معلومات مهمة عن صلاة الضحى

صلاة الضحى هى صلاة غير مفروضة لكن لها اجر عظيم واجرها يوازى صدقة على عظام الجسم كله

من رحمة الله عز وجل على عباده هى فرض الصلاة على المسلمين لإنها تصلح القلوب وتجدد العهد بين العبد وربه، وتوجد الرحمة هنا فى توفير فرصة للعبد خلال اليوم الملىء بالمعاصي والذنوب لكى يناجي الله ويستغفره ويذكره، وقد يرى أن البعض أن قيامه بفروض الصلاة الخمسة أمر شاق عليه وإن حدث ذلك لابد من مراجعة النفس و الإكثار من عمل الطاعات حتى لا يهوى الإنسان ويستمع إلى نزغ الشيطان ويخسر آخرته وهذا ما قاله رسول الله عن الصلاة لأهميتها (العهد الذي بيننا وبينهم الصّلاة، فمن تركها فقد كفر).

الصلاة

إن الصلاة هي الجسر الذي يوصل بين الإنسان وربه، حيث إنها ليست مجرد كلام، إنما هي صلة بالله عز وجل، قلبًا وفكرًا، فبدون إحساس الصلاة لا تكون هناك صلة بالله، فهي عبارة عن مشاعر القلب متجه إلى الله سبحانه وتعالى، حيث يشعر المؤمن بوجود الله معه، أو بأنه واقف أمام الله وبين يديه سبحانه، قال تعالى ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَأنتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) صدق الله العظيم.

تعتبّر الصلاة هي الوسيلة التي يتقرب بها العبد لربه ، وهي واجب على كل المسلمين البالغين العاقلين الذكور والإناث على حد سواء، والصلاة هي أحد أركان الإسلام، ودليل ذلك من الأحاديث النبوية «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً»، في ديننا الإسلامي الصلوات خمسة وهي تعادل خمسين صلاة، وهي صلاة الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء، فرضت الصلاة على المسلمين في مكة المكرمة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وذلك خلال الاسراء والمعراج, والصلاة في الإسلام لها منزلة عظيمة عند الله تعالى, حيث إنها هي أول عبادة فرضت على المسلمين للتقرب الى الله، وهي أول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة ، والصلاة هي عمود الدين وتاركها كافر، ولا تسقط عن أي مسلم بالغ عاقل إلا النساء في وقت الحيض والنفاس.

عدد ركعات صلاة الضحى

قد ذهب الشافعيّة والحنابلة في الحديث عن عدد ركعات صلاة الضحى إلى أنَّ أقلها ركعتان وأكثرها ثماني ركعات، وما زاد عن ثمانيةٍ إن صلاها المُصلّي عامداً قاصداً بها الضُّحى لَم ينعقد ما زاد على الثمانية، أمّا إن صلاها زيادةً على الثمانية ناسياً أو مخطئاً فتُعتبر الزيادة على الثماني ركعات نافلاً مُطلقاً، أما الحنفيَّة فيرون أنَّ أكثر ركعات الضُّحى ست عشرة ركعة، ومذهب المالكية على أنَّ أكثر ركعاتها ثمانية لكن إن زاد المُصلّي ركعاتٍ على الثمانية فإنَّها على قولهم تصحُّ بلا كراهةٍ فيها, أمّا الدّليل على أنّ صلاة الضّحى تُصلّى أربع ركعات فيدلّ عليه حديث أبي الدّرداء وأبي ذر الغفاريّ عن رسول الله- عليه الصّلاة والسّلام-، عن الله عزّ وجلّ أنّه قال: (ابن آدم، اركع لي من أول النّهار أربع ركعات أكفِك آخره), وأمّا أنّها تُصلّى ثمانِ ركعات فيدلّ عليه حديث أم هانِئ -رضي الله عنها- قالت: (لما كان عام الفتح، أتت رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وهو بأعلى مكّة، قام رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام – إلى غسله، فسترت عليه فاطمة، ثم أخذ ثوبه، فالتحف به، ثم صلّى ثمان ركعات سبحة الضّحى).

حكم صلاة الضحى

صلاة الضحى هى من أعظم النوافل التى حث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام الصحابة فقد حكى أبي الدّرداء عن رضي الله عنه قوله: (أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ) وهى من السنن المؤكدة مثل سنة الفجر، المغرب وباقى الصلوات ولها أسماء عديدة مثل: صلاة الإشراق او صلاة الآوابون أى كثيرون التوبة إلى الله.

وقت صلاة الضحى

الوقت المناسب لصلاة الضحى هو بعد شروق الشمس بعشرين دقيقة أى عندما تصبح الشمس فى وسط السماء وقيل عن الطحاوى (ووقتها المُختار إذا مضى ربع النّهار) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلاة الأوّابين حين ترمض الفصال) أي حتى تشتد حرارة الرمال من الشمس هذا هو الوقت المناسب لصلاتها، ويكون عدد الركعات أما أثنين أو أربعة ركعات ويزيد حتى ست أو ثمانى ركعات، وقال أنس بن مالك (أنّ النبيّ – عليه الصّلاة والسّلام – كان يُصلّي الضّحى ستّ ركعات) وفي صحيح مسلم عن أمّ المُؤمنين عائشة – رضي الله عنها -: (أنّه – عليه الصّلاة والسّلام – كان يُصلّي الضّحى أربع ركعات ويزيد ما شاء).

يبدأ وقت صلاة الضُّحى بارتفاع الشَّمس في السَّماء مقدار رمح؛ أي ما قدره متران، ويمتدّ إلى حين دخول وقت الكراهة؛ أي قبل زوال الشمس بقليل، وقد ورد أنَّ أفضل وأحبَّ الأوقات لأدائها، حين ترتفع الشمس ويشتدُّ حرُّها، كما روى زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: (صَلاَةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ)، ترمض من الرمضاء؛ أي الرِّمال، والفصال هي صِغار الإبل التي تنوخ على الرِّمال؛ لشدَّة حرِّها وإحراقها لأخُفِّ هذه الإبل.

عن ابن عباس عن عبد الله بن الحارث بن نوفل: (أن ابن عباس كان لا يُصلّي الضّحى، قال: فأدخلته على أم هانئ فقلت: أخبري هذا بما أخبرتني به. فقالت أم هانئ: دخل عليّ رسول الله عليه الصّلاة والسّلام يوم الفتح في بيتي، فأمر بماء، فصبّ في قصعة، ثم أمر بثوب، فأخذ بيني وبينه فاغتسل، ثم رشّ ناحية البيت، فصلّى ثمان ركعات وذلك من الضحى؛ قيامهنّ وركوعهنّ وسجودهنّ وجلوسهنّ سواء، قريب بعضهنّ من بعض. فخرج ابن عباس وهو يقول: لقد قرأت ما بين اللّوحين ما عرفت صلاة الضّحى إلا الآن: (يُسبّحن بالعشيّ والإشراق)، وكنت أقول: أين صلاة الإشراق؟ ثم قال بعد: هنّ صلاة الإشراق).
وقد جاء عن أبي أمامه – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام -: (من صلّى صلاة الصّبح في مسجد جماعة يثبت فيه حتّى يُصلّي سبحة الضّحى، كان كأجر حاجّ أو مُعتمِر تامّاً حجّته وعمرته).

ثواب صلاة الضحى

قد وردت في السُّنَّة النَّبوية روايات كثيرةٌ تبيِّن فضل صلاة الضُّحى وما ثبت من الأجر في حقِّ من يؤديها، ومن فضائلها:

  • كفاية الله للمحافظين على صلاة الضحى.
  • وصف المحافظين عليها الأوابين.
  • إنّ صلاة الضُّحى تجزئ عن التسبيح والتهليل والتكبير، وتكون بمثابةِ الصدقة عن كلِّ مفصلٍ في أصابع الإنسان، كما روى أبو ذرٍّ الغفاري -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: (يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى).
  • إنَّ من أحسن الوضوء وسارَع إلى المسجد ليُصلّي الفجر، ومكث فيه حتى صلى الضُّحى، كان كمن فاز بغنيمةٍ عظيمة، كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: (بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا فَأَعْظَمُوا الْغَنِيمَةَ وَأَسْرَعُوا الْكَرَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا بَعْثَ قَوْمٍ أَسْرَعَ كَرَّةً، وَلَا أَعْظَمَ غَنِيمَةً، مِنْ هَذَا الْبَعْثِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَسْرَعَ كَرَّةً وَأَعْظَمَ غَنِيمَةً مِنْ هَذَا الْبَعْثِ؟ رَجُلٌ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ تَحَمَّلَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى فِيهِ الْغَدَاةَ، ثُمَّ عَقَّبَ بِصَلَاةِ الضُّحَى، فَقَدْ أَسْرَعَ الْكَرَّةَ، وَأَعْظَمَ الْغَنِيمَةَ).
  • إنّ من قام ولم يقصد من قيامه سوى أداء صلاة الضُّحى، كتب له كأجر من أدى عمرةً، كما في الذي رواه أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ).