معلومات عن شروط الشفاعة واقسامها

الشفاعة هي التوسط من رسولنا الكريم الي المسلمين ولاكن هناك شروط لتكسبي شفاعة رسول الله الكريم

دائماً ما نطلب الشفاعة من الله -عزوجل- في دعائنا لقضاء حوائجنا المختلفة في الدنيا، وطلب العفو والمغفرة ودخول الجنة يوم البعث، البعض يقول أن الشفاعة خاصة لله –عز وجل- وحده لا شريك له لا نطلبها إلا منه، والبعض الآخر يقول أن الشفاعة أعطاها الله لرسوله صلّ الله عليه وسلم  ولبعض أوليائه الصالحين، فما الصواب في ذلك وماهي الأدلة عليه؟

مفهوم الشفاعة

الشافعة في مفهومها البسيط والموجز هي عملية التوسط للغير لطلب المنفعة أو رد المضرة.

أقسام الشفاعة

أولاً : شفاعة الأخرة والتي تكون يوم القيامة.
ثانياً : الشفاعة التي تطلب في أمور الدنيا.

أنواع شفاعة الآخرة

النوع الأول هو الشفاعة الخاصة، هي خاصة بالرسول صلّ الله عليه وسلم لا ينازعه بها أحد من الخلق، وهي أقسام :

الأولى: الشفاعة العظمى، وتتمثل في المقام المحمود الذي وعد الله به نبيه المختار صلّ الله عليه وسلم ، في قول الله –عز وجل-: ” وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) ” سورة الإسراء، وبهذه الشفاعة يشفع الرسول صلّ الله عليه وسلم لجميع خلق الله -عز وجل- عندما يؤخر الله حسابهم فيصابوا بالملل من الانتظار يوم القيامة في أرض المحشر، فيصيبهم كم من الهم والكرب ما لا يتحملون أو يطيقون فينادون:

“من يشفع لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد” ، ويدعون ويتمنون الرحيل من ذلك المكان، فيسرع الخلق إلى الأنبياء طالبين الشفاعة، فيرد كل منهم: “لست لها”، حتى إذا وصلوا إلى نبينا المختار صلّ الله عليه وسلم  فيقول لهم: “أنا لها، أنا لها”، فيشفع لهم المصطفى صلّ الله عليه وسلم  بفصل القضاء، فتلك هي الشفاعة العظمى وهي من أهم خصائص وصفات النبي المصطفى محمد صلّ الله عليه وسلم .
وفي الشفاعة العظمى أحاديث نبوية عدة منها: إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلّ الله عليه وسلم ، “فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود” رواه البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما.

الثانية : الشفاعة التي تطلب لأهل الجنة لدخول الجنة.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم:( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك ” رواه مسلم  وفي رواية له ” أنا أول شفيع في الجنة “.

الثالثة : شفاعة الرسول صلّ الله عليه وسلم  لأبي طالب عمه.

فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم  ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: “لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه” رواه البخاري ومسلم .

الرابعة : شفاعة النبي المختار صلّ الله عليه وسلم  لجزء من أمته لكي يدخلون الجنة بغير حساب.

ونستدل في ذلك بحديث بحديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة وفيه : “ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ ” رواه البخاري ومسلم .

-النوع الثاني هو الشفاعة العامة : وهذه تكون للرسول صلّ الله عليه وسلم والصالحين والأنبياء والملائكة عامة، وهي أكثر من نوع، نذكر منها:

الأولى : تطلب الشفاعة لقوم دخلوا النار لكي يخرجوا منها، من الأدلة على ذلك: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأرضاه مرفوعا: ” فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقاً كثيراً… فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قومًا لم يعملوا خيراً قط” صحيح مسلم .

الثانية: الشفاعة لقوم يستحقون دخول النار كي لا يدخلوها، ونستدل في ذلك بقول الرسول صلّ الله عليه وسلم  : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا إلا شفعهم الله فيه) أخرجه مسلم فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك.

الثالثة : طلب الشفاعة لأهل الجنة الصالحين، فهم أهل أمنوا بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر فاستحقوا أن يزدادوا درجات ورفعة في الجنة، نستدل بذلك بقول النبي صلّ الله عليه وسلم أنه دعا لأبي سلمة فقال: ” اللّهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر  لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه”. رواه مسلم رحمه الله  .