احاديث عن التوبة

التوبة هى الرجوع الى الله والانابة عن الذنوب والخطايا التى اقترفها العبد والنية على عدم العودة اليها مرة اخرى

التوبة في الإسلام

جُبلَ الإنسان على اقتراف الذنوب والخطايا والآثام فلا يُعصم من ارتكابها إلّا الأنبياء والرسل -عليهم السلام-، ولكي يتداركَ الإنسان ذلك، ويعود إلى طريق الحقّ يكنْ عن طريق التوبة، فالتوبة في اللغة من الفِعل تَابَ أي أناب وتراجع عن الذنب والمعصية، والتوبة في الاصطلاح هي الإنابة إلى الله تعالى معترفًا بالذَّنب والمعصية طالبًا العفو والغفران راجيًا رحمة الله واعدًا بعدم العودة إلى ذلك الذَّنب أو غيره، وقد كثُرت الأحاديث الشريفة التي تحثّ على التوبة النصوح ومنها أحاديث قدسية -وهي الأحاديث التي رواها النبي الكريم عن ربه سبحانه- وهذا المقال يسلط الضوء على أحاديث قدسية عن التوبة.

 

شروط التوبة في الإسلام

اقتراف العبد للذنوب والخطايا أمرٌ فِطريٌّ وتتراوح هذه الذنوب ما بين الصغائر إلى الكبائر ومع ذلك أبقى الله تعالى باب التوبة مفتوحًا للعبد في كل حينٍ مهما تعاظمت ذنوبه؛ فالله تعالى أرحم الراحمين وغافر الذَّنب قال تعالى عن نفسه: {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ}[١]، ولكي يتحقق المعنى الحقيقي للتوبة لا بُد من توافر عدة شروطٍ وهي: [٢][٣]

  • الندم الصادق والحقيقيّ النابع من القناعة التامّة للعبد باقترافه للذنب والمعصية.
  • الإقلاع الفوريّ عن الذَّنب أو المعصية دون توانٍّ مع عقد النية على عدم العودة إلى تلك المعصية في الحاضر أو المستقبل مهما كانت المغريات.
  • ترك المعصية لقُبحها عند الله تعالى وعند خلقه.
  • محاولة التعويض وإصلاح ما يُمكن إصلاحه سواءً في جانب الله أم جانب خلقه.

أحاديث قدسية عن التوبة

اشتملت السنة النبويّة على عدة أحاديث قدسية عن التوبة حاملةً في ثناياها دلائل رحمة الله بعباده الذين أسرفوا على أنفسهم، فالله -سبحانه وتعالى- رحيمٌ بعباده مهما أذنبوا أو قصَّروا في حقه، وفيما يلي بعض من أحاديث قدسية عن التوبة: [٤][٥]

  • عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فيما يحكي عن ربِّه -عزَّ وجلَّ- قال:”أذنَب عبدٌ ذنبًا، فقال: اللهمَّ اغفِرْ لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى-: أذنَب عبدي ذنبًا، فعلم أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ بالذَّنبِ، ثم عاد فأذنب، فقال: أي ربِّ اغفرْ لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى-: عبدي أذنب ذنبًا فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ، ويأخذُ بالذنبِ، ثم عاد فأذنب فقال: أي ربِّ اغفرْ لي ذنبي، فقال -تبارك وتعالى-: أذنبَ عبدي ذنبًا فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ، ويأخذ بالذنبِ، اعملْ ما شئت فقد غفرتُ لك”، قال عبدُ الأعلى: لا أدري أقال في الثالثةِ أو الرابعةِ “اعملْ ما شئت”. [٦]
  • عنِ اللهِ -تبارَك وتعالى- قال: “يا عبادي إنِّي حرَّمْتُ الظُّلمَ على نفسي وجعَلْتُه بيْنَكم مُحرَّمًا فلا تظالَموا يا عبادي إنَّكم تُخطِئونَ باللَّيلِ والنَّهارِ وأنا الَّذي أغفِرُ الذُّنوبَ ولا أُبالي” فذكَره بطُولِه وقال في آخرِه: وكان أبو إدريسَ إذا حدَّث بهذا الحديثِ جَثَا على رُكبتَيْهِ. [٧]
  • قالَ اللَّهُ تعالى: “يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعَوتَني ورجَوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أُبالي”. [٨]

تفسير حديث نبوي عن التوبة

جاء في السنة أحاديث نبوية عن التوبة إلى جانب أحاديث قدسية عن ذات الموضوع ألا وهو التوبة والإنابة إليه -سبحانه- ومن تلك الأحاديث النبوية قال -صلى الله عليه وسلم-: “التوبةُ تهدمُ ما كان قبلَها”. [٩][١٠]

مناسبة حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن فضل التوبة

جاء هذا الحديث النبوي ردًّا على تساؤل الصحابة -رضوان الله عليهم- المتكرر عن الرجل الذي يُذنِب ويأتي بالمعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ويأتي بألوان الشِّرك والكفر ثم يُعلن توبته لله تعالى.

تفسير حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن فضل التوبة

في هذا الحديث النبوي يُعلن الرسول الكريم بكل وضوحٍ وإيجازٍ أثرالتوبة النصوح والصادقة لله تعالى في حطّ الذنوب والخطايا والآثام مهما كانت حيث شبه الرسول الكريم التوية الصادقة بالمِعول الذي يستخدم للهدم والإزالة في إيماءةٍ إلى أثر التوبة في محو الذنوب كاملة كأنها لم تكنْ.