اسباب مجاعة البطاطس

لقد عرف التاريخ العديد من المجاعات  على الصعيد العالمي  وخاصة المجتمع الأوروبي  التي تعرضت لعدد من المجاعات الشديدة خلال العصور الوسطى  والتي كانت خلالها المجاعات إما لأسباب عسكرية سواء للمقعد أو لأسباب أخرى

تعتبر مجاعة البطاطس واحدة من أهم الذكريات المأساوية التي عرفت في ايرلندا في عام 1797 ، و قد تسببت في موت العديد من البشر بل و الهجرات الجماعية.

مجاعة البطاطس
– لم تكن ايرلندا البلد الوحيدة التي عانت من مجاعات في السابق ، فقد اجتاحت المجاعات العديد من البلدان ، و لكن مجاعة ايرلندا كانت من النوع الإستثنائي ، فقد كانت هذه المجاعات سبب في القضاء على ما يتعدى مليون و نصف تقريبا من سكان البلد .

– هذا فضلا عن هجرة ما يتعدى مليون شخص آخر إلى العديد من الأماكن ، و منها بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية .

أحداث ما قبل المجاعة
– في بدايات القرن التاسع عشر كانت بريطانيا قد بسطت سيطرتها في العديد من الأماكن في الكرة الأرضية ، و قد كان من بينها ايرلندا ، وقتها طلبوا من ملاك الأراضي العديد من الأجور المرتفعة ، مما أدى إلى مضاعفة رواتب العمال في هذه الأراضي .

– كان نتيجة ذلك أن العديد من المزارعين سكنوا العديد من الأكواخ التي قاموا باستئجارها من أصحاب الأراضي و ساد فقر شديد على عيشة الشعب الايرلندي ، و كانوا في ذاك الوقت يعانوا من حالة شديدة من البؤس ، فكانوا غير قادرين على شراء أي أطعمة و كانوا يعتمدون على زراعة البطاطس ، و ذلك لأن هذا النوع من المزروعات من أسهل المزروعات فضلا عن رخص ثمنه .

أهمية البطاطس في ايرلندا
كانت أول مرة دخلت زراعة البطاطس في ايرلندا في عام 1590 ، و قد نجحت الزراعة هناك ، و ذلك لأن مناخ ايرلندا يمتاز بالرطوبة و الاعتدال مما يلائم هذا النوع من المزروعات ، و قد استخدام البطاطس هناك كنوع من الطعام للبشر و الحيوانات على حد سواء ، و في القرن التاسع عشر تحولت حوالى ثلث أراضي ايرلندا إلى زراعة البطاطس ، فقد كانوا يعتادون على تناولها كل يوم بجانب بعض الأطعمة الأخرى .

إخفاق المحصول الأول
كان محصول البطاطس يتعرض للإخفاق بين وقت و آخر ، و لكن الإعانات التي كانت تأتي لايرلندا كانت تسد حالة العجز التي يتعرضون لها ، و بمجرد أن يتم الحصول على المحصول بالسنة التالية يتم التوقف عن هذه المعاناة ، و قد كان من بين الأسباب التي أدت إلى إخفاق محصول البطاطس فطر كان سببا في تلف البطاطس ، و قد عرفت في هذا الوقت باسم الآفة ، و كان ذلك في عام 1845 .

الإخفاق الثاني
أما عن الإخفاق الثاني فكان في عام 1846 ، و كان أيضا عائدا إلى هذه الآفة ، و التي كانت سببا في خسارة ما تعدي نصف كمية المحصول ، وقتها قامت الحكومة بتشغيل عدد من العاطلين عن العمل في بناء الطرق ليتمكنوا من مساعدة عائلاتهم ، أما عن الباقين فقد كان نصيبهم الإعانة التي تصل إليهم من المؤسسات الأخرى ، و غالبا كانوا يتناولون أطعمة نتنة ، تراكمت الديون بعدها على الفلاحين و على أصحاب الأراضي ، مما أدى إلى طرد المزيد من العمال ، حتى أن العديدين قد هاجروا و تركوا البلاد ، رغبة في العيش في أماكن آمنة .

تبعات مجاعة البطاطس
– كان من أهم تبعات و نتائج مجاعة البطاطس ، تلك الهجرة الجماعية التي حدثت مع بدايات القرن الثامن عشر ، حينما هاجر الناس من ايرلندا متجهين إلى كلا من أمريكا و بريطانيا ، و قد كان النقل يتم من خلال بعض السفن المحفوفة بالمخاطر و كانت تنتقل عبر المحيط الاطلسي ، تلك التي كانت تستخدم لنقل العبيد ، على صعيد آخر مرض العديد من المسافرين و مات الكثير منهم جوعا و مرضا .

– كل هذا إلى جانب انتشار عدد من الأوبئة في ايرلندا ، و قد كان من أهم هذه الأوبئة التيفويد و الزحار ، و غيرها الكثير من تلك التي جعلت الوضع يبدو أسوأ ، و كان نتيجة كل هذا موت الملايين من الأشخاص .