ما هو سر سورة الواقعة

سورة الواقعة هى السورة السادسة والخمسون من ترتيب سور المصحف وهى من السور التى نزلت بمكة

وسورة الواقعة هي واحدة من السّور القرآنيّة التي تحمل في طيّاتها إعجاز كبيراً، ولكنّ الكثير من الخرافات بدأت تنتقل بين النّاس حول فضل هذه السّورة، والذي لم يرد في أيّ كتاب من كتب السنّة دليل عليه، حيث أنّ البعض يقول أنّها إذا قرأت قبل النّوم فهي تمنع الإنسان من الإصابة بالفقر، ولكنّ هذا اعتقاد خاطئ، ولم يرد أي حديث أو موقف من الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم – على صحّة هذا الكلام.

وتكثر الأقاويل حول هذه السّورة، خاصّةً بسبب ما ورد فيها من توعّد للمشركين، ومن أمور بخصوص النّار، والحديث عن الجنّة ونعيمها، وقد أكّد العلماء أنّ الأقاويل التي تكثر حول أنّ سورة الواقعة تمنع الفاقة كلها عبارة عن أحاديث موضوعة وغير صحيحة، كما صرّحوا بأنّه لا يجوز تناقل مثل هذه الأقاويل ونشرها بين النّاس.

وهذا الأمر باطل ولا يجوز تناقله بين النّاس أبداً، حيث أنّ القارئ لكتاب الله ينال الأجر من خلال قراءته بحصوله على الحسنات، ومحوِ سيئاته، وليس كما يتمّ تناقله بين النّاس، والأمر الوحيد الذي يمنع الفاقة هو دعاء الله عزّ وجلّ من أجل أن يتمّ ذلك، كما يجب أن يتوجّه الإنسان بالصّلاة، والصّوم، والدّعاء، من أجل جلب الرّزق، والكفّ عن الاستماع لمثل هذه الأمور.

وقد ورد في فضل سورة الواقعة أحاديث صحيحة وأحاديث ضعيفة، فأمّا الحديث الصّحيح فهو ما رواه الترمذي والحاكم، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” شيّبتني هود والواقعة والمرسلات وعمّ يتساءلون وإذا الشمس كورت “، وهذا الحديث صحّحه الألباني في صحيح الجامع، وقد قال النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – ذلك لما ورد في هذه السّور من التّخويف من عذاب الآخرة، وذكر صفات الجنّة.

وأمّا الحديث الضعيف فهو ما رواه البيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنّ النّبي – صلّى الله وسلّم – قال:” من قرأ سورة الواقعة في كلّ ليلة لم تصبه فاقة أبداً “، وهو حديث ضعيف، قال عنه المناوي في فيض القدير:” وفيه أبو شجاع، قال في الميزان: نكرة لا يعرف “. (1)

فضل سورة الواقعة

لقد روي عن مسروق بن الأجدع، وهو أحد أعلام التابعين، أنّه قال:” من سرّه أن يعلم علم الأولين والآخرين، وعلم الدّنيا والآخرة، فليقرأ سورة الواقعة “، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية، بإسناد حسن، وذكره السّيوطي في ” الدرّ المنثور ” بلفظ:” من أراد أن يعلم نبأ الأوّلين والآخرين، ونبأ الدّنيا والآخرة، ونبأ الجنّة والنّار، فليقرأ إذا وقعت الواقعة “، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.

وقال الذّهبي:” هذا قاله مسروق على المبالغة، لِعِظَم ما في السّورة من جُمَلِ أُمور الدَّارين، ومعنى قوله: فليقرأ سورة الواقعة، أي: يقرأها بتدبّر وتفكّر وحضور، ولا يكن كمثل الحمار يحمل أسفاراً “. (2)

فضائل بعض سور القرآن

إنّ لبعض السّور في القرآن الكريم فضلاً خاصّاً ذكر في الحديث الشّريف، منها الصّحيح ومنها الضّعيف، وهي على النّحو التالي: (3)

  • سورة السّجدة، فقد روى أحمد والترمذي عن جابر رضي الله عنه:” أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – كان لا ينام حتى يقرأ: الم تنزيل، وتبارك الذي بيده الملك “، صحّحه الألباني في صحيح الجامع، وهذا الفعل يدلّ على فضل هاتين السّورتين.
  • سورة الواقعة، وقد ورد في فضلها ما رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو بكر:” يا رسول الله قد شبت، قال: شيّبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشّمس كوّرت “، وصحّحه الألباني في صحيح الجامع.
  • سورة يس، وقد ورد في فضلها حديث ضعيف، رواه البيهقي عن أبي هريرة، عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” من قرأ يس مرّةً فكأنّما قرأ القرآن عشر مرّات “، ضعّفه الألباني ، وقد روى أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” من قرأ يس في كلّ ليلة غفر له “، وهو ضعيف أيضاً، ضعّفه الألباني، وورد فيها غير ذلك، وهو إمّا ضعيف أو موضوع.
  • سورة الدّخان، وكلّ ما ورد في فضلها إمّا ضعيف جداً وإمّا موضوع، مثل ما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه:” من قرأ حم الدّخان في ليلة، أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك “، قال الألباني موضوع.