عَلى الشَأوِ أُزُم
-
وَقَنًا جُردٍ وَخَيلٍ ضُمَّرٍ
-
-
- شُزَّبٍ مِن طولِ تَعلاكِ اللُجُم
-
أَدَّتِ الصَنعَةُ في أَمتُنِها
-
-
- فَهيَ مِن تَحتُ مُشيحاتُ الحُزُم
-
تَتَّقي الأَرضَ بِرُحٍّ وُقُحٍ
-
-
- وُرُقٍ يَقعَرنَ أَنباكَ الأَكَم
-
وَتَفَرّى اللَحمُ مِن تَعدائِها
-
-
- وَالتَغالي فَهيَ قُبٌّ كَالعَجَم
-
خُلُجُ الشَدِّ مُلِحّاتٌ إِذا
-
-
- شالَتِ الأَيدي عَلَيها بِالجِذَم
-
قُدُمًا تَنضو إِلى الداعي إِذا
-
-
- خَلَّلَ الداعي بِدَعوى ثُمَّ عَم
-
بِشَبابٍ وَكُهولٍ نُهُدٍ
-
-
- كَلُيوثٍ بَينَ عِرّيسِ الأَجَم
-
نُمسِكُ الخَيلَ عَلى مَكروهِها
-
-
- حينَ لا يُمسِكُ إِلّا ذو كَرَم
-
نَذَرُ الأَبطالَ صَرعى بَينَها
-
-
- تَعكُفُ العِقبانُ فيها وَالرَخَم
-
قصيدة: أحنّ إلى ضرب السّيوف القواضب
قال الشاعر عنترة بن شداد:[٤]
أَحِنُّ إِلى ضَربِ السُيوفِ القَواضِبِ
-
-
- وَأَصبو إِلى طَعنِ الرِماحِ اللَواعِبِ
-
وَأَشتاقُ كاساتِ المَنونِ إِذا صَفَت
-
-
- وَدارَت عَلى رَأسي سِهامُ المَصائِبِ
-
وَيُطرِبُني وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالقَن
-
-
- حُداةُ المَنايا وَاِرتِعاجُ المَواكِبِ
-
وَضَربٌ وَطَعنٌ تَحتَ ظِلِّ عَجاجَةٍ
-
-
- كَجُنحِ الدُجى مِن وَقعِ أَيدي السَلاهِبِ
-
تَطيرُ رُؤوسُ القَومِ تَحتَ ظَلامِه
-
-
- وَتَنقَضُّ فيها كَالنُجومُ الثَواقِب
-
وَتَلمَعُ فيها البيضُ مِن كُلِّ جانِبٍ
-
-
- كَلَمعِ بُروقٍ في ظَلامِ الغَياهِبِ
-
لَعَمرُكَ إِنَّ المَجدَ وَالفَخرَ وَالعُل
-
-
- وَنَيلَ الأَماني وَاِرتِفاعَ المَراتِبِ
-
لِمَن يَلتَقي أَبطالَها وَسَراتَه
-
-
- بِقَلبٍ صَبورٍ عِندَ وَقعِ المَضارِبِ
-
وَيَبني بِحَدِّ السَيفِ مَجدًا مُشَيَّد
-
-
- عَلى فَلَكِ العَلياءِ فَوقَ الكَواكِبِ
-
وَمَن لَم يُرَوِّ رُمحَهُ مِن دَمِ العِد
-
-
- إِذا اِشتَبَكَت سُمرُ القَنا بِالقَواضِبِ
-
وَيُعطي القَنا الخَطِّيَّ في الحَربِ حَقَّهُ
-
-
- وَيَبري بِحَدِّ السَيفِ عُرضَ المَناكِبِ
-
يَعيشُ كَما عاشَ الذَليلُ بِغُصَّةٍ
-
-
- وَإِن ماتَ لا يُجري دُموعَ النَوادِبِ
-
فَضائِلُ عَزمٍ لا تُباعُ لِضارِعٍ
-
-
- وَأَسرارُ حَزمٍ لا تُذاعُ لِعائِبِ
-
بَرَزتُ بِها دَهرًا عَلى كُلِّ حادِثٍ
-
-
- وَلا كُحلَ إِلّا مِن غُبارِ الكَتائِبِ
-
إِذا كَذَبَ البَرقُ اللَموعُ لِشائِمٍ
-
-
- فَبَرقُ حُسامي صادِقٌ غَيرُ كاذِبِ
-
قصيدة: عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار
قال الشاعر النابغة الذبياني:[٥]
عَوجوا فَحَيّوا لِنُعمٍ دُمنَةَ الدارِ
-
-
- ماذا تُحَيّونَ مِن نُؤيٍ وَأَحجارِ
-
أَقوى وَأَقفَرَ مِن نُعمٍ وَغَيَّرَهُ
-
-
- هوجُ الرِياحِ بِهابي التُربِ مَوّارِ
-
وَقَفتُ فيها سَراةَ اليَومِ أَسأَلُها
-
-
- عَن آلِ نُعمٍ أَمونًا عَبرَ أَسفارِ
-
فَاِستَعجَمَت دارُ نُعمٍ ما تُكَلِّمُنا
-
-
- وَالدارُ لَو كَلَّمَتنا ذاتُ أَخبارِ
-
فَما وَجَدتُ بِها شَيئًا أَلوذُ بِهِ
-
-
- إِلّا الثُمامَ وَإِلّا مَوقِدَ النارِ
-
وَقَد أَراني وَنُعمًا لاهِيَينِ بِها
-
-
- وَالدَهرُ وَالعَيشُ لَم يَهمُم بِإِمرارِ
-
أَيامَ تُخبِرُني نُعمٌ وَأُخبِرُها
-
-
- ما أَكتُمُ الناسَ مِن حاجي وَأَسراري
-
لَولا حَبائِلُ مِن نُعمٍ عَلِقتُ بِها
-
-
- لَأَقصَرَ القَلبُ عَنها أَيَّ إِقصارِ
-
فَإِن أَفاقَ لَقَد طالَت عَمايَتُهُ
-
-
- وَالمَرءُ يُخلِقُ طَورًا بَعدَ أَطوارِ
-
نُبِّئتُ نُعمًا عَلى الهِجرانِ عاتِبَةً
-
-
- سَقيًا وَرَعيًا لِذاكَ العاتِبِ الزاري
-
رَأَيتُ نُعمًا وَأَصحابي عَلى عَجَلٍ
-
-
- وَالعيسُ لِلبَينِ قَد شُدَّت بِأَكوارِ
-
فَريعَ قَلبي وَكانَت نَظرَةٌ عَرَضَت
-
-
- حَينًا وَتَوفيقَ أَقدارٍ لِأَقدارِ
-
بَيضاءُ كَالشَمسِ وافَت يَومَ أَسعَدِها
-
-
- لَم تُؤذِ أَهلًا وَلَم تُفحِش عَلى جارِ
-
تَلوثُ بَعدَ اِفتِضالِ البُردِ مِئزَرَها
-
-
- لَوثًا عَلى مِثلِ دِعصِ الرَملَةِ الهاري
-
وَالطيبُ يَزدادُ طيبًا أَن يَكونَ بِها
-
-
- في جيدِ واضِحَةِ الخَدَّينِ مِعطارِ
-
تَسقي الضَجيعَ إِذا اِستَسقى بِذي أَشَرٍ
-
-
- عَذبِ المَذاقَةِ بَعدَ النَومِ مِخمارِ
-
كَأَنَّ مَشمولَةً صِرفًا بِريقَتِها
-
-
- مِن بَعدِ رَقدَتِها أَو شَهدَ مُشتارِ
-
أَقولُ وَالنَجمُ قَد مالَت أَواخِرُهُ
-
-
- إِلى المَغيبِ تَثَبَّت نَظرَةً حارِ
-
أَلَمحَةٌ مِن سَنا بَرقٍ رَأى بَصَري
-
-
- أَم وَجهُ نُعمٍ بَدا لي أَم سَنا نارِ
-
بَل وَجهُ نُعمٍ بَدا وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ
-
-
- فَلاحَ مِن بَينِ أَثوابٍ وَأَستارِ
-
إِنَّ الحُمولَ الَّتي راحَت مُهَجِّرَةً
-
-
- يَتبَعنَ كُلَّ سَفيهِ الرَأيِ مِغيارِ
-
نَواعِمٌ مِثلُ بَيضاتٍ بِمَحنِيَةٍ
-
-
- يَحفِزنَ مِنهُ ظَليمًا في نَقًا هارِ
-
إِذا تَغَنّى الحَمامُ الوُرقُ هَيَّجَني
-
-
- وَإِن تَغَرَّبتُ عَنها أُمِّ عَمّارِ
-
وَمَهمَهٍ نازِحٍ تَعوي الذِئابُ بِهِ
-
-
- نائي المِياهِ عَنِ الوُرّادِ مِقفارِ
-
جاوَزتُهُ بِعَلَنداةٍ مُناقِلَةٍ
-
-
- وَعرَ الطَريقِ عَلى الإِحزانِ مِضمارِ
-
تَجتابُ أَرضًا إِلى أَرضٍ بِذي زَجَلٍ
-
-
- ماضٍ عَلى الهَولِ هادٍ غَيرِ مِحيارِ
-
إِذا الرِكابُ وَنَت عَنها رَكائِبُها
-
-
- تَشَذَّرَت بِبَعيدِ الفَترِ خَطّارِ
-
كَأَنَّما الرَحلُ مِنها فَوقَ ذي جُدَدٍ
-
-
- ذَبَّ الرِيادِ إِلى الأَشباحِ نَظّارِ
-
مُطَرَّدٌ أُفرِدَت عَنهُ حَلائِلُهُ
-
-
- مِن وَحشِ وَجرَةَ أَو مِن وَحشِ ذي قارِ
-
مُجَرَّسٌ وَحَدٌ جَأبٌ أَطاعَ لَهُ
-
-
- نَباتُ غَيثٍ مِنَ الوَسميِّ مِبكارِ
-
سَراتُهُ ما خَلا لَبانَهُ لَهِقٌ
-
-
- وَفي القَوائِمِ مِثلُ الوَشمِ بِالقارِ
-
باتَت لَهُ لَيلَةٌ شَهباءُ تَسفَعُهُ
-
-
- بِحاصِبٍ ذاتِ إِشعانٍ وَأَمطارِ
-
وَباتَ ضَيفًا لِأَرطاةٍ وَأَلجَأَهُ
-
-
- مَعَ الظَلامِ إِلَيها وابِلٌ سارِ
-
حَتّى إِذا ما اِنجَلَت ظَلماءُ لَيلَتِهِ
-
-
- وَأَسفَرَ الصُبحُ عَنهُ أَيَّ إِسفارِ
-
أَهوى لَهُ قانِصٌ يَسعى بِأَكلُبِهِ
-
-
- عاري الأَشاجِعِ مِن قُنّاصِ أَنمارِ
-
مُحالِفُ الصَيدِ هَبّاشٌ لَهُ لَحمٌ
-
-
- ما إِن عَلَيهِ ثِيابٌ غَيرُ أَطمارِ
-
يَسعى بِغُضفٍ بَراها فَهيَ طاوِيَةٌ
-
-
- طولُ اِرتِحالٍ بِها مِنهُ وَتَسيارِ
-
حَتّى إِذا الثَورُ بَعدَ النَفرِ أَمكَنَهُ
-
-
- أَشلى وَأَرسَلَ غُضفًا كُلَّها ضارِ
-
فَكَرَّ مَحمِيَّةً مِن أَن يَفِرَّ كَما
-
-
- كَرَّ المُحامي حِفاظًا خَشيَةَ العارِ
-
فَشَكَّ بِالرَوقِ مِنهُ صَدرَ أَوَّلِها
-
-
- شَكُّ المُشاعِبِ أَعشارًا بِأَعشارِ
-
قصيدة: لله نافلة الأجل الأفضل
قال الشاعر لبيد بن ربيعة:[٦]
لِلَّهِ نافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفضَلِ
-
-
- وَلَهُ العُلى وَأَثيثُ كُلِّ مُؤَثَّلِ
-
لا يَستَطيعُ الناسُ مَحوَ كِتابِهِ
-
-
- أَنّى وَلَيسَ قَضائُهُ بِمُبَدَّلِ
-
سَوّى فَأَغلَقَ دونَ غُرَّةِ عَرشِهِ
-
-
- سَبعًا طِباقًا فَوقَ فَرعِ المَنقَلِ
-
وَالأَرضَ تَحتَهُمُ مِهادًا راسِيًا
-
-
- ثَبَتَت خَوالِقُها بِصُمِّ الجَندَلِ
-
وَالماءُ وَالنيرانُ مِن آياتِهِ
-
-
- فيهِنَّ مَوعِظَةٌ لِمَن لَم يَجهَلِ
-
بَل كُلُّ سَعيِكَ باطِلٌ إِلّا التُقى
-
-
- فَإِذا اِنقَضى شَيءٌ كَأَن لَم يُفعَلِ
-
لَو كانَ شَيءٌ خالِدًا لَتَواءَلَت
-
-
- عَصماءُ مُؤلِفَةٌ ضَواحِيَ مَأسَلِ
-
بِظُلوفِها وَرَقُ البَشامِ وَدونَها
-
-
- صَعبٌ تَزِلُّ سَراتُهُ بِالأَجدَلِ
-
أَو ذو زَوائِدَ لا يُطافُ بِأَرضِهِ
-
-
- يَغشى المُهَجهَجَ كَالذَنوبِ المُرسَلِ
-
في نابِهِ عِوَجٌ يُجاوِزُ شِدقَهُ
-
-
- وَيُخالِفُ الأَعلى وَراءَ الأَسفَلِ
-
فَأَصابَهُ رَيبُ الزَمانِ فَأَصبَحَت
-
-
- أَنيابُهُ مِثلَ الزِجاجِ النُصَّلِ
-
وَلَقَد رَأى صُبحٌ سَوادَ خَليلِهِ
-
-
- مِن بَينِ قائِمِ سَيفِهِ وَالمِحمَلِ
-
صَبَّحنَ صُبحًا حينَ حُقَّ حِذارُهُ
-
-
- فَأَصابَ صُبحًا قائِفٌ لَم يَغفَلِ
-
فَاِلتَفَّ صَفقُهُما وَصُبحٌ تَحتَهُ
-
-
- بَينَ التُرابِ وَبَينَ حِنوِ الكَلكَلِ
-
وَلَقَد جَرى لُبَدٌ فَأَدرَكَ جَريَهُ
-
-
- رَيبُ الزَمانِ وَكانَ غَيرَ مُثَقَّلِ
-
لَمّا رَأى لُبَدُ النُسورِ تَطايَرَت
-
-
- رَفَعَ القَوادِمَ كَالفَقيرِ الأَعزَلِ
-
مِن تَحتِهِ لُقمانُ يَرجو نَهضَهُ
-
-
- وَلَقَد رَأى لُقمانُ أَن لا يَأتَلي
-
غَلَبَ اللَيالي خَلفَ آلِ مُحَرِّقٍ
-
-
- وَكَما فَعَلنَ بِتُبَّعٍ وَبِهِرقَلِ
-
وَغَلَبنَ أَبرَهَةَ الَّذي أَلفَينَهُ
-
-
- قَد كانَ خَلَّدَ فَوقَ غُرفَةِ مَوكِلِ
-
وَالحارِثُ الحَرّابُ خَلّى عاقِلًا
-
-
- دارًا أَقامَ بِها وَلَم يَتَنَقَّلِ
-
تَجري خَزائِنُهُ عَلى مَن نابَهُ
-
-
- مَجرى الفُراتِ عَلى فِراضِ الجَدوَلِ
-
حَتّى تَحَمَّلَ أَهلُهُ وَقَطينُهُ
-
-
- وَأَقامَ سَيِّدُهُم وَلَم يَتَحَمَّلِ
-
وَالشاعِرونَ الناطِقونَ أَراهُمُ
-
-
- سَلَكوا سَبيلَ مُرَقِّشٍ وَمُهَلهِلِ
-
قصيدة: ألا هبّي بصحنك فاصبحينَا
قال الشاعر عمرو بن كلثوم:[٧]
أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحينا
-
-
- وَلا تُبقي خُمورَ الأَندَرينا
-
مُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيه
-
-
- إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخينا
-
تَجورُ بِذي اللُبانَةِ عَن هَواهُ
-
-
- إِذا ما ذاقَها حَتّى يَلينا
-
تَرى اللَحِزَ الشَحيحَ إِذا أُمِرَّت
-
-
- عَلَيهِ لِمالِهِ فيها مُهينا
-
صَبَنتِ الكَأسَ عَنّا أُمَّ عَمرٍو
-
-
- وَكانَ الكَأَسُ مَجراها اليَمينا
-
وَما شَرُّ الثَلاثَةِ أُمَّ عَمرٍو
-
-
- بِصاحِبِكِ الَّذي لا تَصبَحينا
-
وَكَأسٍ قَد شَرِبتُ بِبَعلَبَكٍّ
-
-
- وَأُخرى في دِمَشقَ وَقاصِرينا
-
وَإِنّا سَوفَ تُدرِكُنا المَناي
-
-
- مُقَدَّرَةً لَنا وَمُقَدَّرينا
-
قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ظَعين
-
-
- نُخَبِّركِ اليَقينا وَتُخبِرينا
-
قِفي نَسأَلكِ هَل أَحدَثتِ صَرم
-
-
- لِوَشكِ البَينِ أَم خُنتِ الأَمينا
-
بِيَومِ كَريهَةٍ ضَربًا وَطَعن
-
-
- أَقَرَّ بِهِ مَواليكِ العُيونا
-
وَإنَّ غَدًا وَإِنَّ اليَومَ رَهنٌ
-
-
- وَبَعدَ غَدٍ بِما لا تَعلَمينا
-
تُريكَ إِذا دَخَلتَ عَلى خَلاءٍ
-
-
- وَقَد أَمِنَت عُيونَ الكاشِحينا
-
ذِراعَي عَيطَلٍ أَدماءَ بِكرٍ
-
-
- هِجانِ اللَونِ لَم تَقرَأ جَنينا
-
وَثَديًا مِثلَ حُقِّ العاجِ رَخص
-
-
- حَصانًا مِن أَكُفِّ اللامِسينا
-
وَمَتنَي لَدنَةٍ سَمَقَت وَطالَت
-
-
- رَوادِفُها تَنوءُ بِما وَلينا
-
وَمَأكَمَةً يَضيقُ البابُ عَنه
-
-
- وَكَشحًا قَد جُنِنتُ بِهِ جُنونا
-
وَساريَتَي بَلَنطٍ أَو رُخامٍ
-
-
- يَرِنُّ خُشاشُ حَليِهِما رَنينا
-
فَما وَجَدَت كَوَجدي أُمُّ سَقبٍ
-
-
- أَضَلَّتهُ فَرَجَّعَتِ الحَنينا
-
وَلا شَمطاءُ لَم يَترُك شَقاه
-
-
- لَها مِن تِسعَةٍ إَلّا جَنينا
-
تَذَكَّرتُ الصِبا وَاِشتَقتُ لَمّ
-
-
- رَأَيتُ حُمولَها أُصُلًا حُدينا
-
فَأَعرَضَتِ اليَمامَةُ وَاِشمَخَرَّت
-
-
- كَأَسيافٍ بِأَيدي مُصلِتينا
-
أَبا هِندٍ فَلا تَعَجَل عَلَين
-
-
- وَأَنظِرنا نُخَبِّركَ اليَقينا
-
بِأَنّا نورِدُ الراياتِ بيض
-
-
- وَنُصدِرُهُنَّ حُمرًا قَد رَوينا
-
وَأَيّامٍ لَنا غُرٍّ طِوالٍ
-
-
- عَصَينا المَلكَ فيها أَن نَدينا
-