طرق لأداء صلاة الحاجة

صلاة الحاجة هى صلاة نؤديها عندما يكون لنا حاجة عند الله تعالى وهى تصلى من دون الفريضة

اللجوء إلى الله هو السبيل الوحيد للحصول على الراحة الداخلية للنفس، فكم من لحظات تمر علينا نشعر فيها بالعجز الكامل عن مواجهة الحياة، لدينا رغبة في أشياء كثيرة ولكن مقدرتنا تبدو معدومة على الحصول عليها.

لذلك ومن حكمة الله تعالى أنه جعل لنا وسيلة نتجه بها إليه، نتضرع ونشكو مما نعانيه، وكانت هذه الوسيلة هي الصلاة، فهي الرباط الذي يصلنا بالخالق وهو الموعد الذي وضع لكي نشكو إليه ضعفنا.

والصلاة ليس فقط الفروض الخمس المفروضة علينا، فلقد شرع الله صلاة الحاجة، وهي الصلاة التي نتضرع بها إلى الله طالبين منه تلبية حاجاتنا، من رفع الهم عن كاهلنا، وكذلك ندعوه بما نرجو تحقيقه والذي لا يملك سبيل لفعل ذلك سوى الله جلّ وعلى .. وفي هذا المقال سنقوم بتعريف صلاة الحاجة وكيفية أدائها ..

تعريف صلاة الحاجة

صلاة الحاجة في الفقه هي: صلاة يفتقر فيها العبد إلى الله قاصداً التوسعة، ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلى المشقة والحرج اللاحقة بفوت المصلحة، ويعني ذلك أن صلاة الحاجة هي صلاة يتضرع فيها العبد المؤمن إلى الله طالباً منه العون ورفع البلاء عن كاهله وتحقيق رغبة يريدها، فهي صلاة يفتقر فيها العبد إلى الله ويدعوه.

الوقت الواجب لصلاة الحاجة

صلاة الحاجة متاحة في كل الأوقات، فلقد قال الله في كتابه العزيز “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”.. فالله رب كل الأوقات.

ولكن في المذهب الحنفي وضعت أوقات محببة لصلاة الحاجة وهي الأوقات التي يستحب فيها الدعاء لأنها أوقات للاستجابة ومنها:

  • بعد صلاة العشاء، وخاصة في الثلث الأخير من الليل.
  • بين الآذان والإقامة.
  • الأيام المستحبة مثل يوم الجمعة.
  • أيام الصيام أو السفر.

وهناك أوقات غير مستحب فيها الدعاء وهي:

  • بعد صلاة الفجر: من بداية الشروق حتى ارتفاع الشمس مقدار رمحين، أي بعد الشروق بـ16 دقيقة.
  • وقت أن تصبح الشمس في منتصف السماء، وهو وقت آذان الظهر.
  • بعد صلاة العصر وقت اصفرار الشمس.

حكم صلاة الحاجة

أجمع العلماء على شرعية صلاة الحاجة، وهي لديهم جميعاً مستحبة، لكن اختلفوا في طريقتها وفي عدد ركعاتها.

  • في مذهب أبي حنيفة: تتكون صلاة الحاجة من أربع ركعات.
  • في المذهب الشافعي: تتكون صلاة الحاجة من ركعتين.
  • في المذهب الحنبلي والمالكي: تتكون صلاة الحاجة من ركعتين.
  • أما الإمام الغزالي فقد ذهب إلى أن صلاة الحاجة تتكون من 12 ركعة.

صلاة الحاجة في السنة النبوية الشريفة

وردت في السنة النبوية الشريفة الكثير من الأحاديث التي تؤيد مشروعية صلاة الحاجة، وهناك العديد من القصص التي تقول بأن إذا كان للمؤمن حاجة يريد من الله قضائها فعليه بالصلاة، ومن ضمن هذه القصص قصة الصحابي الأعمى الذي أراد من رسول الله أن يدعو الله أن يشفيه من مرضه، ووردت هذه القصة في رواية عثمان بن حنيف رضي الله عنه حيث قال “أنَّ أَعْمَى أَتَى إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أنْ يَكْشِفَ لي عن بَصَرِي، قال: أوْ أَدعُكَ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّهُ قد شَقَّ عليَّ ذَهابُ بَصَرِي، قال: فَانْطَلِقْ فَتَوَضَّأْ، ثُمَّ صَلِّ ركعتيْنِ، ثُمَّ قلْ: اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ وأَتَوَجَّهُ إليكَ بِنبيِِّي محمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ، يا محمدُ، إنِّي أَتَوَجَّهُ إلى ربِّي بِكَ أنْ يَكْشِفَ لي عن بَصَرِي، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ، وشَفِّعْنِي في نَفسي، فَرجعَ، وقد كَشَفَ له عن بَصَرِهِ”.

كيفية أداء صلاة الحاجة

اتفق جميع العلماء أن الشروط الواجبة قبل بداية صلاة الحاجة هي نفسها الشروط الواجبة قبل أي صلاة، وهي الطهارة والوضوء، لبس لباس يستر العورة، والاتجاه إلى حيث القبلة. أما الاختلاف جاء في هيئات الصلاة فمنهم من قال أنها ركعتين ومنهم من قال أنها أربع ركعات، وسنقوم بذكر كل هيئة وكيفية أداء الصلاة فيها:

الهيئة الأولى
وهي الصلاة من أجل الدعاء بكشف الغم والكرب وقضاء حاجة في نفس المؤمن، أما خطواتها كالآتي:

  • يقوم المسلم بالصلاة ركعتين.
  • بعد أداء الصلاة يقوم بالتسليم وبالثناء على الله تعالى والصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستغفار للمسلمين والمسلمات.
  • قبل أن يقوم بالدعاء بحاجته من الأفضل أن يقول “لا إله إلا الله الحليم الكريم” وذلك كما فعل رسول الله، كما ورد في الحديث الشريف الذي يرويه أنس رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (يا عليُّ! ألا أُعَلِّمُك دعاءً إذا أصابَك غمٌّ أو همٌّ تدعو بهِ ربَّك فيُستجابُ لكَ بإذنِ اللهِ ويُفرَّجُ عنكَ؟ توضَّأْ وصلِّ ركعتَينِ، واحمدِ اللهَ وأثنِ عليهِ، وصَلِّ علَى نَبِيِّك، واسْتغفِرْ لِنفسك وللمؤمنينَ والمؤمناتِ، ثمَّ قُل: (اللَّهمَّ أنت تَحكمُ بين عِبادِك فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ، لا إلهَ إلَّا اللهُ العليُّ العظيمُ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحانَ اللهِ رَبِّ السَّمواتِ السَّبعِ ورَبِّ العرشِ العظيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، اللَّهمَّ كاشِفَ الغمِّ، مُفرِّجَ الهمِّ، مُجيبَ دعوةِ المُضطَرِّينَ إذا دعَوكَ، رَحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهُما فارْحَمني في حاجَتي هذهِ بِقضائِها ونَجاحِها، رَحمةً تُغْنِينِي بِها عَن رحمةِ مَن سِواك).
  • ثم يقوم بالدعاء بالحاجة التي يريد من الله قضائها، ويقوم بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكون في نفسه إيقان بإجابة الله لحاجته.

الهيئة الثانية

  • وعدد ركعاتها 4 ركعات.
  • بعد الصلاة العشاء يتوجه العبد المؤمن بالنية لصلاة صلاة الحاجة.
  • يقوم بالصلاة أربع ركعات متصلات.
  • في الركعة الأولى وبعد الانتهاء من قراءة الفاتحة تقرأ سورة الكرسي ثلاث مرات.
  • في الركعات الثانية والثالثة والرابعة تقرأ بعد سورة الفاتحة كل من سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس.

الهيئة الثالثة

  • وفي هذه الهيئة تتكون صلاة الحاجة من 12 ركعة.
  • في كل ركعة يقرأ المسلم سورة الفاتحة ويتبعها بسورة الإخلاص وسورة الكرسي.
  • بعد الانتهاء من الصلاة يسجد ويتلو الدعاء التالي: “سُبْحَانَ الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ وَقَال بِهِ، سُبْحَانَ الَّذِي تَعَطَّفَ بِالْمَجْدِ وَتَكَرَّمَ بِهِ، سُبْحَانَ الَّذِي أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ بِعِلْمِهِ، سُبْحَانَ الَّذِي لاَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلاَّ لَهُ، سُبْحَانَ ذِي الْمَنِّ وَالْفَضْل، سُبْحَانَ ذِي الْعِزِّ وَالْكَرَمِ، سُبْحَانَ ذِي الطَّوْل، أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، وَبِاسْمِكَ الأَْعْظَمِ، وَجَدِّكَ الأَْعْلَى، وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ الْعَامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ”.
  • ثم يقوم بالدعاء بحاجته وهو على يقين من الإجابة.