أشهر عمليات الابادة الجماعية

إنه التدمير والقتل المتعمد لجماعة على أساس الجنسية أو العرق أو الجنس أو الدين والتاريخ مليء بالعديد من هذه الجرائم  التي لا تزال تحدث حتى يومنا هذا  في جميع أنحاء العالم والعالم يبقى في موقفه يتأمل فيه العجز الصامت والمهين

مجزره كاتين هي واحدة من أهم عمليات الإعدام الجماعي التي تمثل البولنديين أيام الإتحاد السوفيتي ، و قد وقعت هذه المجزرة في عام 1940 .

مجزرة كاتين
– حدثت هذه المجزرة في غابة عرفت باسم غابة كاتين ، فقد تم قتل البولنديين في هذه المجزرة على يد المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية ، و التي كانت تتبع الشرطة السرية الخاصة بالإتحاد السوفيتي ، و قد نتجت هذه المجزرة عن اقتراح رئيس هذه المؤسسة بإعدام كافة الأعضاء التابعين لجهاز الضباط البولندي ، و قد تم مقابلة هذا الإقتراح بالموافقة من كافة أعضاء المجلس السوفيتي ، وقتها تم تنفيذ هذه المجزرة في ثلاثة أماكن مختلفة ، و منها غابة كاتين و سجن تفير و سجن خاركيف ، و قد بلغ إجمالي عدد الضحايا تقريبا 22 ألف ضحية .

– تقع هذه الغابة بالقرب من المجمع الأثري الموجود في روسيا ، و تعد هذه المجزرة هي الأضخم من ضمن عمليات إعدام الأسرى التي عرفت في العالم .

خلفية المجزرة
– في عام 1939 قامت المانيا النازية بغزو الجمهورية البولندية ، في نفس الوقت قررت كل من فرنسا و بريطانيا شن هجوم على المانيا ، و ذلك نتيجة الإتفاقية الخاصة بالتحالف العسكري بين كل من بولندا و فرنسا و بريطانيا ، و قد عملوا وقتها على إمداد بولندا بالمؤن العسكرية ، و كان هذا الوقت هو بداية الغزو السوفيتي لبولندا ، في ذاك الوقت تم منع الجيش البولندي من مواجهة الإتحاد السوفيتي ، و كان نتيجة ذلك إعتقال الإتحاد السوفيتي لعدد من الجنود البولنديين بلغ عددهم حوالي 250 ألف جندي ، و قد تم إطلاق سراح بعضهم في حين بقي حوالي 150 ألف جندي في السجون السوفيتية ، و كان معظم هذه الجنود من الجنس الأوكراني و البيلاروسي ، في نفس الوقت الذي عانى فيه الشعب السوفيتي من كافة أساليب القمع و الإستبداد من الحكومة السوفيتية .

– تعرض هؤلاء الجنود أثناء دخولهم للسجون لاستجوابات تتعلق بالتحريض السياسي تم تقديمها لهم ، في هذا الوقت ظن السجناء أن هذه العمليات من الاستجوابات تجري من أجل إخلاء سبيلهم ، و لكن الحقيقة كانت تتمثل في أن هذا الأمر كان مجرد إجراء إحترازي قبل أن يقوموا باتخاذ أي خطوات ضدهم ، هذا فضلا عن أن النظام السوفيتي كان على دراية كاملة بأن هؤلاء البولنديين لن يقبلوا بتقسيم بولندا مرة أخرى .

عمليات الإعدام
– قدر عدد الضحايا في هذه المجزرة بحوالي 22 ألف ضحية ، في حين أن هناك بعض الوثائق التي تم الكشف عنها في عام 1990 تحدثت عن أن هذا العدد كان أقل مما حدث بالفعل ، و قد تم تقسيم هذا العدد الكبير إلى قسمين ، أسرى الحرب و الذين بلغ عددهم في ذاك الوقت حوالي 14500 فرد ، و الباقي كان من السجناء الموجودين في المناطق الغربية ، و كان هؤلاء السجناء موجودين في معسكر كوزليسك و معسكر أوستاشكوف ، و كان من بين هؤلاء الأشخاص الذين شملتهم المجزره أدميرال و 24 عقيد و جنرالان و عدد من مختلف الرتب العسكرية و قسيسين ، و كذلك عدد من اللاجئين و أساتذة الجامعة و المهندسين و الصحفيين و الطيارين و غيرهم ، و قد تم إعتقالهم في معسكر موجود في داخل غابة كاتين .

– لقد بدأ إطلاق النار على السجناء في الفترة من مساء الرابع من أبريل من عام 1940 و حتى بزوغ شمس الخامس من أبريل ، و قد تمت عمليات الإعدام باستخدام طبنجات المانية الصنع ، و لم تتسم هذه العمليات بالعشوائية و إنما كانت ممنهجة للغاية ، حيث تمت في أماكن معزولة تماما لإخماد صوت إطلاق النيران ، فضلا أنهم عملوا على تشغيل بعض الآلات بداخل السجن بغرض إحداث ضجيج يعمل على إخفاء صوت الأعيرة النارية .

– و قد تم اكتشاف هذه المقابر الضخمة التي ضمت ضحايا هذه المجزرة في عام 1942 في منطقة بكوزلسك.  .