طرق معالجة مياه الصرف الصحي

water treatment plant and water supply in pipe underground system

مياه الصرف الصحي هى أحد أنواع المياه الملوثة التى تنتج عن أنشطة الإنسان المختلفة واستعمالاته المختلفة للماء وتحمل هذه المياه الكثير من الملوثات وسنتعرف فى هذه المقال على طرق معالجة مياه الصرف الصحي

مراحل معالجة مياه الصرف الصحي

مراحل معالجة مياه الصرف الصحي

معالجة مياه الصرف الصحي ميكانيكيًّا

  1. في المرحلة الأولى يتم إمرار مياه الصرف عبر شبكةٍ من القضبان الكبيرة، والتي تتمثّل وظيفتها في التقاط الأجسام كبيرة الحجم من مياه الصرف كالأوراق وزجاجات المياه والأغصان وما سوى ذلك، لتخرجها آلة ميكانيكية وبشكلٍ أوتوماتيكيٍّ من مجرى المياه.
  2. تتابع مياه الصرف طريقها عبر أنابيبٍ طويلةٍ تتّسع في نهايتها لتصل إلى خزّانٍ كبيرٍ، وجود الماء في هذه الخزّانات الواسعة يقلل من سرعة حركته، الأمر الذي يُساعد على ترسّب الجُزيئات الكبيرة كالحصى والرمال في قاع الخزّان.
  3. يتم إبقاء المياه في خزّان الترسيب السابق لساعتين كاملتين، لكي تتُاح الفرصة لكامل الرواسب بالرسوّ في قاع الخزّان، ليتم بعدها نقل هذه الرواسب إلى خزّان الهضم أو ما يُعرف بـ”الهاضم”، بالإضافة إلى تجمّع الفضلات العائمة على سطح المياه في الخزّان والتي تُقشط فيما بعد بطرقٍ مناسبةٍ وتُنقل إلى خزّاناتٍ أخرى.

هذه الخُطوات الثلاث تمثّل المرحلة الأولى من عملية معالجة مياه الصرف الصحي وهي تُساهم بتقنية ما يُعادل 30% من التلوّث الموجود في مياه الصرف التي يقوم المعمل بتنقيته يوميًّا.2

معالجة مياه الصرف الصحي بيولوجيًّا

  1. في المرحلة الثانية يتم توظيف الوظائف والتأثيرات البيلوجيّة الطبيعيّة من خلال إمرار مياه الصرف عبر خزّانات التهوية. حيث تُضخ كميّاتٌ كبيرةٌ من الأوكسجين إلى مياه الصرف، بهدف تحفيز نمو الجراثيم المفيدة والتي تتغذّى بدورها على الفضلات العضوية والمعدنية الموجودة في مياه الصرف.
  2. تشكّل هذه العضويات الدقيقة مستعمراتٍ كبيرةً حتى تغدو مرئيّةً بالعين المجرّدة. تترسّب هذه التجمّعات في قاع الخزّان الثاني والتي يتم تجميعها وسحبها إلى الخزّان الأولي لكي يتم التخلّص منها. وبهذه المرحلة يكون قد تم التخلّص من الملوّثات العضوية المتفسّخة.

بعد مرحلتي التقنية الميكانيكية والعضوية تكون قد اكتملت معالجة مياه الصرف الصحي بنسبة 90% تقريبًا، وفي معظم الأحيان يكون بالإمكان دفع كميّات المياه المعالجة هذه إلى الطبيعة مباشرةً، وفي بعض الحالات قد تتطلّب أنواعٌ معيّنةٌ من مياه الصرف، كما في المياه المطروحة من المعامل، مرحلةً ثالثةً للمعالجة لضمان خلوّها من أي ملوّثاتٍ للبيئة.3

المعالجة الإضافية

معالجة مياه الصرف الصحي الإضافية

في أيّامنا هذه تحتوي نفايات الصرف على نسبةٍ كبيرةٍ من المواد الكيميائية السامّة، بشكلٍ خاص الفوسفات والنتروجين، والتي تفرض بضع خُطواتٍ أخرى لإتمام معالجة مياه الصرف الصحي بالكامل.

  1. يتم في هذه الخطوة نقل المياه الناتجة عن المرحلة الثانية إلى صهريج ترسيبٍ كبيرٍ خاص.
  2. بعدها يأتي دور العنفات الكبيرة في صهريج الترسيب والتي تقوم بتحريك المزيج بشكلٍ قويٍّ، ليتمّ بعدها ضخّ مرسّباتٍ كيميائيةٍ بكميّاتٍ مُعايرةٍ ومحدّدةٍ بدقّةٍ إلى المزيج عبر مضخّاتٍ خاصّةٍ.
  3. تعمل هذه المرسّبات الكيميائية على التفاعل مع الفوسفات وتشكّل معه مركّبات غير قابلةٍ للانحلال في الماء والتي تترسّب في قاع خزّانات الترسيب. بعدها يتم تكثيف هذه الرواسب وإزالتها ونقلها إلى صهريج الهضم (الهاضم) من جديدٍ.
  4. إنّ الماء الناتج بعد معالجة مياه الصرف الصحي حتى هذ النقطة صالحٌ تمامًا لاستخدامه أو إعادته إلى دورة المياه الطبيعية.4

إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المُعالجة

حسنًا يمكن اعتبار الماء الناتج بعد معالجة مياه الصرف الصحي مصدرًا أساسيًّا للمكوّن الأكثر أهميّةً على الأرض، لا سيّما في المدن والقرى ذات الكثافة السكانيّة الكبيرة ومصادر المياه الطبيعية المحدودة. بالإضافة إلى أن هذا التوظيف لمياه الصرف سيخفّف، كما ذكرنا سابقًا، الضغط على دورة الماء في الطبيعة عبر تعديل الفارق بين الاستهلاك وإعادة التصريف، دون ذكر مياه الصرف الملوّثة التي تُطرح في البحار والأنهار والتي يتمّ تخفيفها بشكلٍ كبيرٍ بعد المعالجة.

يمكن استخدام مياه الصرف المعالجة أيضًا في ري الأراضي والمحاصيل الزراعية وإعادة تعبئة وشحن خزّانات المياه الجوفية، بالإضافة إلى الاستخدامات الصناعية المختلفة. إلّا أن الاستخدام البشري المباشر لها بالشرب يواجه صخبًا ورفضًا جماهيريًّا كبيرًا، على الرغم من أن تهيئة مياه الصرف لذلك بعد معالجتها ممكنٌ جدًا.5

على الرغم من أن مياه الصرف المُعالجة لازالت قاصرةً عن تغطية كامل احتياجاتنا اليومية ودعم الدورة الطبيعية للماء بشكلٍ كاملٍ، إلّا أن الشوط الطويل والتطوّر الكبير الذي قطعه العلم في معالجة مياه الصرف الصحي يُعتبر إنجازًا كبيرًا في صفحة إنجازات البشريّة.