معلومات عن الشاعر زهير بن ابي سلمى

الشاعر زهير بن ابي سلمى احد شعراء العصر الجاهلى واطلق عليه شاعر الجمال والحكمة

الشاعر زهير بن أبي سلمى

هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، شاعر من أعظم شعراء العصر الجاهليّ، وُلد في مدينة نجد عام 520م، وترعرع بين أبناء قبيلة غطفان بأطراف المدينة المنورة، وكان يُلقّب بحكيم الشعراء، فقد كان يؤمن بأنَّ كل إنسان سيحاسب على أعماله، ولذلك كانت طباعه الطيبة، وأخلاقه الكريمة واضحة وجليَّة في كل ما يتعلق به حتى أنَّها تجسّدت في شعره، وفي هذا المقال حديث عن حياة الشاعر زهير ابن أبي سلمى.

نشأة زهير بن أبي سلمى

نشأ زهير بن أبي سلمى يتيمًا، وتولّى رعايته خاله بشامة بن الغدير، فقد كان خاله موهوبًا جدًّا في نظم الشعر، وفصيحًا، وأورث حكمته، وعلمه، وموهبته، والكثير من أخلاقه الحميدة إلى زهير بن أبي سلمى، وهذا ما جعل منه حاملًا للصفات الحسنة، فقد كان رجلًا حكيمًا، ورزينًا، ولا يحب الكذب، والنفاق، ويسعى دائمًا نحو تحقيق السلام، والوقوف مع كلمة الحق، ومن الجدير بالذكر أنَّه تعلّم نظم الشعر أيضًا على يد زوج أمّه أوس بن حجر، وتزوج الشاعر زهير بن أبي سلمى مرتين، وكانت زوجته الأولى أم أوفى المرأة التي أحبها في شبابه، وانفصل عنها بسبب وفاة أبنائه منها، بينما أنجبت زوجته الثانية كبشة الغطفانيَّة ولدين هما: كعبًا، وبجيرًا، وعلى الرغم من محاولات الشاعر العودة إلى زوجته الأولى أم أوفى إلّا أنَّها لم تقبل العودة إليه.

شعر زهير بن أبي سلمى

كان زهير بن أبي سلمى واحدًا من أعظم شعراء عصره، وذكرت الكثير من المصادر التاريخيَّة أنَّه كان الشاعر المُفضّل للصحابيّ عمر بن الخطاب، وكان يُلقّبه بشاعر الشعراء، ووصف قصائده بأنَّها صادقة لا مبالغة فيها، ولا رياء، وشهد له بالحكمة، وبأنَّه لا يقول إلّا ما يعرف، وكل ما يدرجه في شعره من لفظ، أو معنى له قيمته، ومكانته، فقد كان أسلوب زهير بن أبي سلمى في الشعر رشيقًا، وعباراته بليغة، وكل الأفكار التي يُقدمها صحيحة، وسليمة، ولذلك اتصف شعره بالجماليَّة الفنيَّة، والمحتوى الإبداعيّ، وكانت أبياته الشعريَّة تتناول مواضيع ذات مضمون من واقع الحياة التي يعيشها سواءً الحياة السياسيَّة، أو الاجتماعيَّة، فكتب قصائد عن حياة الصحراء، وعن الصراعات، والحروب التي كانت في زمنه، وعُرف بأنَّه كان يكتب القصيدة، وينقحها، ويهذبها في عام، ولذلك أُطلق على شعره اسم الحوليّات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشاعر زهير بن أبي سلمى من أصحاب المعلّقات، وهي قصائد طويلة ذات صياغة قوية، ومحتوى عميق، وسُميَّت بذلك لإنّها كان تعلق بالعقل فور سماعها بالإضافة إلى تعليقها على أسوار الكعبة.

وفاة زهير بن أبي سلمى

عاش الشاعر زهير بن أبي سلمى حياة كريمة، وكان يتصف بالاحترام، وحب الآخرين، وأمضى سنوات عمره كلّها محافظًا على كرامته، واحترامه بين الناس، واختلفت الروايات في تاريخ وفاته إلّا أنَّها كانت في عام 609م على الأرجح، وقبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة واحدة، وتوفي الشاعر زهير بن أبي سلمى وهو على عتبات التسعين من عمره، فقد كان رجلًا مُعمّرًا، وحياته زاخرة بالانجازات، وتوفي تاركًا وراءه أثرًا ذا قيمة جماليَّة لا مثيل لها.