أنواع نظرية العزو السببي

نظرية العزو السببي من النظريات التي قام بوضعها ودراستها علم النفس والتي تشرح سمات الانسان

كيف نشأت نظرية العزو السببي

يوجد بعض العلماء الذين ساهموا في نشأة نظرية العزو السببي ، وهؤلاء العلماء هم :[2]

وضع العالم هايدر Heider عام 1958 أساس نظرية العزو السببي، فهو أول من أقترح فكرة وجود نظرية تفسر الجوانب النفسية والداخلية للإنسان.لثاني

وبعدها قرر العالم وينر Weiner وبعض العلماء تطوير نظرية العزو السببي، إذ كان التطوير يفترض أن الإنسان يحاول تفسير الأسباب الخفية لأفعال الآخرين، إذ يقول أن تفسير الجانب النفسي للأخر يتطلب القيام بثلاث خطوات

  1. الأولى أن يلاحظ بدقة سلوك الإنسان.
  2. والثانية أن يتأكد أن سلوك الإنسان سلوك طبيعي ناتج عن شخصيته أو فعله عن قصد.
  3. وأما الخطوة الثالثة  التنبؤ بسلوك الأخر من خلال أمرين هما أن يكون السلوك ناتج عن الموقف أو مبني عن شخصية الإنسان.

مثال للتوضيح إذا انفعل شخص ما قد يكون انفعاله مبني على موقف تعرض إليه أجبره على الانفعال، وقد يكون الانفعال مبني على شخصية الإنسان في حالة عدم وجود سبب يستدعي سلوك الانفعال.

  • وبعدها طور العالم كيلي نظرية العزو السببي، إذ أبتكر نموذج يهدف إلى تطبيق النظرية، إذ سمي النموذج باسم”التباين”، حيث يقول النموذج أن الشخص يفسر سلوك الآخر من خلال بعض المعلومات التي حصل عليها من ملاحظة سلوكيات وانفعالات الشخص في وقت معين وموقف معين، الأمر الذي يساعده على معرفة أسباب السلوك، حيث يفترض العالم كيلي أن الإنسان حين يفسر السلوك الآخر يكون مثل الطبيب النفسي الذي يحاول فهم الآخر من خلال ردود أفعاله وتصرفاته. [3]

ثم وضع العالم كيلي ثلاث عوامل تساعد الإنسان على تفسير سلوك الأخر :

  1. الأول هل رد فعل الشخص مطابق لردود أفعاله تجاه مواقف أخرى مشابهة.
  2. الثاني هل يراعي في تصرفاته مكان الموقف بمعنى قد يتعرض لموقف واحد يكون رد الفعل مختلف في المنزل عن رد فعله في مكان عام.

أنواع نظرية العزو السببي

وضع العلماء أنواع لنظرية العزو السببي تساهم في فهم السلوك، حيث تتمثل أنواع النظرية فيما يلي:[4]

  • نظرية الإسناد بين الأشخاص: تقوم هذه النظرية على صورة الشخص تجاه المجتمع، على سبيل المثال إذ طلب من شخص سرد قصة لمجموعة من أصدقائه، فأن في طريقته لسرد القصة يستطيع أن يظهر أمام الأصدقاء في أفضل صورة.
  • نظرية الإسناد التنبئي: تقوم هذه النظرية على تنبؤ الشخص لأسباب مشكلة ما أو رد فعل شخص تجاه موقف ما، الأمر الذي يساعده على تفادي حدوث المشكلة مرة أخرى، أو معرفة رد فعل الإنسان عند تعرضه مرة أخرى لهذا الموقف أو موقف مشابه له.
  • نظرية الإسناد التوضيحي: يقوم النظرية على السمات الشخصية للإنسان، فبعض الأشخاص يتميزون بالتفاؤل، والبعض الآخر يروا الأشياء بنظرة سلبية تشاؤمية، حيث تسعى هذه النظرية إلى فهم شخصية الإنسان، كما أن التعرف على تفكير الآخر يجعلنا نتعرف على رد فعله تجاه مشكلة ما الذي يمكن أن نواجهها سواء بالإيجاب أو السلب، كما نتعر ف على جهود الإنسان لحل المشكلة ، فهناك أشخاص قادرون على حل المشكلات، وآخرون لا يستطيعون حل المشكلات

أهمية نظرية العزو السببي

تتمثل أهمية نظرية العزو السببي فيما يلي: [1]
  • تساعد الإنسان على معرفة رد الفعل الأول للإنسان عند التعرض للمشكلة.
  • تساهم في التعرف على مهارات الإنسان في حل المشكلات وكيفية مواجهتها.
  • تساعد الإنسان على معرفة سلوكيات الآخرين ، إذ أن عند معرفة الإنسان مشكلة ما يقوم باستيعاب المشكلة ثم استخدام مهاراته العقلية لحلها، وبعدها يصل الإنسان إلى حل للمشكلة، وبالتالي نتعرف على طريقة تفكير الآخر في مواجهة الأزمات.
  • مثال للتوضيح أحياناً يواجه الإنسان مشكلة بنظرة سلبية تجعله يتوقع أن هذه المشكلة كبيرة وأنه عاجز عن إيجاد حل لها، حيث أن نظرية العزو السببي تفسر هذا، إذ تقول أن شعور الإنسان بالعجز تجاه حل مشكلة ما يؤثر على حالته النفسية، حيث يشعر بالعجز والضعف والسلبية، كما يقلل من أحترامه وتقديره لنفسه ، وأيضاً يقلل من ثقته بنفسه، وفي المقابل، تجد أن شخص ما ينظر إلى مشكلة تعرض لها بأنها مشكلة صعبة لكن تفكيره العقلي وقدراته الذهنية كافية لحل هذه المشكلة، الأمر الذي يدفعه إلى حل المشكلة، وبالتالي تزيد ثقته بنفسه واحترامه لذاته، بالإضافة إلى ذلك يقوم شخص آخر تعرض لنفس المشكلة إلى محاولة حلها لكنه عندما يتدخل لحلها تسوء المشكلة ويزداد حجمها، فهذا يجعله يفسر فشله لعدم حل المشكلة بأنه شخص غبي.
  • قام العالم بومغاردنر وهيبنر وأركين عام  1986 بدراسة حول تفسير سلوك الإنسان في حل المشكلة وفقاً لنظرية العزو السبي، إذ توصل إلى نتيجة وهي أن نظرة الإنسان لنفسه تنعكس على رد فعله لمواجهة مشكلة ما، فالإنسان الذي ينظر لنفسه بأن قادر على حل المشكلة  يستطيع التغلب عليها ، كما يري أن قدراته الذهنية والعقلية تجعل أي مشكله تحت سيطرته، والعكس صحيح.
  • تساعد النظرية الإنسان على إرضاء حب الفضول عنده ،فعندما ينفصل زوجان من الأقارب، يشعر الإنسان بحب الاستطلاع لمعرفة سبب الانفصال وهل السبب في ذلك يرجع إلى الزوج أم الزوجة.