معلومات عن الوشم والآثار الصحية الخطيرة

 الوشم هو أحد الموضات المنتشرة في العديد من دول العالم وبين المجموعات والأعمار المختلفة  ويتم تطبيق الوشم على مناطق متعددة من الجسم مثل الحاجبين والشفاه والذراعين وبقية الجسم

فما هو الوشم وكيف يتم رسمه وما هي الآثار الصحية التي يمكن أن يسببها للجلد . في دراسة حديثة أجريت بجامعة نيويورك ، وُجد أن الوشم يعتبر سبباً رئيسياً للإصابة بالأمراض الجلدية الخطيرة وعلى رأسها سرطان الجلد .

ما هو الوشم ؟
الوشم أو التاتو هو رسم شكل ما على الجلد بواسطة الإبرة ، ثم وضع الصبغة الملونة داخل الثقوب التي شكلتها الإبرة . بعد اندمال الجروح تبقى الصبغة تحت الجلد وتبقى ثابتة إلى الأبد . هناك أنواع أخرى من الوشم غير ثابتة ويمكن عملها باستخدام الحناء أو الصبغات . يستخدم الوشم لأغراض تجميلية مثل تكثيف أو رسم الحواجب لمن يعانون من قلة ظهور شعر الحاجبين ، ويستخدم أيضاً لتحديد الشفتين ، وكعلامة تجميلية في مناطق أخرى بالجسم . أما بالنسبة للاستخدام الطبي فيستخدم الوشم لتلوين الجلد للمصابين بالبهاق واضطرابات تصبغ الجلد .

يرجع تاريخ الوشم إلى مئات السنين ، وبدأ استخدامه بين السكان الأصليين في آسيا وأفريقيا ، ولا زالت بعض القبائل تستخدمه وخاصة في الوجه كرمز على القوة أو الحالة الاجتماعية ، ويستخدمه البدو في المنطقة العربية مثل سكان شبه الجزيرة العربية وسيناء وسوريا .

الوشم في العالم العربي
أصبح الوشم من الموضات الرائجة في العالم العربي ، ويتم عمله في الغالب داخل صالونات التجميل ، وينتشر بين الفتيات والسيدات وحتى الشباب . معظم البلدان العربية لا تجرم الوشم ولا تعتبره عملاً غير قانونياً ، إلا أنه توجد بعض القيود على الوشامين الغير محترفين والذين يمارسون التوشيم في المنازل أو الأماكن الغير مرخصة . ومن أشهر تلك الوقائع قصة القبض على “ملك التاتو” في المملكة العربية السعودية ، وكان شخصاً لبنانياً يقوم باستضافة أو الذهاب للمنازل لعمل الوشم للفتيات والسيدات ، ويقوم كذلك بعمل جلسات لتجميل الصدر والأرداف . بعد بلاغات لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجدة تم القبض عليه وحكم عليه بالسجن سنة و200 جلدة .

في الأماكن الصحراوية ، يقوم بدق الوشم أشخاص محترفون يستخدمون الطرق التقليدية للتوشيم وهي الإبرة والصبغات الطبيعية ، ويدقون الوشم على الوجه بصفة خاصة للفتيات وبالنسبة للرجال يدق الوشم على أعلى الذراع .

تحذيرات طبية
رغم حرص مراكز التجميل ومحترفي وضع الوشم على مراعاة النظافة العامة وتعقيم أدوات التوشيم ، إلا أنه لا يزال يشكل خطراً كبيراً للإصابة بالأمراض المعدية وأمراض الدم . وعند القيام بالتوشيم لدى الهواة ، وفي الأماكن الغير موثوق بها يمكن لإبرة التوشيم والصبغات نقل الفيروسات والجراثيم الخطيرة ، والتي تؤدي للإصابة بأمراض جلدية متنوعة مثل الحساسية والهربس وصولاً إلى الالتهاب الكبدي الوبائي ، والإيدز .

في مايو 2015 ، أجريت دراسة بجامعة نيويورك الأمريكية على عينة تضم 300 مريض يضعون الوشم في مناطق مختلفة من أجسامهم . أفادت نتيجة البحث بأن 6% من المشاركين في الدراسة يعانون من مشكلات جلدية تتمثل في احمرار الجلد ، الطفح الجلدي ، الحكة الشديدة وتغير في شكل البشرة . حذر الأطباء أن هذه الأعراض ، والمرتبطة بشكل وثيق بالوشم ، تعتبر من الأعراض المزمنة والتي لا يمكن علاجها باستخدام الأدوية التقليدية ، وأن العلاج الوحيد هو الأدوية السترويدية المضادة للالتهابات ، وتستلزم بعض الحالات تستلزم التدخل بالليزر . الأسباب المرجحة لتلك الأعراض هي الصبغات المستخدمة في عمل الوشم وكذلك الأدوات الغير معقمة والتي يستخدمها الوشامون .