تعرفي علي الشاعر الأصمعي

الشاعر الأصمعي هو شاعر عراقى قيل عنه ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي

الشاعر الأصمعيّ

هو عبد الملك بن قُريب بن أصمع، ويُكنّى بأبي سعيد، ويُطلق عليه لقب الأصمعيّ نسبةً إلى جدّه أصمع، ووُلِد في مدينة البصرة جنوب العراق في عام 741م، وانتقل بعدها إلى بغداد في فترة حكم الخليفة هارون الرشيد، ويرجع في نسبه إلى قبيلة باهلة القيسيَّة، وقد كان الأصمعيّ عالمًا بالشعر، ويتصف بالأخلاق الحميدة، فهو رجل صادق من أكرم رجال عصره، ويُشهد له بحسن سيرته، وأدبه، وتدينه، وصدق قوله، فقد شهد له الإمام الشافعيّ، فقال: “ما عبّر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي”، ولأنَّه من الرجال الثقات أوكل إليه هارون الرشيد تأديب ولديه، وتهذيبهما، وكان الأصمعيّ مُحبًّا للغة حبًّا كبيرًا، ويمتلك عددًا كبيرًا من الكتب التي تحتوي على علمه وثقافته، فلم يكتف الأصمعي بسماع العلم، وإنَّما درسه وحفظه، وكان يتحقق من قوله، فلا يقول إلّا ما يعرف، ولا يبالغ في حديثه، وعُرف عن الأصمعيّ بأنّه يحب السلف، ومعجب بآثارهم، ولقّبه الخليفة هارون الرشيد بشيطان الشعر، فقد كان يُتحف الخلفاء بشدة فطنته، وقوة حفظه، وعلمه الواسع، ويجازى على ذلك بالكثير من المكافأت، والهدايا، والعطايا، وتوفي الأصمعيّ في مدينة البصرة عام 831م عن عمر يناهز 88 عامًا.

نشأة الأصمعيّ وشعره

نشأ الأصمعي محبًّا للعلم، والتعلُّم، فقد كان كثير المعرفة مُكرّسًا وقته لدراسة علوم القرآن الكريم، والفقه، واللغة، وعلوم الحديث، والأدب، وغيرها من علوم الشريعة المختلفة، وعُرف عنه بأنَّه فطين، وسريع الحفظ، وأكثر ما كان يُميّزه هو خفة ظله، وحس الفكاهة عنده، فقد استطاع الأصمعيّ أن يجمع بين العلم، والفقه، وبين الدعابة، ولذلك كان كثير الأخبار، والنوادر، وظريفًا يحلو الحديث معه، ويستطيع بكلامه الخفيف على القلب أن يُفرح الحزين، ويتفاعل معه الرصين، وأمَّا عن علمه الواسع، فقد تعلَّم الأصمعي القرآن الكريم على يد أحد القرّاء السبعة، وهو أبو عمر بن العلاء، وكان كذلك أستاذه في علوم اللغة، وعلوم الأدب، وقد روى الأصمعيّ الشعر عن أكبر الشعراء، وساهم ذلك كثيرًا في بناء ثقافته، وتعزيز محتواها، وكان يرى أنَّ العلم يؤخذ من أفواه أصحابه، ولذلك كان كثير الترحال في البوادي بحثًا عن أخبار العرب، والعلوم المختلفة، ويوجد للأصمعيّ عدد كبير من المؤلفات، والمصنفات.

قصة صوت صفير البلبل

كان الأصمعيّ مضربًا للمثل في الفصاحة، وقوة الحفظ، ومن أشهر القصائد التي نظمها الأصمعيّ قصيدة صوت صفير البلبل التي تحدّى فيها الخليفة العباسيّ أبا جعفر المنصور، فقد كان الخليفة العباسيّ يحفظ القصيدة بعد مرة من سماعها، ويمتلك غلامًا يستطيع حفظ القصيدة بعد مرتين من سماعها، وجارية تحفظها بعد ثلاث مرات، وتحدّى الخليفة الشعراء بأن يأتوا بقصيدة جديدة، وكان كلما جاء شاعر بقصيدة جديدة إلى العباسيّ يخيب أمله بعد أن يسمعها منه، ومن غلامه، وجاريته، فعندما سمع الأصمعيّ بالقصة نظم قصيدة صوت صفير البلبل التي تعدّ من أكثر القصائد غرابة، وصعوبة، وذهب للخليفة العباسيّ وروى القصيدة على مسامعه وعجز الخليفة وغلامه وجاريته عن إعادتها، وكُشفت حيلة الخليفة العباسيّ أمام الناس.