موقع نهر التايمز

تعرف على تاريخ نهر التايمز قبل الإجابة عن سؤال “أين يقع نهر التايمز؟” لا بدّ من التعرف على معنى النهر بشكل أوسع، فهو مجرى مائي يتدفق عادةً من مياه عذبة، باتجاه المحيط أو البحر أو البحيرة أو أي نهر آخر، ويتدفق أحيانًا إلى الأرض ويصبح جافًا في نهاية مساره دون الوصول إلى مسطحات مائية أخرى، ولا توجد تعريفات رسمية لمصطلح النهر العام كبقية المعالم الجغرافية إلا إنّه في بعض البلدان يتم تعريفه حسب حجمه، والنهر هو جزء من الدورة الهيدرولوجية، حيث تتجمع المياه بشكل عام فيه من هطول الأمطار، عن طريق أحواض التصريف، وتتغذى أيضًا بالمياه الجوفية، والينابيع، وذوبان الجبال الجليدية[١].

نهر التايمز

للإجابة على سؤال: “أين يقع نهر التايمز؟” لا بدّ من التعرف على نهر التايمز أولًا، فنهر التايمز كان يسمى قديمًا بنهر تاميسيس أو نهر تاميسا، وهو ينبع من تلال كوتسوولد، وحوضه يغطي مساحة 14250 كيلو متر مربع، ومنبع نهر التايمز – الذي يكون جافًا معظم السنة – مُعلمًا بصخرة في حقل يرتفع بمقدار 108.5 مترًا عن سطح البحر، والبعض يعتقد أن روافد نهر شيرن هي مصدر نهر التايمز، وطول نهر التايمز 330 كيلو متر، ويقدر هطول الأمطار في حوض نهر التايمز بحوالي 688 مليمتر، ويجري نهر التايمز بلطف وليس بسرعات جريان كبيرة[٢]، ويحتوي النهر على 80 جزيرة، وتتنوع مياهه من المياه العذبة، للمياه المالحة كمياه البحر إلى حد ما، وهذا أدّى إلى وجود تنوع حيوي لديه، وخُصصت بعض المناطق فيه للاهتمامات العلمية[٣].

أين يقع نهر التايمز

يتدفق نهر التايمز في جنوب إنجلترا بما في ذلك لندن وتحديدًا من جلوسيسترشاير، ويعد أطول نهر في إنجلترا، وثاني أطول نهر في المملكة المتحدة، بعد نهر سيفرن، ويتدفق عبر أكسفورد، ثم ريدينغ فهنلي أون تايمز، ثم ويندسور التي تقع فيها قلعة ويندسور التاريخية أحدى مساكن العائلة الملكية البريطانية، ويصب في بحر الشمال، ونهر التايمز يُصرّف مياه كامل لندن، ويمر بأكثر مناطق بريطانيا جفافًا، لذلك فتصريف المياه قليل مقارنة بسعته وطوله، فمعدل تصريف المياه لنهر السيفرن يساوي ضعف نهر التايمز مع أنّ حوض نهر السفرن أصغر في اسكوتلاندا، بينما نهر التايمز لديه أكثر من 50 رافدًا وتغطي جزءًا كبيرًا من جنوب شرق إنجلترا، وجزءًا من المنطقة الغربية[٢]، وللتوسع أكثر في إجابة سؤال ” أين يقع نهر التايمز؟” لا بدّ من ذكر الفرق بين إنجلترا وبريطانيا والمملكة المتحدة، لمعرفة أين يقع نهر التايمز بشكل أوضح فإنجلترا، هي واحدة من دول المملكة المتحدة وتحدها ويلز من الغرب، واسكتلندا من الشمال، وإنجلترا تغطي الجزء الأكبر من بريطانيا العظمى التي تتكون من إنجلترا وويلز واسكتلندا، وعاصمة إنجلترا هي لندن، أما المملكة المتحدة فتتكون من بريطانيا العظمى بالإضافة إلى شمال إيرلندا[٤].

لمحة تاريخية عن نهر التايمز

للتعمق أكثر في إجابة ” أين يقع نهر التايمز؟ ” لا بدّ من معرفة تاريخ هذا النهر، حيث لعب نهر التايمز دورًا مهمًا في التاريخ البشري كمصدر اقتصادي مهم، وطريق ملاحة بحري، ومصدر للمياه العذبة والغذاء، وفي عام 1929 رد النائب جونز بيرنز على مقارنة بين نهر التايمز ونهر المسيسيبي، بقوله ” نهر التايمز عبارة عن تاريخ على هيئة سائل”[٣].

العصر القديم ونهر التايمز

حيث كان له دور كبير في الحضارة الرومانية والحضارة البريطانية، ومن أهم مظاهر الحضارة على نهر التايمز جسر لندن حيث أمر الملك هنري الثاني ببناء جسر حجري عبر نهر التايمز في لندن في عام 1176م، واستغرق بناءه من قبل العاملين حوالي 30 سنة، وهذا يبدو كثيرًا، لكن فعليًا جسر لندن بقي صامدًا لمدة 600 سنة، وكان على هذا الجسر بنايات تتكون من سبعة طوابق ومخازن وكنيسة صغيرة، وسقطت أجزاء من جسر لندن في أوقات مختلفة، لكن تم إعادة بنائها، وأعيد بناؤه بالكامل عام 1831، وقد تم تصميم الجسر الجديد قبل اختراع السيارات، وبمجرد اختراعها بدأ الجسر بالهبوط في النهر نتيجة الوزن الزائد بمعدل ثلث سنتيمتر في السنة، فقامت إنجلترا ببيعه قبل هبوطه في النهر لأمريكا حيث تم تفكيك أحجاره وترقيمها وإعادة بنائها في ولاية أريزونا، فأصبح الناس يذهبون إلى أمريكا لرؤية جسر لندن[٥].

العصر الحديث ونهر التايمز

بدأ تدهور مياه نهر التايمز من القرن التاسع عشر في العصر الفكتوري، حيث كانت مدينة لندن تلقي بمياه الصرف الصحي مباشرة في النهر، فكثرت فيه البكتيريا الضارة، وتم بناء مصانع الغاز على طول النهر، وتسربت المواد الضارة منها إلى النهر، مثل الأمونيا والسيانيد وحمض الكاربوليك، وأدى ظهور السكك الحديدية إلى تقليل النشاط التجاري على نهر التايمز، وأصبح مقتصرًا على نشاطات الترفيه مثل سباقات القوارب، وفي القرن العشرين تم بناء العديد من المنشآت على جانبه وخاصة محطات معالجة المياه، وفي الحرب العالمية الثانية كانت حماية هذه المنشآت من الغارات الألمانية من أولويات بريطانيا، لأنّها تشكل مصدر لندن للمياه، وأدى تراجع الصناعات الثقيلة والدباغة وانخفاض استخدام ملوثات النفط إلى تحسين نوعية المياه مقارنة مع أواخر القرن التاسع عشر، وعادت الحياة المائية إلى طبيعتها، وفي القرن الواحد والعشرين وتحديدًا عام 2010 فاز نهر التايمز بأكبر جائزة بيئية في العالم[٣].

الملاحة في نهر التايمز

بعد التعرف على إجابة سؤال “أين يقع نهر التايمز؟”، لا بدّ من التعرف على الملاحة فيه، فالملاحة في قسم النهر الكبير الذي يعرف بالقسم المتأثر بالمد والجزر، تشمل على البواخر والعبارات فهو يعد ميناءً رسميًا لبريطانيا، وتشمل البضائع على المركبات والأخشاب والحبوب والورق والنفط الخام والمنتجات البترولية، أما الجزء الضيق الذي لا يتأثر بالمد والجزر فالملاحة فيه تقتصر على القوارب، وبسرعات محددة وينقسم هذا الجزء إلى عدة أقفال يبلغ عددها 45 قفلًا[٣]، وقفل النهر يتم استخدامه مع السدود المُقامة على النهر، حيث يكون مستوى المياه على إحدى جوانب السد أعلى من الجانب الآخر، أما القفل فهو مساحة مغلقة يدخل فيها القارب عن طريق بوابات تُفتح وتُغلق فيرتفع منسوب المياه أو يقل، فيستطيع القارب التنقل برفق من مستوى إلى آخر[٥].