معلومات عن فيروس انفلونزا الطيور H5N1

تحدث أنفلونزا الطيور بشكل طبيعي في الشلالات في الحياة البرية ويمكن أن تنتشر بين الدواجن المنزلية مثل الدجاج والديك الرومي والبط والإوز ينتشر عن طريق ملامسة البراز للطيور المصابة أو الإفرازات من الأنف أو الفم أو العينين

ما هو فيروس انفلونزا الطيورH5N1

فيروس انفلونزا الطيور H5N1 هو سلالةٌ فرعيةٌ تابعة للفيروس المسبب للانفلونزا عند الطيور، وهو فيروسٌ مميتٌ لمعظم أنواع الطيور، شديد العدوى والانتقال بينها. ويعتبر كذلك مميتًا للإنسان والثدييات الأخرى التي قد تصاب بالعدوى. وعلى الرغم من أنّه قد سبب وفاة 60% من البشر المصابين به منذ ظهوره الأول عام 1997 وحتى اليوم، إلّا أنّه لا يعتبر سهل الانتشار بين البشر، فحالات انتقال العدوى بين إنسانٍ وآخر، لم تحدث إلا بين الأشخاص الذين يقومون بمخالطةٍ وتلامسٍ كبيرٍ، كانتقال الفيروس من طفلٍ مصابٍ إلى الأم التي ترعاه.1

أنواع فيروس الانفلونزا

هناك ثلاثة أنواعٍ من الفيروسات المسببة للانفلونزا عند البشر وهي: A وB وC. حيث ينتمي فيروس انفلونزا الطيور إلى النوع A، وهو النوع الذي يستطيع إحداث العدوى عند الحيوانات المختلفة بالإضافة إلى البشر، ويتسبب هذا النوع في تفشيّ أوبئةٍ كثيرةٍ من الانفلونزا، وغالبًا ما تكون الطيور البرية هي المضيف الأساسي لهذه الفيروسات. أما الفيروسات من النوع B فهي تصيب البشر فقط، وتكون أقل حدّةً من النوع الأول ولا تسبب أوبئةً، لكنها قد تسبب من حينٍ إلى آخر حالاتٍ خطيرةً من المرض. أما النوع C فهو أيضًا يصيب البشر فقط ويكون أقل حدّةً وأقل خطورةً. 2

تسمية فيروس انفلونزا الطيور H5N1

ويتمّ تقسيم الفيروسات التابعة للنوع A إلى أنواعٍ فرعيةٍ، وذلك اعتمادًا على نوعين من البروتينات الموجودة على سطح الفيروس وهما: هيماغلوتينين (H) ونورامينيداز (N). بالنسبة للهيماغلوتينين فهناك 18 نوعًا فرعيًّا من هذا البروتين قد تتواجد على سطح الفيروس، لذلك فهو يعطى رقمًا من H1 إلى H18. أما بالنسبة لبروتين النورامينيداز فهناك 11 نوعًا فرعيًّا تابعًا له من N1 إلى N11.

وبناءً عليه فإنّ عدد الاحتمالات للأنواع الفرعية من فيروسات الانفلونزا التابعة للنوع A هو 198 نوعًا فرعيًّا، إلّا أننا لم نكتشف منها سوى 131 نوعًا موجودًا في الطبيعة فقط. ويمكن تقسيم هذه الأنواع الفرعية من الفيروسات A إلى مجموعاتٍ أصغر وأصغر، وذلك اعتمادًا على المادة الجينية التي تحملها. وبالعودة إلى فيروس انفلونزا الطيور H5N1 ،فقد أصبح من الواضح على الأغلب معنى هذا الاسم الذي يحمله (H5N1).3

فيروس انفلونزا الطيور H5N1

ظهور فيروس انفلونزا الطيور H5N1

اُكتشِف فيروس انفلونزا الطيور بادئ الأمر في طيور الإوز في الصين عام 1996، وكما ذكرنا سابقًا فهو سريع الانتشار والعدوى بين الطيور، ويعتبر قاتلًا للدواجن بشكلٍ خاص، حيث ومنذ ذلك الحين، انتشر وأصاب أنواعًا وأعدادًا هائلةً من الطيور الداجنة والبريّة في 50 دولةٍ مختلفةٍ حول العالم.

أما بالنسبة للإصابات البشرية، فأول إصابةٍ به كانت عام 1997 في هونغ كونغ في الصين. ثمّ وبعد ظهوره بشكلٍ واسعٍ عام 2003، تمّ الإبلاغ عن إصاباتٍ بشريةٍ أُخرى، لكنها نادرةٌ ومتفرقةٌ في آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، والشرق الأوسط. وقد حدثت معظم هذه الإصابات نتيجة الاحتكاك والتلامس المباشر مع الطيور المصابة سواءً الحية منها أو النافقة. أمّا انتقال العدوى من إنسانٍ إلى آخر فهو نادر الحدوث وغير مستمرٍ، حيث لم يُسجَّل له أيّ انتشارٍ كبيرٍ ضمن المجتمعات البشرية.4

خطورة فيروس انفلونزا الطيور H5N1

قد يتساءل البعض أنّه طالما أن انتقال هذا الفيروس من إنسانٍ إلى آخر أمر نادر الحدوث ومستبعد، فلمَ الخوف؟ في الحقيقة فإنّ فيروس انفلونزا الطيور H5N1 وعلى الرغم من عدم قدرته الآن على الانتقال بين البشر بسهولةٍ، إلّا أنّه يسبب مرضًا حادًّا وشديدًا عند البشر المصابين به، كما أنّ له معدّل وفياتٍ مرتفع. ومن المعروف أن الفيروسات دائمًا ما تخضع لتغييراتٍ جينيةٍ في مادتها الوراثية، بالتالي إذا تعدّل الفيروس، وأصبح قادرًا على الانتشار بين البشر بسهولةٍ، مع احتفاظه بقدرته على إحداث المرض الشديد، فذلك ينبئ بعواقبَ وخيمةٍ على الصحة العامة للبشر حول العالم.5

انتقال فيروس انفلونزا الطيور H5N1 والأعراض المرافقة له

تحدث عدوى فيروس انفلونزا الطيور H5N1 عن طريق انتقال الفيروس من إحدى الطيور المائية البرية إلى الدواجن المنزلية، ثم إلى الإنسان عن طريق ملامسة براز الطيور المصابة، أو إفرازاتها الأنفية أو العينية أو الفموية. وتجدر الإشارة إلى أن تناول بيض هذه الطيور المصابة لا ينقل الفيروس، لكن يفضّل تجنب تناولها. كما أنّ طهي لحم الطيور بشكلٍ كافٍ وعلى درجةٍ كافيةٍ يقي من انتقال الفيروس. أما بالنسبة لأعراض الإصابة به فهي:

  • سعال.
  • صعوبة في التنفس.
  • إسهال.
  • حمّى (ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من ٣٨ درجة مئوية).
  • صداع وآلام في العضلات.
  • التهاب الحلق وسيلان الأنف.
  • وقد تحصل بعض المضاعفات متل إنتان الدم، الالتهاب الرئوي، فشل الأعضاء، ضيق التنفس الحاد.

لكن وكون أعراض الانفلونزا المختلفة تتشابه في كثيرٍ من الأحيان، لذا يتوجب على الشخص مراجعة الطبيب؛ في حال ظهرت عليه أعراض الانفلونزا في غضون 10 أيام تلي التعامل مع الطيور، أو بعد السفر إلى البلدان التي تفشي فيها هذا الفيروس. أما بالنسبة للعلاج، فإن استخدام بعض المضادات الفيروسية مثل oseltamivir و zanamivir، يمكنها أن تخفف من حدّة المرض، والتي يجب أن تؤخذ خلال أول ٤٨ ساعةً بعد ظهور الأعراض.