طرق لتكون مرحا ومحبوبا

هناك صفات عامة يجب أن ينتبه إليها الشخص كي يكون مرحا والشخص المرح هو شخص محبوب

في القرآن الكريم آية خاطب الله تعالى بها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قال فيها: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ” آل عمران159 .

لقد لخص الله تعالى منهجًا كاملًا في التعامل مع الناس بهذه الآية، هي نقاط بسيطة جدًا تكسب بها قلوب من حولك، يبدأ ذلك بنعت الله نفسه بالرحمة، وما الرحمة إلا شعور داخلي برقة القلب ولين الجانب، فإن غلاظة القلب تُميت المشاعر كما تُميت العلاقات الاجتماعية بشكل كبير، وهذا ما أكد عليه النهج الرحماني في الآية الكريمة السابقة، بأن لو كنت فظًا لانفضوا من حولك، ثم يكون التطبيق العملي لهذه الرحمة الواقرة في القلب، وهي العفو، فإن العفو عن الناس من شأنه أن يقرب مسافات القلوب ويديم حبال الود متصلةً وقويةً.

بإمكان أي شخص أن يكون محبوبًا إن راعى بعض الأمور في التعامل مع الناس، ومن هذه الأمور:

  • لين القلب والرحمة، فإن الرحمة تعكس أمورًا تمارس في الحياة اليومية بشكل اعتيادي ستجذب انتباه الناس للشخص وتجعل منه إنسانًا محبوبًا يحترمه الناس ويقدرونه، كالابتسامة مثلًا، وهي منهج قويم حثنا عليه رسولنا الكريم، حيث ربط الابتسامة بالصدقة فقال عليه الصلاة والسلام” تبسمك في وجه أخيك صدقة”، للابتسامة أثر سحري على الناس سيشعر به كل من يجربه.
  • يحتاج بعض الأشخاص لشعورهم بالاهتمام، وتحديدًا إن كانوا ممن يعانون من ظروف أسرية سيئة، أو مشاكل نفسية أو غيرها مما يجعل القلب مثقلًا بالهموم والاضطراب، فلو أراد المرء كسب قلوب من حوله عليه أن يظهر اهتمامه بهم، أن يسأل عن مشاكلهم ويساعدهم في حلها، سيجعل هذا منه شخصًا محبوبًا ومرغوبًا بلا شك، على ألا يتعدى هذا مساحته الشخصية، وبشرط ألا يضغط على أعصابه ونفسيته، لأن هذا سيجعله ينضب بسرعة بلا شك.
  • من أهم ما يجعل الشخص محبوبًا أيضًا حسن استماعه للجميع، فإن المستمع اللبق الذي يصغي بكل ما فيه بجد مع المتكلم سيشعره بأنه مهتم وسيريحه بلا شك، فلن يتردد مرةً أخرى بأن يتكلم مع الشخص ذاته لينصحه ويستشيره في كل أموره.
  • تقديم النصح بلباقة، فمن الناس من يقدم النصيحة بطريقة منفرة، مما يجعلها بلا أي فائدة، ولا يحققون بذلك إلا نفور الآخرين وهروبهم منهم، فمثلًا، تقديم النصيحة أمام الناس أمر سيء للغاية، ذلك أن البعض يعتبرها إهانة، وهي غالبًا ما تكون مزعجةً للطرف الآخر.
  • الانتقاد البناء اللبق، ليس من الطبيعي أبدًا أن يقدم الانتقاد بطريقة تعكس نفورًا لدى الناس، على الانتقاد أن يكون في محله، وأن يُقدم بشكل لطيف وبكلمات غير محرجة ولا خادشة.
  • الصدق في الحديث، فإن الناس لا تثق بالشخص الكاذب، وإن ظن أنه يستطيع خداعهم بكذبه سيكون بلا شك غبيًا جدًا، فإنه من الصعب استمرار الكذب على الناس إلى ما لا نهاية، مما سيسبب نفور وبعد الناس عنه.
  • المبادرة في الاعتذار عند الخطأ، فالاعتذار ليس ضعفًا، وإنما نقطة قوة إن كانت في مكانها، سيجعل الاعتذار من الشخص إنسانًا متواضعًا ومحبوبًا.
  • تقبل آراء الآخرين بكل صدر رحب، والتعامل مع المواقف بلباقة، فإن الغضب بهذه المواقف سيجعل من المرء بعيون الناس إنسانًا متغطرسًا يرى أنه الوحيد المصيب، وأن الناس كلهم مخطئون.
  • لا يجعل الشخص من نفسه مقياسًا لمعايير الصواب، وأن لا يظن أنه محور التقاء الكون. ببساطة على المرء منا أن يكون كما يُفترض أن يكون: كيّسًا فَطِنًا.