معلومات عن الحروب البيلوبونيزية التي دارت بين أثينا و اسبارطة

لم تكن حروب البيلوبونيز واحدة من ملاحم الشاعر اليوناني هوميروس  صاحب ملاحم الإلياذة والأوديسة  بل كانت صراعا حقيقيا عاشه الأثينيون والإسبرطيون لمدة ربع قرن تقريبا

حفل التاريخ الأغريقي بالعديد من المعارك الحربية و الأحداث الهامة ، و قد كانت هذه السلسلة من الحروب واحدة من أهم الحروب التي عرفت في التاريخ الاسبارطي على وجه التحديد .

اسبارطة قبل الحرب
– سكن أهل اسبارطة في المنطقة الجنوبية من اليونان ، و قد عرفوا باستعباد الأشخاص الذين هم أقل منهم مرتبة ، هذا فضلا عن أن هذا الشعب عرف بقلة الاهتمامات الفنية و العلمية ، و قد قامت حياتهم على الحروب و الغزوات و تعلم فنون القتال ، و بالفعل كان لهم جيش مدرب قوي من أشد المقاتلين .

– كان من أبرز المشرعين المعروفين في اسبارطة المشرع ليكورغوس ، و الذي عرف قبل الميلاد بحوالي 800 عام ، ذلك الرجل الذي سن العديد من القوانين التي نصت على منع السفر و التجارة ، و كذلك إلحاق كافة الرجال بالجيش ، و ليس هذا فقط بل أنه أمر بتعيين ملكين على اسبارطة كل منهم يراقب الآخر ، و ذلك منعا للاستبداد بالحكم .

أثينا قبل الحرب
– كان الأثينيين على عكس الاسبارطيين تماما ، حيث أنهم عرف عنهم قلة اهتمامهم بالجيش و القتال ، و حتى تشريعاتهم كانت مختلفة ، فقد اعتمدت التشريعات عندهم على المساواة بين كافة الرعية ، و قد علموا العالم كافة الفنون و العلوم و الآداب ، و كانوا أصحاب خبرة كبيرة في البحر و لهم أساطيل كبيرة .

– كان آخر ملوكهم الملك قدروس الذي أحبه العامة و احترموه ، لدرجة أنه عندما توفى رغب الأثينيين في انتخاب حاكم من أسرته ، و استمرت الأحوال جيدة حتى عام 613 قبل الميلاد ، حيث تم تقليد تسعة أشخاص على الحكم ، و بدأ الصراع بين كل من حزب العامة و النبلاء ، حتى قام رئيس حزب الخاصة بالاستنجاد بالاسبارطيين .

حرب سهل الماراثون
– في هذه الحرب ساند الأثينيين حلفائهم من الأيونيين في تلك المعارك التي دارت بينهم و بين الفرس ، مما أثار غضب ملك الفرس داريوس .

– بمجرد أن انتهى داريوس من حروبه مع الأيونيين أعد جيش كبير و توجه به إلى مقدونيا ، حتى تمكن من الوصول إلى منطقة سهل الماراثون التي تقع في شمال أثينا ، و لكن الجيش الأثيني تمكن من التصدي لهم ، و كان ذلك دون مساعدة الاسبارطيين ، مما عزز قوتهم العسكرية و كذلك قوى أسطولهم البحري .

– أثارت هذه القوة التي ظهرت من أثينا خوف الاسبارطيين على مستقبلهم ، و هنا بدأت ظهور فكرة حرب البيلوبونيز .

حرب البيلوبونيز الأولى
– بدأت تفاصيل هذه الحرب بالهجوم من الجانب الاسبارطي على منطقة أتيكا التي تقع على مقربة من أثينا ، و التي كانت على حلف مع الأثينيين ، وقتها كانت اسبارطة تعتمد على القوة البرية لأنهم كانوا على دراية بأن الأثينيين متفوقين بحريا .

– كانت الاستراتيجية الموضوعة هي غزو الأراضي المحيطة بأثينا بغرض منع المدد ، و لكن هذه الحرب انتهت بخروج الاسبارطيين من أتيكا ، و كان ذلك نتيجة انتشار العدوى بالطاعون .

حرب البيلوبونيز الثانية
كانت الحرب عبارة عن حملة تم إرسالها من أثينا بغرض دعم الأيونيين في صقلية ، ليتمكنوا من مواجهة جيش سيراكوز ، و لكن الجيش السرقسي تمكن من هزيمة الجيش الأثيني ، و قد تبعت هذه المعركة عدة معارك أخرى ، و كلها شهدت هزيمة الأثينيين ، حتى أجبروا على خوض معركة بحرية كبرى كانت نتيجتها أسر و استعباد العديد من الجنود الأثينيين ، و أخيرا قام الاسبارطيين بتوجيه الضربة النهائية للأثينيين ، و كانت هذه الحرب قد انتهت فعليا بفوز الأسطول الاسبارطي ، و قد امتدت هذه المعارك لفترة بداية من عام 410 قبل الميلاد ، و حتى عا 406 قبل الميلاد ، و قد انتهت المعارك بأسر 3000 جندي أثيني ، و أخيرا انتهت باستسلام الأثينيين تماما .