نبذه عن فضل سورة العنكبوت

نبذه عن فضل سورة العنكبوت  انها من اهم مضامين سورة العنكبوت من السور القرآنية المكيّة التي تحملُ اسم واحدةٍ من الحشرات، ووجه التسمية هو تفرُّدُ آياتها بذِكر العنكبوت كمثالٍ على التفكك الأُسريّ وانهدام الرابطة الأُسرية بين الزوجيْن

أولًا ثم بين الآباء والأبناء، ونزلت قبل سورة المطففين وبعد سورة الروم، وعُدّت السورة الخامسة والثمانين في ترتيب النزول

وآخر السور نزولًا في مكة، والسورة التاسعة والعشرين في ترتيب سور المصحف العثماني، وتقع آياتها التسعة والستين

في الحزبيْن الأربعين والحادي والأربعين من الجزء الحادي والعشرين،

وافتتحت السورة آياتها بالحروف الهجائية المقطعة “الم”، وهذا المقال يسلط الضوء على فضل سورة العنكبوت ومضامينها.

مضامين سورة العنكبوت

الموضوع الرئيس الذي تدور حوله آيات سورة العنكبوت هو مفهوم العقيدة الإسلامية وأركانها والبعث والجزاء كباقي السُّور المكية، كما تطرقت الآيات إلى واحدةٍ من سُنن الله في الحياة ألا وهي الابتلاء من خلال استعراض المِحن والشدائد التي عانى منها المسلمون في مكة، كما تضمنت السورة: [١]

  • بيان حقيقة الإيمان بالله، وسُنة الابتلاء في الدنيا كواحدةٍ من ضروب الامتحان فيها.
  • بيان مصير كلٍّ من المؤمنين والمنافقين والمشركين والكافرين يوم القيمة حيث لا يحمل أحدٌ عن أحدٍ شيئًا.
  • استعراض قصص الأنبياء والمرسلين وما تعرضوا له من المِحن والفِتن والابتلاءات التي تهون مقابل الإيمان بالله.
  • الإرشاد إلى طريقة مجادلة الناس بالحسنى من أهل الكتاب وغيرهم.
  • الوعد الإلهي بنصر المؤمنين.
  • الأمر بمجافاة المشركين والبعد عنهم في حال أصروا على الشرك حتى ولو كانوا أولي قُربى.
  • ضرب المثل ببيت العنكبوت لمن اتخذ إلهًا غير الله للدلالة على الضعف والهون.

فضل سورة العنكبوت

لم يَرِدْ في فضل سورة العنكبوت حديثٌ صحيحٌ، وما جاء في فضل سورة العنكبوت كفضل غيرها من سور القرآن في أجر التلاوة؛ فقراءة القرآن من أعظم ما يتقرّب به العبد إلى الله في مضاعفة الحسنات والأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة، وما ورد في فضل سورة العنكبوت لأي سببٍ كان؛ فلا أصل له من الصحة والثبوت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بذلك يكون إلى الابتداع أقرب منه إلى الاتباع. [٢]

مناسبة آية إنا كفيناك المستهزئين

قال تعالى: “مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” [٣] نزول هذه الآية كان سببًا في استهزاء المشركين لتسمية السورة باسم حشرةٍ وضيعةٍ مشهورةٍ بالضعف والوهن، فأنزل الله تعالى: “إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ” [٤] وهذا الأمر لا يعيب القرآن الكريم أو أسماء سوره بشيءٍ؛ فالله -سبحانه- هو من تولّى تسمية السور بأسمائها؛ لذا نجد بعض السور القرآنية أُطلق عليها أسماء لحيواناتٍ وحشراتٍ كالبقرة والنمل والنحل والفيل لأغراض وغاياتٍ لا يعلمها إلا الله، كما أتت الآيات على ذِكر حيواناتٍ وحشراتٍ أخرى كالبعوض والقُمل والخنزير والحوت والحمار وغيرها، وفي هذه الآية نوعٌ من أنواع التشبيه ألا وهو التشبيه التمثيلي إذ شبه سبحانه المشركين في ركونهم إلى آلهتهم وأصنامهم بالعنكبوت التي صنعت بيتًا من خيوطها كي تحتمي به، فإذ به ينهار ويتداعى عند أقل هجومٍ يتعرّض له لشدة وهنه.

وقد اكتشف العلماء في العصر الحديث أنّ الوهن آتٍ من ضعف الروابط الأُسرية في بيوت العنكبوت حيث تقوم أنثى العنكبوت باستدراج الذكر كي يدخل البيت الذي نسجته وبعد تلقيحها تفترسه وتأكله، وبعد ذلك تأكل أولادها ويأكل الأولاد بعضهم بعضًا. [٥][٦]