تعرف على نظرية التون مايو للإدارة

وهو مؤسس مدرسة العلاقات الإنسانية في الإدارة التي كانت رد فعل على إهمال الجوانب النفسية والاجتماعية للعمال من قبل ولهذا السبب ركزت هذه المدرسة على رعاية الإنسان كإنسان من خلال اتصاله وتفاعله مع المجموعة

نظرية التون مايو للإدارة هي عبارة عن نظرية توضح كيفية جعل فرق العمل أكثر إنتاجية عن طريق الاعتماد على بناء العلاقات الإنسانية ، وتوصل مايو إلى معظم نظرياته الإدارية عن طريق ملاحظة التغير في مستوى إنتاج الموظفين بتغير الظروف البيئية المحيطة وقد أطلق على تجارب ماي اسم تجربة هوثورن ، وإليك كل ما يجب معرفته حول نظرية التون مايو للإدارة .

مدرسة العلاقات الانسانية في علم الادارة

يصنف العديد من الأشخاص نظرية التون مايو للإدارة على أنها مدرسة العلاقات الانسانية في علم الادارة ، لأنها تهتم بالعلاقات الانسانية التي تنشأ خلال العمل ، وتوصل مايو إلى نتائجه حول مصدر دوافع الموظف عن طريق القيام بعدد من التجارب المميزة . [1]

وببساطة شديدة ، تتمثل نظرية التون مايو في أن الموظفين لديهم دوافع كبيرة تتعلق بالعلاقات خلال العمل مثل الصداقة والاهتمام ، وهي تتفوق على المكافآت المالية ، أو الظروف البيئية المحيطة بالعمل مثل الإضاءة على سبيل المثال . [1]

فرضيات التون مايو

وللوصول إلى نظريته ، وضع مايو 4 فرضيات تبحث احتمالات تحقيق فريق من الأشخاص للنجاح ، واعتمدت الفرضيات على 4 مجموعات تم اختيارهم من عمال شركة ويسترن إليكتريك ، وتقسيمهم كالتالي :

المجموعة الأولى : هي مجموعة تعتمد على معايير منخفضة ، ويكون هناك تماسك منخفض بين أعضائها ، ولا تمتلك المجموعة تأثيرًا بسبب عدم وجود تحفيز بين أعضاء الفريق يساعد على التفوق والتميز . [1]

المجموعة الثانية : وهي مجموعة تنطوي على معايير منخفضة ، ويكون هناك تماسك منخفض بين أعضائها لكنه سلبي ، حيث أن الأعضاء داخل المجموعة لديهم سلوكيات سلبية يتناقلونها . [1]

المجموعة الثالثة : وهي مجموعة تنطوي على معايير عالية ، ويكون هناك تماسك منخفض بين أعضائها لكنه إيجابي ولكن بقدر قليل ، حيث أن الأعضاء يحققون إنجازات فردية . [1]

المجموعة الرابعة : وهي مجموعة تنطوي على معايير عالية ، ويكون هناك تماسك قوي بين أعضائها ولها تأثير إيجابي ، حيث أن الأعضاء داخل المجموعة يحفزون بعضهم للوصول إلى النجاح والأهداف المطلوبة . [1]

تحديد اسهامات مدرسة العلاقات الانسانية

هل حاولت قبل اليوم تحفيز فريق العمل ليكون أكثر إنتاجية ؟ ، هناك العديد من الأساليب والآليات التي يمكنك من خلالها تحفيز الفريق على العمل ، ولكن قد يظل كل شئ في محله ، ولا تستطيع أن تحقق نتائج إيجابية ملموسة رغم وجود العديد من المحفزات . [2]

تساهم مدرسة العلاقات الإنسانية في مد قائد الفريق بمجموعة من الأدوات والخطوات التي خلصت إليها الأبحاث والدراسات ، والتي بدورها ترفع من كفاءة وإنتاجية العمل . [2]

وفي الفترة التي سبقت التون مايو كانت نظرية التحفيز السائدة هي نظرية  فريدريك تايلور ، والتي تعتمد على الحافز المادي لزيادة إنتاجية الموظف ، وكان يتم النظر إلى العامل على أنه كسول ، ومثله مثل أي آلة يتم توظيفها للقيام بعمل محدد . [2]

ولكن مايو نظر إلى الأمر بطريقة مختلفة ، حيث أن النظريات السابقة عليه لم تأخذ في الاعتبار الاحتياجات البشرية خلال عملية الإدارة ، بينما نظرية مايو تسلط الضوء على الاهتمام الذي يجب أن يظهره المدير تجاه الموظف ، لأن العلاقات الاجتماعية يمكنها أن تؤثر على الأداء العملي بشكل كبير . [2]

استطاع مايو أن يهدم الاعتقاد السائد بأن الموظف ليس إلا آلة ، وأنه يجب الاهتمام ببيئة العمل وطريقة معاملة الموظف ، لأن العمل ما هو إلا نشاط جماعي ، ويحتاج الموظف دائمًا إلى الشعور بالتقدير والاحترام والانتماء إلى المؤسسة . [2]

ومن أهم الأشياء التي توصل إليها مايو ، أن مراقبة الموظفين تحد تغييرات في سلوكهم ، فعلى سبيل المثال إذا كان المدير شخصًا عزيزًا عليك ويراقبك أثناء العمل فقد تغير الطريقة التي تعمل بها ، وتنطلق نحو تحقيق أداء أقوى وأفضل . [2]

وباختصار تقوم مدرسة العلاقات الإنسانية على ركيزة أساسية ، وهي تلخص في أن معاملة الموظف بطريقة إيجابية وجيدة ، يجعل من شخصًا أفضل مما كان عليه ، وهو ما يزيد من كفاءة وإنتاجية المؤسسة ، ويدفعها إلى المراكز المتقدمة . [2]

إذا ماذا يجب أن تفعل وفقًا لنظرية مايو كي تزيد من إنتاجية فريق العمل ؟ ، الإجابة تكمن في النقاط الأساسية التالية :

التواصل مع الفريق

يجب أن يكون هناك تواصل قوي بينك وبين أعضاء الفريق الذي تتولى إدارته ، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الإدلاء بردود فعلك حول العمل بانتظام ، لكي يشعر الموظفين بأنك تهتم بمتابعة الأعمال ، مع تدوين ملاحظات الموظفين واقتراحاتهم والبدء في بحثها للاستفادة منها في تطوير العمل . [2]

العمل الجماعي

يجب أن يعمل أفراد الفريق بروح جماعية ، وليس كل منهم يشق طريقه الخاص نحو تحقيق إنجازات فردية ، وهنا يمكنك تقسيم فريقك إلى مجموعات صغيرة ، بدلًا من مجموعة واحدة ضخمة ، مع مراعاة ألا تكون هناك أعمالًا فردية ، وعلى سبيل المثال ، عندما تمنح مكافأة لأحد الموظفين لا تركز على ما تحقق ، بل ما شارك فيه جميع أفراد الفريق من عمل جماعي ساهم في الوصول إلى الأهداف المطلوبة . [2]

الاهتمام بالموظف

حاول أن تظهر قدر من الاهتمام بحياة كل موظف لديك ، على سبيل المثال يمكنك التحدث مع الموظف حول ما يمر به من أحداث في الفترة الأخيرة ، أو كيف قضى عطلته الأسبوعية الماضية ، ولكن يجب تحقيق قدر من التوازن حتى تستطيع الحفاظ على استقلالية الموظف وتدعمه دون التدخل بشكل كبير في حياته الخاصة ، كل ما عليك هو أن تشعره بأنك تهتم به ، وسوف تلاحظ وجود علاقة إيجابية بين زيادة مستوى الاهتمام وزيادة شعور الموظفين بالرضا ، وبالتالي زيادة الإنتاجية بشكل كبير .  [2]

وتتمثل الانتقادات الموجهة لنظرية التون مايو في أن بنود وفرضيات النظرية يمكن التلاعب بها ، بحيث تتظاهر بعض الشركات والمؤسسات بأنها تهتم بالموظف وبيئة العمل وتحقيق الرضا الوظيفي ، لكنهم في الحقيقة يهتمون بزيادة كفاءة الموظفين وإنتاجيتهم فقط . [2]