تعرف على قصة مجزرة جونستاون في غويانا

غويانا هى احدى جمهوريات امريكا الجنوبية التى قامت فيها مجزرة جونستاون  اكبر حادث انتحارى

جيم جونز مؤسس كنيسة الشعب

كان جيم جونز Jim Jones رجلًا أمريكيًا غارقًا في الأحلام والأوهام  ؛ حيث أنه كان مؤمنًا بمبادئ الشيوعية وأفكارها ، وهو ما دفعه لتأسيس طائفة دينية تجمع جميع الطوائف بلا تفرقة ، وقد أطلق عليها اسم “كنيسة الشعب”  عام 1956م ، وقد نجح جونز في الترويج لأفكاره وسط بعض الجماعات المسيحية من السود والبيض ، وقد نالت أفكاره قبولًا على نطاق واسع وخاصةً وسط جماعة مسيحية من السود والتي عُرفت باسم الخمسينية ؛ حيث أن دعوته كانت ضد العنصرية والتفرقة التي كانت موجودة بشدة داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، وبدأ جونز كأنه حمامة السلام والأمل حيث بدأ بمساعدة الفقراء والترويج للمحبة والاندماج بين الجميع ، ولكنه سرعان ما تحول إلى طاغية يطالب بالامتثال لكافة أوامره.

ذهب جونز مع أتباعه الأوائل إلى شمال كاليفورنيا ، وقام بتأسيس مقر رسمي لجماعته بعد أن تزايدت في سان فرانسيسكو ، وقد بدا جونز رجلًا تقيًا إلا أن هذه الشخصية كان يتوارى خلفها ملامح أخرى لرجل مضطرب نفسيًا ؛ حيث كان يرى نفسه أنه المسيح في بعض الأحيان ، وتارةً أخرى كان يرى أنه إله في صورة بشر ، وكان أتباعه يؤمنون بأفكاره المسمومة لأنهم اعتقدوا أنه المنقذ الوحيد لهم من أي كوارث قد تحدث ، ولإيمانهم به صدقوا مزاعمه عن اضطهاد الأعداء من الشرطة والحكومة ، وهو ما جعلهم ينتقلون معه إلى أمريكا الجنوبية وبالتحديد داخل غابة معزولة بشمال دولة غويانا Guyana ، وهناك أسسوا مستوطنة أطلقوا عليها اسم مدينة جونز أو جونستاون Jonestown .

مجزرة جونستاون

أصبحت مدينة جونستاون أشبه بسجن ضيق يعج بالناس ؛ حيث أن بيوت الإيواء كانت ضيقة ، ولذلك كان ينام العشرات في أماكن غير آدمية ، وتم الفصل بين الأزواج ، واضطر الجميع للعمل في أجواء قاسية ، وهو ما جعل بعضهم يرغب في الرحيل ولكنهم كانوا بمثابة عبيد عند جونز الذي لم يكن ليسمح لهم بالخروج من معبده الذي أنشأه ، وقد وصلت أنباء معاناة هؤلاء الجماعة إلى الحكومة الأمريكية ، وهو ما دفع نائب الكونجرس الأمريكي ليو رايان Leo Ryan إلى الذهاب إلى هذه المستوطنة ، وهناك تحقق من وجود بعض الأشخاص الراغبين في الرحيل دون علم جونز.

اصطحب النائب رايان بعض من هؤلاء المتضررين على متن شاحنة كانت معه ، وقد تعرض إلى محاولة القتل على متنها من قِبل أحد أعضاء الجماعة الذي فشل في هذه الأثناء ، إلا أن المحاولة الثانية قد نجحت بعد وصوله للمطار ؛ حيث تم إطلاق النار في هذه الأرجاء ليموت خمسة أشخاص في الحال من بينهم النائب رايان ، وقد قام جونز بدعوة أتباعه إلى اجتماع عاجل ليخبرهم بضرورة القيام بعمل بطولي من أجل أنفسهم ؛ حيث كان يحذرهم من خطر قدوم رجال الشرطة إليهم وخاصةً بعد أن تأكد من مقتل رايان.

أقنع جونز أتباعه أن العذاب في انتظارهم ؛ حيث أن الشرطة لن ترحم صغارهم أو عجائزهم ، ولذلك طلب منهم الانتحار الجماعي ، وبالفعل خضع له الجميع ، وتم استخدام سم السيانيد وحامض الفاليوم من أجل الانتحار ، وتم قتل الأطفال أولًا من خلال حقنهم بالخليط السام ، ومن ثَم تبعتهم الأمهات والرجال حتى انتهى الأمر خلال خمس دقائق ، ليسجل عدد المنتحرين رقمًا قياسيًا بلغ أكثر من 900 شخص عام 1978م ، بينما قام جونز بإنهاء حياته عن طريق رصاصة أطلقها على رأسه ، وقد نجا من هذه الكارثة بضعة أشخاص نتيجة لنجاحهم في الهروب عبر الأدغال أو الاختباء في بعض الأماكن بالمستوطنة.