ماسبب النهي عن الجلوس بين الشمس والظل

كثيرا ما نجلس في الظل ثم يقلص عنا حتى يكون أحدنا بعضه في الشمس وبعضه في الظل ولا يقوم ولا يتحول إلى الظل ! والجلوس بين الشمس والظل نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وأكتب لكم بعض الأحاديث الواردة في هذا الشأن وأقوال أهل العلم من أحد كتب الفقه للفائدة والتذكير

الأحاديث

عن أبي حازم قال : رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قاعد في الشمس فقال : ” تحول إلى الظل”
الصحيحة 833

وعن أبي هريرة قال : قال أبو القاسم : ” إذا كان أحدكم في الفيئ فقلص عنه الظل , وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم ”
الصحيحة 837

عن بريدة رضي الله عنه : ” أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقعد بين الظل والشمس ”
أخرجه بن ماجه وإسناده حسن كما قال البوصيري في “زوائده”

عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : ” أن النبي نهى أن يجلس بين الضِّحِّ والظِّلِّ وقال : مجلس الشيطان ”
أخرجه أحمد (3\413) وإسناده صحيح قاله الهلالي

أقوال أهل العلم

نص على ذلك الإمام أحمد والإمام إسحاق رحمهم الله كما في “مسائل المروزي” ص 223 : قلت: يُكره أن يجلس الرجل بين الظل والشمس ؟ قال -يعني أحمد- : هذا مكروه , أليس قد نهى عن هذا !” قلت -أبو عبد العظيم- : والكراهة في مصطلح السلف تعني التحريم فتنبه!
وقال إسحاق : وقد صح النهي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم .

قال ابن قيم الجوزية في “زاد المعاد” 4\242 :
“والنوم في الشمس يثير الداء الدفين ! , ونوم الإنسان بعضه في الشمس وبعضه في الظل رديء”

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

️قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. وشَبَّكَ أصَابِعَهُ.
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 481 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث
بنَى الإسلامُ مُجتمَعَ المُسلِمينَ على أساسٍ مَتينٍ مِن الأُخوَّةِ والتآزُرِ فيما بيْنَهم؛ فقد أخْبَرَ اللهُ تعالى في كتابِه الكريمِ أنَّ المؤمنينَ إخوةٌ في الدِّينِ، والأُخُوَّةُ يُنافيها الحِقْدُ والبَغضاءُ، وتَقْتضي التَّوادُدَ والتَّناصُرَ، وقِيامَ الأُلْفةِ والمَحبَّةِ فيما بيْنَهم.وفي هذا الحديثِ يخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ المؤمنينَ في تَآزُرِهم وتَماسُكِ كُلِّ فَرْدٍ منهم بالآخَرِ، كالبُنيانِ المَرْصوصِ الذي لا يَقْوَى على البَقاءِ إلَّا إذا تَماسَكَتْ أجزاؤُه لَبِنَةً لَبِنَةً، فإذا تفَكَّكَتْ سَقَطَ وانهارَ، وشَبَّكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيْن أصابِعِه، إشارةً إلى أنَّ تعاضُدَ المؤمنينَ بيْنهم كتَشْبِيك الأصابِعِ بَعْضِها في بَعضٍ، فكما أنَّ أصابِعَ اليدينِ مُتعدِّدةٌ؛ فهي تَرجِعُ إلى أصلٍ واحدٍ، ورَجُلٍ واحدٍ، فكذلك المؤمنونَ وإنْ تعدَّدَت أشخاصُهم فهمْ يَرجِعونَ إلى أصْلٍ واحدٍ، وتَجْمَعُهم أُخُوَّةُ الإيمانِ.وهذا التَّشبيكُ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ كان لمَصلحةٍ وفائدةٍ؛ فإنَّه لَمَّا شَبَّهَ المؤمنينَ بالبُنيانِ الذي يَشُدُّ بَعضُه بَعضًا، كان ذلك تَشبيهًا بالقَوْلِ، ثُمَّ أوضَحَه بالفِعْلِ، فشَبَّكَ أصابِعَه بَعْضَها في بعضٍ؛ لِيَتأكَّدَ بذلك المثالُ الذي ضَرَبَه لهم بِقَوْلِه، ويَزدادَ بَيانًا وظُهورًا.