طرق قضاء صلاح الدين على الفاطميين

أول شيء يلفت الانتباه هنا هو دعوة الخليفة الشيعي الفاطمي في مصر للحاكم السني في بلاد الشام نور الدين زنكي  الذي فتح الباب لصلاح الدين ليأتي إلى مصر

كانت مصر مقر للدولة الفاطمية قبل قدوم صلاح الدين إليها ، و كان الفاطميون في أكثر مراحل الضعف و التدهور حينها ، فلم يكن للخليفة الفاطمي في ذلك الوقت أي نفوذ على وزرائه ، حتى وصل الحال إلى أن مشاركة الخليفة الفاطمي في مؤامرات ضد وزرائه للتخلص منهم . زاد الحال سوءا عندما صار الجميع يتآمرين على بعضهم . و لم يخجلوا من الاستعانة بالصليبيين ضد بعضهم . مما حرك أطماع الصليبيين في الاستيلاء على مصر .

و في الوقت نفسه ، كان يرغب نور الدين محمود في تحويل مصر إلى المذهب السني ، و ضم مصر إلى الشام في جبهة واحدة ضد الصليبيين . فقام نور الدين محمود زنكي بإرسال حملة عسكرية يقودها أسد الدين شيركوه إلى مصر على رأس الجيش ، و يده اليمنى ابن أخيه صلاح الدين الايوبي معه . و كانت الحملة لدعم الوزير الفاطمي شاور الذي استعان بنور الدين محمود في إعادة منصبه ، مقابل الإعتراف بسيادته و تنفيذ أوامره و دفع ثلث خراج مصر له ، و إقامة عدد من أمراء الشام معه في مصر .

دخول صلاح الدين الايوبي مصر
و بالفعل انتصر جيش شيركوه على جيش ضرغام ، و قتل ضرغام . و لكن فاجأه شاور حيث رفض الاعتراف بولائه لنور الدين محمود ، و طلب منه العودة إلى الشام كما توقع نور الدين .

و لم يتمكن أسد الدين شيركوه و صلاح الدين الأيوبي من السيطرة على مصر إلا بعد ثلاثة حملات عسكرية ، بذل فيهم نور الدين محمود قصارى جهده لتوفير الجنود و السلاح و المال . و ظلوا خمس سنوات في متاعب و صعوبات حتى تمكنو من دخول القاهرة ، و قتل شاور لخيانته المتكررة و تآمره مع الصليبيين .

سقوط الفاطميين
و تم تعيين أسد الدين شيركوه حينها وزيرا لمصر ، و لكنه توفي بعدها بشهرين ، ثم تولى صلاح الدين وزارة مصر بعد عمه في جماد الآخر سنة 564 هجريا ، و كان عمره حينها لا يزيد عن 32 عاما . قام صلاح الدين حينها بالتخطيط لإتمام سقوط الدولة الفاطمية التي استمرت 200 عاما في مصر ، فبعد أن سيطر على عسكريا على البلاد و قام باستبعاد الجند الموالين للفاطميين و تشكيل جيشه ، قرر أن يسلك الإنتصار سبيا آخر حيث رأى أن الفكر و العقيدة لا بد أن تلعب دورا في إسقاطها ، فقام بالآتي :

– تحطيم فكرة القداسة الإمام الموجودة لدى الشيعة .
– التقليل من مكانة قصر الخلافة الفاطمي .
– حصر مهمة القضاء على أهل السنة فقط .
– استبعاد جميع الطقوس و البدع الشيعية ، مثل منع عبارة أشهد أن عليا ولي الله من الآذان .
– أمر الخطباء بالتحدث عن الخلفاء الراشدين و الصحابة .
– بناء المدارس المخصصة لنشر علوم أهل السنة .
– إطلاق حرية التجارة ، و منع الضرائب ، و حسين الأوضاع الاقتصادية .
– منع الدعاء في الجمعة للخليفة الفاطمي العاضد ، و الدعاء للخليفة العباسي .