اسباب ونتائج معركة السبلة

إنها معركة وقعت في 30 مارس 1929 بين مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها بقيادة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وقوات الإخوان بقيادة فيصل الدويش

هناك العديد من المعارك التي دارت في المملكة من أجل توحيدها و قد شارك فيها كبار القادة و قام العديد منهم بالتضحية بنفسه و ماله من أجل توحيد البلاد و نهضتها و تقدمها ، حتى تم توحيدها على يد سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و من بين المعارك التي دارت كانت معركة السبلة ، و قد قامت تلك المعركة بين الإخوان سلطان بن بجاد و فيصل الدويش مع سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله .

أسباب معركة السبلة :
1- في البداية كان هناك العديد من المعارك التي دارت داخل المملكة من أجل توحيدها ، لكن رغب سمو الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – في إيقاف الحرب و الاهتمام بالبنية الداخلية للمملكة و العمل على البناء و التعمير في المملكة و طالما الحرب قائمة فهذا يسلب الدولة مواردها الإقتصادية ، كما يؤثر على الحالة الإجتماعية العامة في الدولة ، لذلك أراد سمو الملك أن يتم التوقف عن القتال و البدء في التطوير و التعمير ، و لكن لم يوافق جميع القادة على ذلك الرأي ، فمنهم من أراد البقاء في المعارك و الجهاد في سبيل الله و الاستمرار في فتح بعض البلاد الأخرى .

2- و كان الإخوان سلطان بن بجاد و فيصل الدويش أحد رجال الدولة الذين رفضوا فض المعارك و صمموا أن يظل القتال قائمًا و أصروا على فتح العراق و ضمها للمملكة ، و هذا ما تعارض مع سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و مع هذا التعارض القائم بين القوتين لم يجد سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – مفرًا من أن يقاتل الشيخ سلطان بن بجاد و الشيخ فيصل الدويش ، و هذا ليردعهما عن القتال مع العراق و الإنتباه لبناء و تعمير الدولة و السيطرة على أقطارها .

3- قام الإخوان سلطان بن بجاد و فيصل الدويش بإنشاء جيش كبير من الأعراب و هذا ليعلنوا الحرب ضد الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و سولت لهم أنفسهم الإنقلاب على الملك ، و قاموا بعمل زعزعة في البلاد و عابوا على سياسة سمو الملك و استنكروا الإصلاحات التي كان يقوم بها ، و إنضم لهم بعض العرب الذين لم يكن لديهم ولاء لسمو الملك حامي البلاد و موحدها ، و عندما علم سمو الملك بهذا الحشد لم يعلن الحرب بل مد لهم يد السلام و عرض عليهم الإجتماع بهم و عرض مطالبهم في سلام دون حرب .

4- دعا سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – رؤساء القبائل و المشايخ و العلماء و الإخوان في إجتماع في مدينة الرياض و بالفعل حضر الجميع ذلك المؤتمر ماعدا سلطان بن بجاد امتنع عن حضور الإجتماع ، و لكن ما قدموه في الإجتماع تعارض بشكل كبير مع سياسات سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – لأنهم أرادوا إرغاب الشيعة على الرجوع عن طريقهم بالقوة و إلا يتم قتلهم و إخراجهم من البلاد ، و بعد ذلك قام الملك بعرض مطالبهم على الكثير من العلماء و المشايخ ، و جميعهم أقر بأن اصلاحات سمو الملك لا تخل من الشريعة الإسلامية و أن عدم طاعة الملك ضد الشريعة ، و لذلك اعتبر الإخوان أن تلك الفتوى جاءت في صالح الملك ضد مصالحهم .

أحداث معركة السبلة : 
قام الإخوان بحشد قواتهما للحرب ضد سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله –  و قام الملك أيضًا بحشد قواته و كانت تتشكل من كبار قادة المملكة في ذلك الوقت ، و تعتبر تلك المعركة هي آخر المعارك التي قادها سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و بعد تلك المعركة تفرغ للإصلاحات الداخلية في المملكة ، و بعد أن إجتمعت القوات في الزلفي و عرض سمو الملك على سلطان بن بجاد أن يتقدم للمحاكمة و ينهي الحرب ، لكن سلطان بن بجاد رفض و أصر على القتال .

قامت قوات سمو الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – بشن هجوم على قوات الإخوان و ذلك في يوم 30 مارس عام 1929م ، و دارت المعركة بينهما حتى إنسحبت قوات الملك و ظن الإخوان أنهم إنتصروا و خرجوا من أماكنهم ،ولكنه كان زكاء كبيرا من قبل الملك، عندئذً قامت قوات الملك بالهجوم عليهم و تم الإنتصار لصالح الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – و قام بالقضاء على الإخوان .