سمات الشخصية الحساسة

كيفي التعامل مع الشخص الحساس في علم النفس يُطلق مصطلح الشخصية الحساسة في “HSP” على الأشخاص الأكثر تأثرًا بالمنبهات الخارجية؛ كالألوان والأصوات والحركة، ويملكون ردود فعل عاطفية قويّة، وفي العادة لا تُعبر الشخصية الحساسة عن مشاعرها ولا تُظهرها، ومن السهل أن تتعرض للتحفيز والإرهاق وقلة التأقلم في البيئات المختلفة، والشخصية الحساسة عادة لديها قدرة على الملاحظة أكثر من الآخرين، ويملك ما بين 15-20٪ تقريبًا من الناس شخصيات حساسة، وهي من الصفات الوراثية التي تبدأ بالظهور منذ الطفولة.[١]

أهم سمات الشخصية الحساسة تتلخص بما يأتي:

للشخصية الحساسة مجموعة من السمات يُمكن التعرف عليها من خلالها، وهي:[٢]

  • كثرة تقلب المزاج، وسرعة التحفيز والانفعال.
  • مقاومة التغيير في أنماط الحياة، وعدم القدرة على التأقلم بسهولة.
  • التعامل بطريقة عاطفية مع الآخرين، مما يُسبب الانطوائية في معظم الأحيان.
  • كثرة التعرض للتحديات الجسدية مثل: الشعور بآلام في المعدة وعدم القدرة على النوم.
  • كثرة الإصابة بنوبات متفاوتة من الاكتئاب والإحباط.
  • اليقظة الشديدة للأخطاء المحتملة، والخوف الدائم من الوقوع في الخطأ.

لمعرفة المزيد يمكنك قراءة المقال الآتي: صفات الشخصية الحساسة.

هل الشخصية الحساسة مرض نفسي؟

يتساءل البعض هل الشخصية الحساسة مرض نفسي؟ أم أنها حالة طبيعية ونوع من الشخصيات الكثيرة الموجودة لدى الناس، وفي الحقيقة لا يمكن اعتبار الشخصية الحساسة أنّها مرض نفسي لأنّها شخصية شديدة التأثر، لكن هذا التأثر لا يترافق مع الأعراض التي تكون لدى المرضى النفسيين، مثل: حالة الهياج والقلق الشديد، فعلى الرغم من أنّ الشخصية شديدة الحساسية تكون صعبة التعامل أحيانًا، إلّا أنّها تستطيع أن تكون شخصية مُتزنة دون أن تتسبب في وقوع مشاكل نفسية.[١]

بشكلٍ عام فإنّ النساء يمتلكن شخصية حساسة بنسبة أكبر من الرجال، فهنّ أشدّ تأثرًا بالأحداث والأقوال، وأكثر تعاطفًا، وأكثر تأثرًا بالذكريات والأحداث السلبية خاصة أحداث الطفولة السلبية التي تظلّ مرتكزة في عقل الشخصية الحساسة، لكن رغم كل هذه التحديات لا يمكن اعتبار الشخصية الحساسة مرضًا نفسيًا، وإنما هي شخصية ذات أمزجة مختلفة ومتقلبة,[٣]

علاج الشخصية الحساسة

علاج الشخصية الحساسة هو علاج سلوكي بالدرجة الأولى، يعتمد على طريقة تصرفات هذه الشخصية، وتوجيهها إلى عمل العديد من الأنشطة والأعمال الضرورية التي تُقلل من الحساسية، وتجعل الأمور تمرّ بسلاسة ودون تعقيد، وأهم طرق علاج الشخصية الحساسة ما يأتي:

تنظيم وقت النوم

تنظيم وقت النوم من أهم الطرق التي تُقلل من تقلبات المزاج لدى الشخصية الحساسة، ويكون هذا بأن يأوي صاحب الشخصية الحساسة إلى الفراش في وقتٍ محدد كل ليلة تقريبًا، ولا يُغامر بالسهر الطويل الذي يجعله يُفكّر بطريقة سلبية وأفكار موحشة، بالإضافة إلى الاستيقاظ في وقتٍ محدد في الصباح بطريقة منظمة تضمن ضبط الساعة الحيوية في الجسم، ويمكن تنظيم النوم بإغلاق جميع الأجهزة الإلكترونية قبلالنوم وخاصة الهاتف، والبدء بقراءة كتاب أو مشاهدة فيلم أو عمل نشاط محبب قبل النوم.[٤]

الحصول على قَدْر كافٍ من النوم

الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم من أهم خطوات علاج الشخصية الحساسة، إذ إنّ تعكّر المزاج وسرعة الانفعال وردود الأفعال غير المتزنة تبدأ من عدم الحصول على عدد ساعات نوم كافية، ولهذا يجب النوم لمدّة لا تقل عن سبع ساعات يوميًا لمساعدة الحواس على الهدوء، وزيادة القدرة على التأقلم مع متطلبات الحياة الخارجية، وزيادة التركيز، وهذا بحدّ ذاته يُقلل من الحساسية المفرطة لدى الشخصية الحساسة ويخفف من حدّة التقلبات المزاجية.[١]

تجنب مسببات الإزعاج

تجنب مسببات الإزعاج يعني التخلص من الضوضاء الشديدة والمتوسطة التي تزيد من الحساسية ومزاجية الشخصية الحساسة، سواء في بيئة البيت أو العمل، وعدم الجلوس في أماكن مزعجة فيها أصوات قوية وأضواء عالية وأشخاص كثيرون، والبحث عن الأماكن الهادئة التي تمنح مساحة للتأمل والتفكير دون إزعاج، وهذا يأتي من باب تقدير النفس واحترام الحساسية النفسية.[٥]

التخطيط المسبق للمهام

تحضير جدول أعمال للمهام اليومية بشكلٍ مسبق يُساعد في تأقلم الشخصية الحساسة مع الأحداث الحاصلة بشكلٍ أفضل، مما يقلل من حدّة التوتر والضغط، ويُساعد في إنجاز المهام بسرعة، وتقليل حدّة المزاج التي من الممكن أن تحصل لو جاءت الأمور دون تخطيط مسبق للمهام.[٤]

مكافأة النفس بالهدايا

الشخصية الحساسة تنزعج من أشياء خفيّة لا يتأثر بها الآخرون، لهذا يُمكن التخفيف من حدّة هذا الانزعاج بتدليل النفس وتقديم الهدايا والمكافآت لها، ويمكن أن يكون هذا بالذهاب إلى مدينة الألعاب مثلًا؛ وذلك من أجل قضاء وقت ممتع، أو إحضار هدية جميلة؛ لإدخال السرور إلى النفس، وقد تكون هذه الهدية من الأِشياء المحببة التي تُثير المرح والسرور، وتزيد الطاقة الإيجابية.[٤]

الراحة والاسترخاء بشكل دوري

“الطريقة الأسهل لمواجهة الحساسية المفرطة، هي على الأرجح أن تتوقف وتسأل الشخص الآخر ما يعنيه حقًا، ومن ثم الاستماع إليه بدلًا من الاستنتاج الفوري” عالم النفس د.جربر.

الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة مهم جدًا للشخصية الحساسة، ويُساعدها على تخطي التحديات التي تواجهها أثناء اليوم، لهذا يُفضل أن تكون أوقات الراحة منظمة ودورية وتتم بساعات مرتبة بعد التعب، خاصة أنّ التعرض للتعب الشديد يجعل صاحب الشخصية الحساسة متهيج المشاعر وغير متحكم بأفعاله وعواطفه بالشكل الصحيح.[٥]

الجلوس في الأماكن الهادئة والبعيدة عن الضوضاء

الحاجة إلى البقاء في مكان هادئ ولطيف وليس به ضوضاء وأصوات مزعجة من أهم الحاجات الضرورية بالنسبة للشخصية الحساسة، خصوصًا أن الضوضاء تُسبب العصبية والتهيج وفقدان التركيز بالنسبة لها، وتزيد من شدّة التأثر، وهذا يُسبب فرط المزاجية وعدم القدرة على الإنجاز، وزيادة الارتباك، لهذا من الأفضل الابتعاد عن التجمعات والأماكن التي لا يُمكن التحكّم في ضوضائها.[٢]

ارتداء السماعات العازلة

للتخلص من الصوت المزعج في الأماكن كثيرة الضوضاء والتي لا يُمكن التحكّم في هدوئها، يمكن ارتداء السماعات العازلة للصوت، كما يُمكن تشغيل موسيقى هادئة أو أي شيء محبب لراحة النفس، إذ تضمن هذه الطريقة عدم إقحام الشخصية الحساسة في أجواء غير مُريحة بالنسبة لها، ويُفضل إغلاق الهاتف في أوقات الراحة؛ للحصول على الهدوء التام وضمان عدم وجود أي مصدر إزعاج.[٢]

الحد من تناول الكافيين

يُساهم الكافيين في زيادة التوتر والقلق وشدة الانفعالات، لهذا يجدر بالشخصية الحساسة تقليل تناول الكافيين قدر المستطاع خاصة قبل موعد النوم، أي الحد من تناول الشاي والقهوة ، وتناول الشوكولاتة الداكنة؛ لأنها غنية بالكافيين، وفي حالة عدم القدرة على الامتناع عنها، يُمكن تناول أنواع منزوعة الكافيين أو قليلة الكافيين.[١]

المحافظة على الأضواء الخافتة

تُساعد الأضواء الخافتة في توفير أجواء مريحة للنفس شبيهة بالأضواء التي تكون عند الشاطئ أو شلالات الماء، مما يجعلها من الطرق المفيدة في التقليل من حدّة انفعالات الشخصية الحساسة، لهذا فإنّ التخلص من الإضاءة العالية مهم جدًا للوصول إلى حالة الاسترخاء المطلوبة، وخير مثال على الأضواء الخافتة: الإضاءة صفراء اللون والباهتة أو أضواء الشموع والمصابيح.[٢]

قضاء أوقات في الطبيعة الخلابة

الخروج في نزهة إلى الطبيعة أو الجلوس في الحديقة بين الأشجار، يُساهم كثيرًا في تخفيف الطاقة السلبية التي تشعر بها الشخصية الحساسة؛ لأنّ الطبيعة تمنح الشعور بالأمان، وتُساعد على الهدوء والتأمل، وتُقلل من التقلبات المزاجية والاكتئاب، ويفضل ممارسة رياضة المشي في أحضان الطبيعة؛ للتخلص من الطاقة السلبية وتعزيز الطاقة الإيجابية.[٦]

ممارسة التمارين الرياضية

الانخراط في ممارسة التمارين الرياضية من أكثر الأنشطة التي تُساعد في تقليل حساسية الشخصية الحساسة، ويُفضل أن تتم ممارسة الرياضة في الصالات الرياضية المخصصة، بعيدًا عن الضوضاء والإزعاج، ويُفضل ممارسة الرياضات غير العنيفة مثل اليوغا، ومن الأفضل ممارسة الرياضة قبل الساعة السادسة أو السابعة مساءً؛ لأنّ الجهاز العصبي في الجسم يحتاج إلى عدّة ساعات قبل أن يهدأ.[٤]

الحديث عند الانزعاج

يُفضل عدم الكتمان أو إخفاء المشاعر عند سماع حديث مزعج أو عند الشعور بأية عواطف سلبية، لهذا يجب البوح بكل ما يُزعج الشخصية الحساسة، لأنّ التعبير عن سبب الانزعاج يُشعر الشخصية الحساسة بالراحة والأمان، ويجعلها تتخلص من الطاقة السلبية، بشرط أن يكون الحديث موجهًا إلى أشخاص موثوقين مثل الأصدقاء المقربين، بالإضافة إلى الأشخاص الإيجابيين.[٦]

تناول الطّعام الصحي

“الجوع يُمكن أن يزعج الحالة المزاجية أو التركيز، حافظ على أعصابك المتوترة عن طريق الحافظ على مستوى ثابت للسكر في الدم، من خلال وجبات خفيفة صحية ومتوازنة” عالم النفس آرون [٧]

تناول الطعام الصحي يُحسن المزاج كثيرًا، ويُساعد في تخفيف الحساسية النفسية، ومن الأطعمة الصحية التي يُنصح فيها: الفواكه الطازجة مثل الفراولة الموز، بالإضافة إلى العصائر الطبيعية المهُدئة مثل: عصير الليمون الدافئ، وعصير الليمون بالعسل، خاصة أنّ تناول الطعام الصحي يُعزز كيميائية الدماغ ويُحفز إنتاج الهرمونات التي تزيد من شعور السعادة.[٣]

تخصيص أوقات لممارسة النشاطات

اختيار الوقت المناسب لممارسة الأنشطة المُختلفة مهم جدًا؛ وذلك لعدم التعرض للانزعاج والارتباك، لهذا يجب على الشخصية الحساسة وضع جدول زمني لكل ما تودّ القيام به خلال اليوم، وتخصيص وقت للعمل، ووقت للهوايات، ووقت لتناول الطعام، ووقت للتأمل والاسترخاء، وهذا كفيل بإبعاد أي مؤثرات ضارة تُسبب التقلبات المزاجية والارتباك.[٧]