سبب سقوط الدولة الكلدانية

وهي إمبراطورية أسسها الكلدان نيبولاسار عام 627 قبل الميلاد واستمر حكمه حتى عام 539 قبل الميلاد وتم إطلاق سراحهم لأول مرة من الهيمنة الآشورية

الدولة الكلدانية هي آخر دولة وطنية كانت متواجدة في بلاد ما بين النهرين، هذه الدولة التي كانت مزدهرة جدا في عصر الملك نبوخذ نصر، حيث عمل هذا الحاكم على إعمار دولته، و لكن من تلاه من حكام تسببوا في إسقاط الدولة الكلدانية.

أسباب سقوط الدولة الكلدانية : في البداية كانت الدولة الكلدانية تحت حكم نبوخذ نصر و الذي كان له دور كبير في تطور و إعمار الدولة الكلدانية، و من بعده توالت الاحداث التي تسببت بصورة مباشرة في إسقاط الدولة و منها:

-تولى الحكم بعد نبوخذ نصر إبنه أميل مردوخ و الذي حكم فقط لمدة سنتين في الفترة من 562 و حتى الفترة 560، حيث تم قتله على يد أخيه الغير شقيق نيركال آشور أوصر، و الذي تم قتله هو الأخر بعد أن حكم لمدة أربع سنوات، و جاء من بعده إبنه لباشي مردوخ الذي لم يدم في الحكم أكثر من 9 شهور، حيث تم إبعاده عن الحكم عن طريق إنقلاب عسكري على يد إبن نبونيدوس و هو الأمير بلشزر، حيث كان هو من دبر للإنقلاب، و تم إختيار نبونيدوس ليكون ملك على بابل، و يعد هو آخر ملوك بابل، و قد كان معروف عنه كونه متحيز إلى الآشوريين.

-عندما حكم نبونيدوس إتهم سابقيه من الحكام بأنهم إبتعدو عن خطى أبائهم و هذا كان السبب في تدهور أحوال البلاد في فترة حكمهم، وإتهم أميل مردوخبأنه لم يحافظ على نجاحات أبوه نبوخذ نصر، وإتهم لباشي مردوخ بنفس الشئ وأن هذا ما تسبب في موتهم في بداية فترة حكمهم، ولكن هذا الكلام غير موثوق فيه فكل الحكام الذين سبقوه وجدو في الدين طوق النجاة لهم، بدليل أن أميل مردوخ قام بإخراخ الحاخام يهوذا من السجن ودعاه لمأدبة كبيرة، أي أن الملوك أنفسهم لم يبتعدوا عن درب سابقيهم من الحكام.

اسباب سقوط الدولة الكلدانية في ايدي الفرس :

-الكثير من الدول الخارجية كانت تدبر المؤامرات والمكائد لتهديد أمن البلاد وكانت هناك الكثير من الألاعيب سواء من الداخل أو الخارج، وكان الهدف من هذه المؤامرات إسقاط الدولة وهدمها.

-توالي الحكام وعدم ثبات الحكم والمؤامرات وإغتيال كل من يصل للحكم أثر بكل تأكيد على إستقرار الدولة.

-من بعد نبوخذ نصر لم يأتي ملك حكيم غير الملك نيركال آشور أوصر، والذي لجأ لإعمار الدولة وبالتالي أطال من عمر الدولة الكلدانية، ولكن مع الأسف لم يبقى في الحكم أكثر من أربع سنوات بسبب المؤامرات التي تسببت في مقتله، ومن بعده لم يأتي حاكم جيد.

-قام نبونيدوس آخر الملوك للدولة والذي كان معروف عنه تفضيله للآشوريين، بالقضاء على كل تراث الدولة وقد قام بتفضيل إله القمر الآشوري على آلهة الكلدان، وخاصة الإله الأكبر الخاص بهم مردوخ، وقام بإلغاء الإحتفالات الخاصة بهم وخاصة إحتفال رأس السنة البابلية أكيتو، وقد قام كذلك بإهانة الألهة الخاصة بهم، مما تسبب في إثارة الغضب والكره من قبل المواطنين وكذلك رجال الدين وبالتالي قاموا بالترحيب بسايروس الإمبراطور الفارسي، وكانو يعتبرونه المخلص لهم من الحاكم الذي أهانهم بإهانة ألهتهم.

-الضعف الشديد للحكومات التي كانت تالية للحاكم نبوخذ نصر، وكذلك قلة إنتاج المحاصيل الزراعية وإنخفاض مستوى التجارة وكذلك زيادة فرض الضرائب، كل هذه العوامل جعلت من دخول المحتل الفارسي للدولة الكلدانية أمر سهل ويسير.

-بعد سقوط الإمبراطورية الكلدانية مثل الإمبراطورية الآشورية في يد الفرس لم تعد مرة أخرى بالرغم من قيام العديد من الثورات التي التي كانت تهدف لإعادة الإمبراطورية الكلدانية لمكانتها، ولكن لم يستطيعو فعل شئ، ومن القادة الذين حاولو إحياء الإمبراطورية الكلدانية:

1- ندينتو بعل وكان هذا عام 522.

2- أراخا نبوخذ نصر الرابع عام 521.

3- بعل شماني عام 484.

4- شمس أريبا عام 484.

وبالرغم من المحاولات العديدة لم تستطع شمس الإمبراطورية الكلدانية أن تسطع مرة أخرى، وكانت مطمع للعديد من المحتلين الذين إحتلوها وسرقوا كنوزها.