تفسير من بعد ما قنطوا

رغماً عن يأسنا سيأتي الفرج و كيف لو أحسنا بربنا الظن ورحمة الله ستنتشر ولو في أحلك الظروف
يقول الله _ عز وجل _ في سورة الشورى:

(وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ )(28) الشورى.

هذه الآية واضحة في دلالتها؛ حيث يبين الله _عز وجل_ أنه ينزل الغيث عند اشتداد حاجة الناس، وعندما تبلغ بهم الشدة مبلغها، ويسيطر اليأس على القلوب؛ فتلك سنة الله _ عز وجل _ فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً.

هذا في شأن الغيث، وغيره، وهكذا الأمر في شأن الذنوب؛ حيث يبلغ اليأسُ بالعبد مبلغه عندما يتمادى فيها، وربما يوقعه الشيطان في القنوط من رحمة الله، فيرى ذلك المذنب أن لا سبيل إلى التوبة، وأنه ممن كتبت عليه الشقاوة؛ فما يلبث أن يتلاقاه الله برحمته، ويمن عليه بنفحة من نفحاته؛ فإذا السعادة تقبل عليه، وإذا أنوار الهداية تملأ ما بين جنبيه.
هذا في شأن الأفراد، وقُلْ مثل ذلك في شأن الجماعات؛ فالله _ عز وجل _ ينشر رحمته، وهو الولي الحميد.