اعرف مراحل احتلال فرنسا للجزائر

دام الاحتلال الفرنسى للجزائر 132 عام مرت فيهم الجزائر بمراحل عدة حتى وصلت للاستقلال

 

 

الجزائرة قبل الاحتلال الفرنسي

كانت الجزائر تسيطر على حوض البحر الأبيض المتوسط، لا سيما أنه كان بحرًا للمسلمين، إذ كان أسطولها البحري قويًا ومزدهرًا، فكانت تلقى احترمًا بين الدول آنذاك، وكانت تتمتع بحياة اقتصادية متميزة، تعتمد على الزراعة التقليدية، والصناعات الحرفية، وتجارة داخلية وخارجية كبيرة، أما الحياة الاجتماعية، فكان المجتمع في المدن والريف يحظى بالانسجام والتنوع في مظاهر الحياة وطرق العيش، وكان مجتمعًا متعلمًا ومثقفًا، لانتشار العديد من المؤسسات التعليمية، ويعود سبب الاحتلال الفرنسي للجزائر نتيجة عدة عوامل، أهمها ضعف قوتها البحرية، وتحالف المسيحين ضد الإمبراطورية العثمانية، التي عجزت عن تقديم العون والمساندة لها.

مراحل احتلال فرنسا للجزائر

حادثة المروحة والحصار

بدأت الحادثة عندما جاء القنصل الفرنسي (بيار دوفال) إلى قصر الداي حسين يوم عيد الفطر، مطالبًا بدفع الديون التي للجزائر على فرنسا المقدرة بـ 24 مليون فرنك فرنسي، وقد سبق للجزائر أن دفعتها لفرنسا، كمساعدة عندما أعلنت الدول الأوروبية حصارًا على فرنسا، بسبب إعلانها الثورة، كانت رد القنصل غير لائق، فطرده الداي حسين ملوحًا بالمروحة.

بعد وصول خبر حادثة المروحة إلى فرنسا، أرسلت قطعة بحرية من أسطولها أمام سواحل الجزائر، بقيادة القبطان كولي، بتاريخ 6/12/ 1827، إذ جاء القنصل كولي يطلب من الباشا (الداي حسين) أن يأتي شخصيًا إلى السفينة ويعتذر للقنصل، واقترح أن تكون مراسم الاعتذار بعدة طرق، ودفع التعويضات، كما طالب بمعاقبة الجزائريين المسؤولين عن الأضرار التي لحقت بالمنشآت الفرنسية، وإعلان الجزائر بأنه لا حق لها في دين بكري، فكانت النتيجة رفض الداي حسين جميع هذه الشروط، ومحاصرة السواحل الجزائرية، من عام 1927م وحتى 1830م.

الاستعداد الفرنسي للحملة العسكرية على الجزائر

قررت فرنسا القيام بالحملة فعليًا، واتخذت مجموعة كبيرة من الاستعدادات، كانت على النحو الآتي:

  • التحضير للحملة من الموارد البشرية: بأن عينت الأشخاص الذين سيشرفون على الحملة، والجنرالات العساكر للتعرف على جنودهم، كما عين وزير الحربية آنذاك الكونت (دوبورمون) على رأس الحملة، وتحت إمرته 17 ضابطًا برتبة جنرال، وجُلب حوالي 40 مترجمًا، والعديد من رجالات الدين، والرسامين.
  • التحضير المادي للحملة: جهزت فرنسا ولمدة ثلاثة أشهر من العمل العتاد اللازم للحملة، المتمثل في الآتي:
    • تجهيز 100 بارجة، و500 سفينة تجارية.
    • تجهيز الملابس، والخيام، والأغطية، ودعم غذائي لمدة شهرين.
    • تجهيز العربات، ووسائل شق الطرق، والأخشاب، والحواجز.
    • تجهيز الخراطيش، بحيث كان عددها حوالي 5 ملايين، وأيضا تجهيز أكثر من 280 ألف كغم من البارود.
    • تحضير طرق الاتصال الإعلامية الخاصة بالحملة، كالتلغراف، وأدوات الطباعة.
  • تهيئة الرأي العام الداخلي والدولي: جلبت فرنسا الدعم الدولي والداخلي لحملتها ضد الجزائر، من خلال ما يأتي:
    • حصلت على موافقة أسبانيا في استخدام موانئها، وإنشاء مستشفى في مناطقها لعلاج المرضى والجرحى.
    • ضمنت عدم تقديم المغرب الأقصى العون للجزائر، بل سمح سلطانه مولاي عبد الرحمن للفرنسيين بالتزود من موانئه.
    • اعترضت إنجلترا على الحملة آنذلك، وسواها من الدول لم يعترض، ولكنه كان اعتراضًا فارغًا من اتخاذ أي موقف.

بدأت الحملة الفرنسية عسكريًا على الجزائر بتاريخ 25/ 5/ 1830م، انطلاقًا من ميناء (طولون) وصولًا غلى الجزائر، إذ نزلت حينها بسيدي فرج، بتاريخ 14/ 6/ 1830م، متوجهة إلى سطاوالي إذ واجهت مقوامة جزائرية، إلى أن وصلت إلى العاصمة الجزائر، مما اضطر (الداي)، إلى توقيع معاهدة استسلام مع قائد الحملة الفرنسية دي بورمود، وقد قاوم الجزائريون آنذاك الاحتلال الفرنسي من عدة جهات، ولم يتلقوا دعمًا من الدولة العثمانية، لأنها كانت تمر بمرحلة ضعف وتأخر.

مقاومة الاحتلال الفرنسي

تركزت المقاومة الجزائرية في مناطق شرق وغرب الجزائر، وكانت على النحو الآتي:

  • المقاومة في الشرق الجزائري: كانت فترة المقاومة بين سنتي 1832و1837، بقيادة أحمد باي، وألحقت الهزيمة بالفرنسيين في حملتهم الأولى على قسنطينة عام 1836، بسبب تنظيم الجيش الجزائري، وصعوبة التضاريس في المنطقة، ومساندة الأهالي للقائد أحمد باي آنذاك، مما دفع فرنسا للمزيد من القوات والمعدات، الأمر الذي مكنها من دخول قسنطينة.
  • المقاومة في الغرب الجزائري: بعد احتلال مدينة وهران عام 1831، اجتمع سكان الغرب الجزائري، وأعطوا ولاءهم للأمير عبد القادر بن محي الدين، ليقود المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي.
  • المقاومة السياسية: قُمعت المظاهرات السلمية التي حصلت عام 1945م، مما استدعى لعقد اجتماع سري، كان هدفه الأساسي الإعداد للثورة، ونتج عنه بيان كان له دور عظيم في تفجير الثورة، والحصول على الحرية والاستقلال.