السجائر الالكترونية من الاشياء المنتشرة بين المراهقين بغرض انها بديل للتدخين لكن تعتبر من اخطر الاشياء
المحتويات
التعريف بالسجائر الالكترونية
السجائر الالكترونية (E-Cigarettes)، هي جهاز رذاذ محمول يعمل بالبطارية يحاكي عملية التدخين ولكن باستبدال التبغ بمعلق هوائي يستنشقه المستخدم. تقوم السيجارة الالكترونية بتسخين محلول سائل (E-Liquid) باستخدام بطارية ودارة تسخين تحريضي أو عادي.
لا يحتوي السائل في العادة على النيكوتين، بل يتكون من Probylene Glycol (بروبيلين غليكول)، والغليسرين، ومنكهات، وإضافات أخرى وبعض الملوثات. بعض أنواعها يشتمل على النيكوتين كمادة مضافة إلى الخليط السابق، في حين توجد أصناف أخرى لا تحتوي على البروبينيل غليكول أو المنكهات.
تصدر السجائر الالكترونية رذاذًا مكونًا من جزيئات صغيرة وفائقة الصغر يشتمل على المكونات المذكورة سابقًا بالإضافة إلى كميات ضئيلة من مواد سامة وأخرى مسرطنة ونسبة محدودة أو جزيئات من المعادن الثقيلة، وتختلف تراكيز ونسب هذه المواد بحسب الشركة المصنعة وتركيب السائل.
يحتوي دخان السجائر الالكترونية على مواد ضارة غير موجودة في السجائر العادية، إلا أنه من المعتقد أن سميّة دخان هذه السجائر أقل من تلك التقليدية. لا تزال الدراسات إلى الآن تنظر إلى مدى التأثير القصير وطويل الأمد لدخان هذه السجائر على المدخنين الإيجابيّين والسلبيين من كافة الفئات العمرية.
إن مبدأ عمل السجائر الالكترونية معروف وقد سُجّلت فيه عدة براءات اختراع منذ منتصف وأواخر القرن الماضي، إلّا أن انتشار السجائر الالكترونية بشكلٍ تجاري كان على الصيدلي الصيني Hon Lik (هون ليك) الذي اخترعها كبديل للسجائر التقليدية بعد موت والده بسرطان الرئة عام 2001. تصميم هون المبدأي لم يلق الرواج المرغوب إلا بعد تعديله من قبل المصنعين الغربيين ليصبح أبسط وأكثر عملية.
شهدت السجائر الالكترونية خلال نصف العقد الماضي رواجًا غير مسبوق وخصوصًا بين الفئات العمرية الشابة في الولايات المتحدة، حيث ارتفع عدد مستخدمي السجائر الالكترونية من 7 ملايين في عام 2011 حتى الواحد والأربعين مليونًا وفق تقرير مجموعة Euromonitor International كما ووصل حجم مبيعات السجائر الالكترونية في عام 2017 إلى 5 مليار دولار.1
مع ذلك، فإنّ نظرة أصحاب القرار السياسي نحوها لا تزال إلى الآن ـ ولسبب وجيه سوداوية ـ فالقصص التي تتحدث عن مخاطرها لا تزال منتشرة إلى حدٍ بعيد، عوضًا عن أثر الماضي كونها وريث الألفية الجديدة للسجائر والتبغ.
السجائر الالكترونية وجه جديد وهوية قديمة
- العلامة التجارية المعروفة VUSE تمتلكها R.J Reynolds Vapor company إحدى أفرع شركات التبغ الامريكية العملاقة Reynolds America.
- British American Tobacco (شركة التبغ البريطانية الأمريكية) أطلقت علامة السجائر الالكترونية Vype منذ حوالي ست سنوات.
- Altria) Phillip Johnson سابقًا) تمتلك العلامة التجارية MarkTen.
- كانت Lorillard قد عرضت دفع 135 مليون دولار لشراء Blu، ولكن بعد شراء R.J. Reynolds لشركة التبغ في 2015، قامت ببيع علامة السجائر الالكترونية الخاصة بها لشركة Imperial Tobacco البريطانية.2
السجائر الالكترونية بين الوريث والموروث
على الرغم من وجود توافقٍ عام ضمن المجتمع العلمي والطبي بأن الأثر السام للسجائر الإلكترونية أقل من تلك العادية، إلى أن كلاهما يتردد في طرحها كبديل للتدخين التقليدي نظرًا لعدم وجود دراسات كافية حول مضارها وعدم كفاية الأدلة التي تثبت أنها تساعد على الاقلاع عن التدخين أو أنها أقل تسبّبًا في الإدمان من التدخين التقليدي. على الأقل، دخان السجائر الالكترونية لا يحتوي على الرماد، أو القطران، وثنائي أكسيد الكربون المنبعث من السجائر العادية.
الدراسات حول تأثير السجائر الإلكترونية على الصحة حتى الآن لا تكفي لإعطاء دليلٍ دامغ، ذلك أنّ أعراضها السلبية في أشد الحالات تطرفًا تتجسد في ضعف التركيز، ونوبات، وألم في الصدر، وتسرع دقات القلب، ودوار، وفشل في القلب. في حين أن أعراضها الأقل وطأة تتمثل في ألم في البطن، ووجع في الرأس، وعدم وضوح الرؤية، وألم في الحلق والفم، مع سعال وشعور بالاقياء.
إنّ احتمال التعرض لتلك الأعراض لا يزال إلى الآن غير محددٍ لعدم وجود دراسات كافية، فاستخدام السجائر الالكترونية يضعف أيضًا من وظائف الرئة، إلا أن المعلومات المتوفرة حاليًا تشير إلى أن الآثار السلبية لهذه السجائر لا تزال أقل بمن الأثار السلبية الناجمة عن تدخين التبغ أو السيجار.
ناقوس الخطر يدقّ
شهدت أمريكا مع نهاية الشهر الثالث من العام المنصرم انتشار وباء بين مدخني السجائر الالكترونية أطلق عليه اسم Evali (إيفالي). ملامح هذا الوباء تجسدت بطيف واسع من أعراض أمراض الجهاز التنفسي التي قد تودي بحياة المصاب. بلغت حدة الوباء أشدها في أيلول، وحتى نهاية كانون الأول الفائت أودى هذا الوباء بحياة 55 مريضًا. تم تسجيل 2561 إصابة أُدخلت إلى المشافي، ومعظم هذه الحالات كانت من الشبان في مقتبل العمر.3
مع استمرار التحريات، تبين فيما بعد أن النيكوتين الموجود في الدخان ليس هو الملوم، وعلى الرغم من بطء ظهور الدلائل، فقد تبيّن أن السبب وراء هذا المرض هو في حقيقة الأمر عبوات تحتوي على الحشيش، وبالتحديد ثلاثي هيدروجين الكانابينول (Tetrahydrocannabinol-THC) تم الحصول عليها بطرق غير قانونية في بعض الحالات من قبل أطفال.
مع نهاية كانون الأول المنصرم، اكتشف أن المسبب الأساسي للمرض هو مادة يتم إضافتها للحشيش تدعي بفيتامين E أسيتات (E Acetate) تسبب أذية الجهاز التنفسي عند استنشاقها. لم تظهر حالات مماثلة لتلك المسجلة في أميركا في أيٍ من دول الاتحاد الأوروبي نظرًا للقوانين الأكثر صرامة وعدم شرعية أي من نوع الحشيش السابق أو الإضافات الفيتامينية.4
درهم وقاية خير من قنطار علاج
ترافق تفشي وباء EVALI مع صدور تقارير تشير إلى انتشار ظاهرة تدخين السجائر الالكترونية بين المراهقين في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، وقد عزت هذه التقارير الانتشار للنكهات المتنوعة التي تمتاز بها السجائر الالكترونية عن تلك التقليدية، وإلى زيادة انتشار المنتجات المقترنة بالتدخين الالكتروني بين اليافعين وخصوصًا السجائر الالكترونية Juuls.5
استدعى ذلك رد فعلٍ سريع من المشرعين للحد من توسع هذه الظاهرة؛ فرأينا عددًا من الولايات الأميركية تحظر بيع هذه المنجات ككل، مما استرعى بالمتاجر الكبرى إزالة هذه المنتجات من على رفوفها، كما ورأينا كلًّا من الهند والفلبين تفرضان حظرًا شاملًا على مبيعها.
تحول انتباه السلطات التشريعية من فوائد السجائر الالكترونية في مساعدة المدخنين التقليديين في ترك التبغ نحو أهمية حماية المراهقين واليافعين من تدخينها، فعمدت إدارة الأغذية والدواء الأميركية إلى حظر استخدام المنكهات في منتجات التدخين الالكتروني، فيما عدا نكهتي التبغ والمنثول. وفي حين أن بريطانيا لم تشهد حظرًا مماثلًا لهذا، فإن الحملات الدعائية لمنتجات التدخين الالكتروني يتم تقييدها هناك بشكلٍ صارم.6
بشكلٍ عام
لا يزال خطر السجائر الالكترونية على صحة الانسان على المدى الطويل إلى الأن مجهولًا بالمقارنة مع تلك التقليدية نظرًا لعدم إجراء الكم اللازم من التجارب طويلة الأمد والمستقلة عليها مثلما حدث مع منتجات التبغ، ومع ذلك، فإن الرابطة الأميركية لأمراض الرئة تحذر في إحدى أكبر الدراسات المجراة على هذا الموضوع والمنشورة في كانون الثاني لعام 2018 من قبل المعاهد الوطنية للعلوم والهندسة والطب الأميركية أن السجائر الالكترونية تحتوي على نسب متعددة من مواد ضارة مسرطنة أهمها البروبيلين غليكول، والغليسرين النباتي، والأسيتاألداهيد، والأكرولين والفورمالديهيد بالإضافة إلى ذرات النيكوتين، والمنكهات كالدياسيتيل، والمواد سريعة الاحتراق كالبينزين والحبيبات فائقة الصغر الموجودة في الدخان المنبعث عن هذه السجائر