شكل العلاقات بين المسلمين و المسيحيين بعد فتح الأندلس

كانت من أشهر الممالك التي عرفها المسلمون بمملكة الأندلس  أو ما يسمى شبه الجزيرة الأيبيرية  وقد عرفت هذه المملكة تداخلات وعلاقات بين الإسلام والمسيحية

كانت من بين أشهر الممالك ، التي عرفها المسلمين مملكة الاندلس ، أو ما تعرف بشبه جزيرة ايبريا ، و قد شهدت هذه المملكة تداخلات و علاقات ، بين الإسلام و المسيحية .

مقدمة عن العلاقات المسيحية الإسلامية في الأندلس
– يذكر أن الأندلس لم تكن دولة حرب ، أو أنها كانت لها عداءات مع غيرها ، حتى أنها تميزت بالاستقرار الطويل ، و قد دان أهلها بالمسيحية تلك الروح المتسامحة ، التي عرفت عن المسيحيين .

– لم تكن العلاقات بين المسيحيين و المسلمين ، في ذاك الوقت تعاني من اضطرابات خارجية ، فقد كان هناك علاقات جيدة بينهم ، و من أهمها العلاقات الاقتصادية التجارية و غيرها .

– في بداية القرن الأول من الفتح الإسلامي ، كان القوط يدينون بالمسيحية ، و كانوا يتمتعوا بنظام مالي جيد ، كانت أديرتهم و كنائسهم مزدهرة ، و كانوا يعيشون في هذا الوقت ، تحت إشراف الدولة الأموية .

– على الرغم من أن هذه العلاقات ، اتسمت بالهدوء و الاستقرار إلا أن بقاء الحال كان من المحال ، فقد وجد من بينهم من يسعون دائما ، إلى الهجوم على أصحاب الدولة ، و اتسمت طريقتهم بالتهجم علنا .

– اتسمت طريقة الحكم في الأندلس ، في الاعتماد على قساوسة الاندلس في الحكم ، و قد اجادوا اللغة العربية و لكن بعض العناصر ، الغير سوية حاولت إثارة الفتن .

– تم إقامة عدد من السفارات بين كافة البلدان الاندلسية ، و بين الاندلس و كافة البلدان من خارجها .

النشاط الإسلامي في الاندلس
– لم يحاول المسلمين مطلقا فرض تفاصيل دينهم ، أو حضارتهم على الأندلس ، و لكن تسربت الروح الإسلامية و اللغة و الديانة شيئا فشيئا ، بداخل نفوس المسيحيين القاطنين هناك ، فقد تعلموا من العرب الفلسفة و الدين و الأدب ، و تم ترجمة الانجيل  إلى اللغة العربية .

– لم يكن هناك اتساعا أو فجوة بين الإسلام و المسيحية ، في تلك العصور الأولى ، فقد قامت بينهم العديد من العلاقات الزوجية و الإنسانية ، و من أشهر هذه العلاقات زواج ابن القائد موسى بن نصير ، من أرملة آخر ملوك القوط .

– كان من أشهر العصور التي تميزت بكثرة السفارات ، حكم الخليفة المستنصر بالله ، و قد كان هذا الحكم أيضا يتسم بالفن ، و العمارة و الزخرفة فقد بنيت فيه ، أجمل المباني المعمارية في الاندلس .

النورمانديون في الاندلس
لم تستمر هذه الروح الهادئة ، و لكن عكر صفوها هجوم النورمانديون المتكرر ، على سواحل شبه الجزيرة الايبيرية ، فقد قاموا بالعديد من الغارات المفاجئة هناك ، مما جعل قوة المسلمين في السيطرة على هذه المدينة ، تبدأ في الوهن حتى تمكن الخليفة الفاطمي ، من بناء اسطول قوي لمواجهتهم .

– ثم تبعهم الفايكنج و الذين حاولا أن ينضموا إلى النورمان ، في محاولة الهجوم على الاندلس ، و قد اعتمدوا في هجومهم على اختيار أحد الأوقات الذي اتسم بالفتن الداخلية و الفتوحات الخارجية ، و لكنهم لم يتمكنوا من الصمود أمام المسلمين ، و أدركوا أن قوة المسلمين لا يستهان بها ، و بعدها قامت العديد من العلاقات بينهم ، و كان من أهمها العلاقات التجارية .

– وجدت العديد من الوثائق التاريخية ، التي تذكر العديد من السفارات المسلمة هناك ، بالإضافة إلى الروح الجيدة التي تعامل بها المسيحيين و المسلمين .

الاصلاحات الإسلامية في الاندلس
– القضاء على الاسترقاق الزراعي و ترسيخ أنظمة الحرية .
– تمكن المسلمين من إقامة علاقات اقتصادية و اجتماعية ، قوية لاسبانيا الإسلامية تلك الأنظمة ، التي كانت أساسا لها لفترة طويلة .

– الثقافة الإسلامية خلفت تراثا حضاريا لا يستهان به ، كان أساسا لمرحلة التنوير التي عرفتها أوروبا فيما بعد .