اهم آداب الضيافة في الدين الإسلامي

إن تكريم الضيف هو من أهم الأخلاق  ومن الصفات التي حث عليها ديننا الحقيقي  وذكر العديد من الصور في القرآن الكريم والسنة النبوية النبيلة عن تكريم الضيف وآداب الضيافة  حتى التعلم منهم وتطبيقها

آداب الضيافة في القرآن
من بين الصور التي ذكرت في القرآن الكريم عن آداب الضيافة و اكرام الضيف ، ذلك الذي ذكر عن نبينا إبراهيم عليه السلام ، عندما جاءه ملائكة الرحمن و قد أكرمهم و قدم لهم اللحم المشوي ، و ذلك اعتمادا على قول الله تعالى هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) ( سورة الذاريات ) ، و بذك كان سيدنا إبراهيم أول من أكرم ضيفه حسب ما ورد في القرآن الكريم .

آداب الضيافة و السنة النبوية
– تحدث رسولنا الكريم عن إكرام الضيف و أهميته في الدين الإسلامي ، لدرجة أنه ربطه بأسمى درجات الإيمان بالله و بيومه الآخر ، و ذلك اعتمادا على الحديث الشريف عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)) .

– كما أن ديننا الإسلامي الحنيف قد حثنا على اكرام الضيف لمدة ثلاثة أيام ، على أن يكون اليوم الأول يزيد فيه البر و الإكرام ، أما عن اليومين الآخرين فيتم معاملة الضيف كما لو كان أحد أفراد المنزل دون تكليف ، و التعامل معه يكون بمنزلة الصدقة ، كلما أكرمه الشخص كلما زاد أجره و ذلك اعتمادا على الحديث الشريف عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ ) قَالَ : وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ) .

أداب الضيافة في مجملها
– من أهم الأمور الواجب الاهتمام بها عند استقبال الضيف ، أن يكون المضيف ذو سريرة منشرحة ، مبتسم الوجه ، طيب الكلام ، يريح خاطر ضيفه و يظهر سروره بمجيئه .

– لابد للمضيف أن لا يتعجل بتقديم الضايفة للضيوف و كذلك يتجنب التأخر عليهم .

– عند تقديم الطعام عليه أن يقدم أفضل ما عنده ، فضلا  عن ضرورة تقديم كميات كافية من الطعام و الشراب .

– على المضيف أن يتجنب تماما الاطلاع على الضيوف أثناء تناول الطعام و مراقبتهم ، بل عليه أن ينشغل بطعامه هو ، حتى لا يتسبب في إحرجاهم أو مضايقتهم .

– على المضيف ألا يمسك يده عن الطعام قبل أن ينتهي ضيفه ، و ذلك لأنه بذلك قد يحرجه فينتهي من الطعام ، بل عليه أن يحرك يده في الطعام و يتظاهر بتناوله حتى لا يحرج الضيف .

– عليه أن يقوم بخدمة الضيوف بنفسه كنوع من زيادة الاكرام ، كما أنه عليه ألا يقوم برفع الطعام قبل التأكد من أن الجميع قد فرغ من تناوله .

صور لاكرام الضيف في السيرة النبوية
عند قراءة السيرة النبوية يتبين أن رسولنا الكريم قد حاول أن يغرس فينا قيمة اكرام الضيف و الاهتمام به ، فكان من بين المواقف التي ذكرت في السيرة النبوية ، ذلك الموقف الذي حدث عند دخول المدينة المنورة لأول مرة ، حينما قال صلى الله عليه وسلم (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ )) .