نتائج المعاهدة الإنجليزية العراقية بورتسموث

تم إبرام معاهدة بورتسموث في 27 يناير 1948  بعد الحرب العالمية الثانية  وجدت بريطانيا نفسها في وضع جديد في الشرق الأوسط وأصبحت اعتمادا اقتصاديا للولايات المتحدة  وتصورت علاقات خاصة مع الشرق الأوسط  وخاصة العراق

معاهدة بورتسموث هي تلك المعاهدة التي تعرف باسم المعاهدة الإنجليزية العراقية ، و قد تم توقيع هذه المعاهدة في الخامس عشر من يناير من عام 1948 .

خلفية المعاهدة
– بعد أن دارت الحرب العالمية الثانية كانت بريطانيا في وضع مختلف في منطقة الشرق الأوسط ، و كان عليها الحفاظ على علاقاتها حتى تتمكن من الحفاظ على امتيازتها ، و من ثم ظهرت ضرورة إقامة معاهدة مع إحدى القوى العربية .

– بعد استقالة رئيس وزراء العراق أرشد العمري ، أصرت بريطانيا على تشكيل وزارة جديدة بقيادة نوري السعيد ، و كان السبب في هذا الإصرار الرغبة في تحقيق أهدافها ، و من بين هذه الأهداف القضاء على كافة معارضي الاحتلال البريطاني و ضرب الحزب الشيوعي .

– سعت الحكومة البريطانية لعمل معاهدة جديدة بدلا من معاهدة حزيران ، من خلالها يتم عمل تسهيلات عسكرية لتجنب حدوث مشاكل في الخليج العربي و ايران .

– في هذا الوقت رفض الشارع العراقي هذا الأمر ، و شكلوا جبهة معارضة للوقوف أمام هذا المخطط ، و لكن الحكومة الإنجليزية قامت بالعديد من أحكام الإعدام ، و هنا قامت حكومة صالح جبر بفتح باب المفاوضات مع بريطانيا ، و ذلك بغرض اجراء تعديلات على معاهدة حزيران .

تصريحات فاضل الجمالي
فاضل الجمالي هو العضو المفوض في لندن من الوفد العراقي ، و قد شملت تصريحاته الموافقة على توقيع معاهدة جديدة مع الحكومة البريطانية ، و قد كانت هذه التصريحات صادمة بالنسبة للشعب العراقي ، و ذلك لأن الشعب العراقي كان على دراية بأن هذه المعاهدة الجديدة ، و هنا خرج طلاب الجامعات بمظاهرات سلمية للتعبير عن رفضهم ، و تم تعطيل الدراسة في جميع الجامعات .

مرحلة المفاوضات
دارت هذه المفاوضات في يناير من عام 1948 ، و كانت بين وزير الخارجية البريطاني إرنست بيفن ، و بين صالح جبر رئيس الوزراء العراقي و فاضل الجمالي وزير الخارجية العراقي ، و قد دارت هذه المفاوضات في ميناء بورتسموث و اتسمت بالشد و الجذب ، و انتهت بتعقد المفاوضات نظرا لأن الجانب العراقي كان يرغب في الحفاظ على حقوق العراق .

التوقيع على المعاهدة
– من أهم ما ميز الأيام الأخيرة قبل التوقيع على المعاهدة ، أن المظاهرات تحولت من رفض لتفاصيل المعاهدة و ما تعلق بها من الناحية العراقية إلى مظاهرات من أجل القضية الفلسطينية ، و بعدها تم التكتيم على أحداث هذه المعاهدة ، و تم تغيير اسمها إلى معاهدة بورتسموث ، و تم توقيع هذه المعاهدة في ضيافة الأسطول البريطاني ، و نصت المعاهدة على السماح للجيوش البريطانية بالتمركز في العراق و الاشتباك مع ايران ، على أن تقوم العراق بإمداد بريطانيا بكافة المساعدات و التسهيلات الأرضية و الجوية .

– و قد اشترط صالح جبر أن تكون التأسيسات العسكرية لمدينة البصرة تعود للعراق ، فضلا عن حرية العراق في التصرف في كافة المرافق الحيوية ، و تم إرسال مسودة للمعاهدة باللغة الإنجليزية إلى جمال بابان وزير العدل ، و ذلك ليتولى نشر المعاهدة بعد ترجمتها في الصحف ، و بالفعل تم نشر نصوص المعاهدة التي لاقت انتقادا لاذعا ، و تواترت الأجواء بسببها و احتج الجميع و اضرب طلاب الجامعات .

نتائج المعاهدة
– دارت العديد من الأحداث المتوترة بعد توقيع المعاهدة ، و التي نتج عنها احتجاز عدد كبير من أساتذة الجامعات و مقتل عدد من الطلاب ، و اجتمع رجل السياسة و الأحزاب الوطنية على رفض و استنكار المعاهدة .

– دارت العديد من المفاوضات من جانب الحكومة ، و طالب صالح جبر بالاجتماع للتفاوض ، و لكن كانت النتيجة تحدي الشعب و الوقوف أمامه بإطلاق الرصاص ، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء ، و استمر الرفض حتى تم عزل الحكومة .