الكثير من الرقائق الدافئة تسبب مشكلة في المعدة

اكياس الرقائق والبطاطس من الاشياء التى يحبها الاطفال لكن يحذر من استخدام الرقائق الحارة لما لها تاثير حار على المعدة

أجرت هيئة موظفي مستشفى السعادة للأطفال Le Bonheur Children’s Hospital في ممفيس بولاية تينيسي الأمريكية قبل أسابيع تجربة تذوق Taste Test غير عادية.

فقد أحضر الأطباء أنواع متعددة من أكياس الشيبس بالتوابل الحارة Spicy Snak Chips، مثل مثل الشيتو والتاكي الحارين Hot Cheetos and Takis.

وقد شارك في الاختبار كل المقيمين والطلاب، رغبة في أن يعرفوا ما يتذوقون وهم يشاهدون بعضهم في نفس المكان ويصفون إحساساتهم للآخرين.

يقول كاري كافندر Cary Cavender طبيب الأطفال المختص بأمراض الجهاز الهضمي Pediatric Gastroenterologist، أن هذا الشيبس الذي رُشّ بالمسحوق الأحمر الناري يأتي بحوالي 100 طفل كل شهر إلى العيادات المختصة يشكون من ألم معدة Stomach Pain حاد، وأحياناً من إقياء دامي أحمر Blood-Red Vomiting، وما يبدو غالباً بشكل براز غروي مخلوط بالدم Blood-Streaked Stool.

ويقول الأطباء أن اللون الأحمر يأتي غالباً من ملون الطعام الأحمر في الشيبس، لكن الآباء كثيراً ما يرتعبون منه، خصوصاً إذا لم يكونوا يعرفون ماذا كان يأكل أبناؤهم.

يحذر بعض الأطباء الآباء من أن الأطفال يتناولون أكثر مما يلزم من هذه “الوجبات” الحارة. ويقول الدكتور كافندر أن الأطباء يرغبون في فحص هذه المشكلة عند الأطفال في عمر الدراسة، مع أنه عالج طفلاً في الثانية من عمره أكل عدداً من أكياس الشيبس الحارة حصل عليها من أخيه الأكبر سناً. كما أنه قد سمع من زملائه الأطباء عن مشاكل مشابهة.

وقد أصبح الأطباء في العيادات إذا أتاهم أطفال يعانون من ألم بطن Abdominal Pain أو حرقة معدة Heartburn أو انعكاس طعام Reflux، أول ما يسألونه  هو إن كان الأطفال قد أكلوا شيبساً حاراً.

وقد شجع متحدث باسم هيئة الغذاء والدواء Food and Drug Administration (FDA) الأمريكية الجمهور على إعلام الهيئة بمثل هذه الحالات عن طريق الإنترنت.

وقد نشرت شركة تاكي Takis التي تنتج شيبساً بهذا الاسم أن منتجاتها آمنة إذا أكلت باعتدال ومن ضمن تغذية متوازنة، وأن منتجاتها تتوافق مع قوانين هيئة الغذاء والدواء، وأن جميع مكونات أغذيتها تكتب بشكل واضح على الكيس، وأن هناك حجم للوجبة يجب التحقق منع قبل تناولها.

ويبدو أن بعض جذور المشكلة تعود إلى الفقر وقلة الأغذية الصحية الطازجة. لكن الشيبس أصبح ظاهرة ثقافية تتسبب بنشرها الفيديوهات على اليوتيوب. وبحسب كافندر “هناك أطفال في أحسن مدارسنا الثانوية يأكلون كميات كبيرة من الشيبس كما يحصل في المدارس الأقل شأناً. ولدينا في ممفيس مناطق مثل صحارى غذاء، لا يأكل فيها الأطفال غير الفاكهة والخضار الطازجة التي يمكن الحصول عليها، وأقل بكثير من الأغذية التي ينبغي تحضيرها. لقد أصبح الشيبس جزءاً من نمط غذاء يتضمن أيضاً الكثير من المشروبات السكرية  Sugary Drinksوالكثير من الدهون Fat والقليل جداً من الألياف Fiber، وجميعها غير صحية”.

وتوافق طبيبة الأطفال الدكتورة مارتا ريفيرا Martha Rivera من لوس أنجلس على ذلك بالقول ” أن هذه هي أطعمة الأطفال. وحيث أعمل يأكل الأطفال الأطعمة الجاهزة”.

وتدق ريفيرا جرس الإنذار حول الشيبس الحار منذ سنوات. وقد حاولت الاختلاط بهم لمعرفة ما الذي يجعلهم يعانون من آلام المعدة الشديدة. وقد خلطت الشيبس المسحوق مع قليل من الماء وفحصت حموضة الخليط pH فوجدت أنه يساوي 3، في حين أن حموضة القناة الهضمية العادية هي 5.

وقد تقول ريفيرا “أننا بدأنا نرى أمراضاً مزمنة Chronic عند الأطفال لم نكن نراها إلا عند الراشدين. وقد رأيت عند مرضاي مرض السكري Diabetes والتهاب المعدة (ألم المعدة) Gastritis والبدانة Obesity وارتفاع ضغط الدم High Blood Pressure. وقد لوحظ أعداد متزايدة من الأطفال يأخذون أدوية توصف من الأطباء تدعى مثبطات مضخات البروتون Proton Pump Inhibitors لعلاج ألم المعدة. إن هذا محزن حقاً”.

وتضيف الكتورة ريفيرا ” أن ثلث مرضاها الذي يأتون يشكون من آلام معدة كان سبب المرض تناول الشيبس الحار. فهذا النوع من الغذاء يحصل فيه إدمان Addictive، فالأطفال قد يعجبهم الطعم فيطلبوا المزيد”.

ويدعو الباحثون في التغذية هذا النوع من الأغذية “بالأغذية اللذيذة جداً Highly Platable” لأنها تنشط مراكز السعادة في الدماغ Brain’s Pleasure Centers، وتدفع الناس لأكل ما يزيد عن اللزوم منها، حتى لو كان الشخص غير جائع.

تحوي الأونصة الواحدة (أي 28.35غ) من الشيبس 11 غراماً من الدهون. كما تحوي عياراً عالياً من الملح ومحفزات النكهة Flavor Inhacers مثل غلوتامات أحادي الصوديوم Monosodium Glutamate (MSG) الذي يمكن أن يزيد شدة الربو Asthma. كما أن هناك تابل شديد الحرارة Ultra-Hot Spice، يوصف على اللصاقة بأنه “منكهات طبيعية Natural Flavours”.

وهناك الكثير من الأكياس التي تحوي عدة حصص طعام Servings. كما أن بعض الأطفال يستطيعون عدة أكياس في المرة الواحدة قبل أن يبدؤوا الشعور بالألم.

يقول الدكتور كافندر أنه بما أن الأعصاب Nerves التي تحس بالألم في المعدة تقع على جدارها الخارجي وليس في النسيج الداخلي، وبما أن التابل سيأخذ ساعات عدة حتى ينفذ إلى الأعصاب. ومن جهة أخرى يسبب الدهن في الشيبس تباطؤاً في الهضم مما يجعل الحرقة تدوم في المعدة أكثر. وسيكون الأطفال قد تناولوا كمية أخرى من الشيبس خلال الساعات الست التي سيبدؤون بعدها بالشكوى، من دون أن يربطوا بين شكواهم وبين الشيبس الحار.