الانترنت والكمبيوتر من الاختراعات التى لها فائدة عظيمة لكن مع التعود عليها خاصتا من الاطفال يمكن هذا التعود ان يتحول الى ادمان
الأطفال والإدمان على الإنترنت أو الكومبيوتر
مقدمة :
يمثل مقدار الوقت الذي يمضيه الأطفال على الإنترنت مصدراً لإحباط وخيبة أمل كثير من الآباء . فقد رحب هؤلاء الآباء في البدء بدخول الإنترنت إلى منازلهم ، معتقدين أنهم يفتحون بذلك عالماً جديداً ومثيراً لفرص تربية أولادهم . لكن كثيراً من الآباء تبينوا في الحال أن أولادهم ، بدل أن يستخدموا الإنترنت في وظائفهم أو بحوثهم ، أصبحوا يمضون ساعات من وقتهم يتبادلون الرسائل مع أصدقائهم ، ويمارسون الألعاب والمباريات على الشبكة ، أو يتحدثون إلى غرباء في ” غرف الثرثرة Chat Rooms ” .
لقد كانت المحافظة على توازن صحي بين الإعلام الترفيهي والأنشطة الأخرى في حياة الأطفال دائماً تحدياً للآباء ، وقد جعل الإنترنت هذا التحدي أكثر صعوبة . فالطبيعة الجذابة للاتصالات عبر الإنترنت والألعاب التفاعلية تعني أن كثيراً من الأطفال والمراهقين سيكون لديهم تنظيم مختل للوقت عندما سيكونون على الشبكة العنكبوتية .
لا ينتبه الآباء والأساتذة عادة لسوء الحظ إلى وجود مشكلة إلا بعد أن تتفاقم وتصبح خطيرة . ويعود ذلك إلى أنه من السهل إخفاء ما تعمل على الشبكة العنكبوتية ، ولأن الإدمان على الإنترنت غير معترف به بشكل واسع من قبل المجتمع الطبي ، إذ لا يزال أطباء الصحة العقلية يتجادلون حول اعتبار أو عدم اعتبار هذا السلوك إدماناً ، وهناك عدد منهم يفضل اعتباره ” سلوكاً قسرياً Compulsive Behaviour ” .
يمكن للأطفال والشباب أن يصبحوا بسهولة مدمنين على أنشطة الإنترنت ، مثل الألعاب الجماعية أو متعددة الأطراف ، والمراسلات الفورية ، وصور التعري والدعارة ، وغرف الثرثرة . والأطفال الأكثر تأثراً ، وفق مصلحة الإدمان للكومبيوتر Computer-Addiction Services في مدرسة هارفارد الطبية Harvard Medical School هم الأطفال الوحيدون والضجرون أو أبناء العائلات التي لا يوجد أحد منها في البيت يمكن العودة إليه بعد العودة من المدرسة .
ينجذب الأطفال ” غير الشعبيين ” أو الذين يخجلون من نظرائهم غالباً إلى فرص استخدام هويات جديدة ومجهولة تخصهم في مجتمعات الإنترنت . ويعتبر الصبيان بشكل خاص من المستعملين بكثرة لألعاب اللعب بالدور على الإنترنت Online Role-Playing Games ، التي يتخذون فيها شخصيات جديدة ويلعبون مع لاعبين آخرين . ومع أن اللعب في هذه المباريات مع آلاف المستخدمين الآخرين يمكن أن ينظر إليه كنشاط اجتماعي ، فإن اللعب الزائد يمكن أن يزيد عزلة الطفل أو المراهق الانطوائي عن أصدقائه ونظرائه .
الأعراض النفسية للإدمان على الإنترنت والكومبيوتر :
- الإحساس بالسعادة والنشاط عند التواجد على الكومبيوتر
- عدم القدرة على إيقاف هذا النشاط ذاتياً
- الرغبة الملحة في قضاء مزيد من الوقت على الكومبيوتر
- إهمال العائلة والأصدقاء
- الشعور بالفراغ والاكتئاب والانفعال عندما لا يكون الطفل على الكومبيوتر
- الكذب على العائلة والأصدقاء فيما يتعلق بالأنشطة على الكومبيوتر
- وجود مشاكل مع المدرسة أو جهة العمل .
الأعراض الجسدية للإدمان على الإنترنت والكومبيوتر :
- متلازمة النفق الرسغي Carpal Tunnel Syndrome
- العيون الجافة العصية على الدمع
- الصداع النصفي Migraine Headaches
- ألم الظهر Backaches
- عدم الانتظام في الأكل ، كتجاوز بعض الوجبات
- إهمال الصحة الشخصية
- اضطرابات في النوم وتغير في أساليب النوم
نصائح للآباء لمنع الإدمان على الكومبيوتر والإنترنت :
إذا كان أطفالك يمضون وقتاً طويلاً جداً على الإنترنت ، فإنك تحتاج إلى إقامة توازن صحي بين استخدام الإنترنت والأنشطة الأخرى للطفل :
- استعلم عن أعراض الإدمان على الإنترنت . اسأل نفسك عن تأثير استخدام الطفل للإنترنت على أدائه المدرسي ، وصحته ، وعلاقاته مع العائلة والأصدقاء .
- إذا كان طفلك يظهر علامات قوية على إدمانه للإنترنت ، فابحث اللجوء إلى استشارة مهنية متخصصة . يمكن أن يكون الاستخدام القهري للإنترنت Compulsive Internet use دلالة على مشاكل أخرى مثل الاكتئاب والغضب والاحترام الضعيف للذات .
- تفحص عاداتك الشخصية على الإنترنت . هل لديك متاعب في السيطرة على استخدامك للإنترنت ؟ تذكر أنك تلعب دور أكثر النماذج التي يقتدي بها طفلك أهمية .
- لا تمنع استخدام الإنترنت ، فهو جزء هام من حياة الطفل الاجتماعية . وبدلاً من ذلك ضع قواعد حول المكان الذي يمكن فيه لطفلك أن يستخدم الإنترنت ، وحول ماذا يمكن أن يفعلوا فيه ، وكن ملازماً لأطفالك . يمكن أن تشمل مثل هذه القواعد :
– فترة محدودة من الزمن يومياً يمكن أن تقضى على الإنترنت
– عدم القيام بأي تصفح للإنترنت ، أو إرسال أي رسالة بالبريد الإلكتروني إلا بعد أن ينتهي الأطفال من واجباتهم المدرسية أو غير المدرسية .
- ضع كومبيوترك في مكان عام في منزلك كصالة الجلوس ، وليس في غرفة نوم الطفل .
- شجع طفلك وادعمه للاشتراك في أنشطة أخرى ، وخاصة اللهو الجسدي مع الأطفال الآخرين .
- إذا كان طفلك خجولاً أو سيء التعامل اجتماعياً مع الأطفال الآخرين ، فابحث إمكانية انتسابه إلى صف مهارات اجتماعية . شجع الأنشطة التي تجعل طفلك يجتمع مع آخرين لهم نفس الاهتمامات ، مثل صفوف الكومبيوتر أو المجموعات ذات الهوايات المشتركة .
- ابحث عن برامج تضبط وتقيد استخدام الإنترنت . ولكن رغم أن هذه الأدوات مفيدة ، فإن عليك أن تضع في اعتبارك أنه يمكن إيقاف مفعولها بسهولة بواسطة مستخدم ذكي للإنترنت . إن ىهدفك النهائي يجب أن يكون مساعدة أطفالك على تطوير انضباطهم الذاتي ، وضبط النفس وتحمل المسؤولية تجاه الإنترنت .
- إذا كان طفلك يهتم فقط باللعب على مباريات الفيديو على الإنترنت ، فجرب أن تستعمل شيئاً يربطه بواحد من مبارياته المفضلة . فمثلاً إذا كان طفلك يفضل أنواع الألعاب الخيالية بالدور ، فشجعه على قراءة كتب الخيال .